هل تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بالشكل الكافي؟.. 3 عوائق أمام الصناعة
المبيعات قد تنمو 57% خلال 2022
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- النصف الأول من 2022 شهد بيع 4.3 مليون سيارة كهربائية وهجينة.
- مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة قد تنمو 57% خلال العام الجاري.
- مسح يكشف عن أن نقاط الشحن أحد المعوقات أمام نشر السيارات الكهربائية.
- تكلفة السيارة الكهربائية تضع ضغوطًا قوية أمام نمو مبيعات هذه المركبات.
- مبيعات السيارات الكهربائية تنمو لكن بوتيرة غير كافية لتحقيق الحياد الكربوني.
مع اتجاه العالم نحو نشر السيارات الكهربائية باعتبارها مكونًا رئيسًا بخطة مواجهة الانبعاثات المتسببة في التغيرات المناخية، هل تنمو مبيعات هذا النوع من المركبات بالشكل الكافي؟
اعتبر تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي أنه رغم زيادة مبيعات السيارات الكهربائية؛ فإنها لا تنمو بالشكل الكافي كي تواكب متطلبات الأهداف المناخية والوصول إلى حيادية الكربون بقطاع النقل.
واستعرض التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة،3 معوقات وصفها بالعوامل الرئيسة التي تقف أمام نمو المركبات الكهربائية بالشكل الكافي لكي تلبي متطلبات المناخ.
نظرة على المبيعات
بحسب التقرير، بيع نحو 4.3 مليون سيارة كهربائية جديدة عالميًا -سواء سيارة كهربائية أو سيارة هجينة- خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)؛ إذ شهدت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات نموًا نسبته 75%، بينما نمت مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 37%.
ويأتي ذلك مع توقع نمو السيارات الكهربائية المبيعة بنسبة 57% في مجمل العام الجاري (2022) لتصل إلى 10.6 مليون وحدة.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد قررت مؤخرًا حظر مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول 2035، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة المتحدة إلى التخلص التدريجي من تلك المركبات التي تعمل بالاحتراق الداخلي بين عامي 2030 و2035.
وعلى صعيد أكبر سوق للسيارات في العالم، تستهدف الصين أن تصبح 40% من السيارات الجديدة المبيعة كهربائية بحلول عام 2030.
ورغم كل ذلك؛ فقد كشف استطلاع لشركة راك لخدمات السيارات في المملكة المتحدة عن أن 14% فقط يخططون لشراء السيارات الكهربائية، مقابل 10% خلال 2021، بينما انخفض عدد الأفراد الذي يتوقعون الحصول على سيارة كهربائية خلال السنوات الـ5 المقبلة من 17% إلى 15%.
3 معوقات في مقدمتها السعر
حدد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 3 معوقات رئيسة تسببت في تردد الأفراد نحو التحول إلى السيارات الكهربائية؛ ما يعوق نمو المبيعات.
وجاء في مقدمة تلك المعوقات، ارتفاع ثمن شراء السيارات الكهربائية، خصوصًا مع ارتفاع التضخم وزيادة معدلات الفائدة؛ ما يرفع من تكلفة الاقتراض لشراء سيارات جديدة.
وتشير دراسة -نقلها التقرير- إلى أن السيارات الكهربائية الجديدة حاليًا أغلى من نظيرتها العاملة بالبنزين والديزل، رغم الإعانات والحوافز المقدمة من بعض الحكومات.
ولم يقتصر الأمر على السعر؛ ففي الوقت الذي كانت تتميز فيه بتكلفة تشغيل رخيصة مقارنة بتلك الأنواع التي تعمل بالاحتراق الداخلي، أدت أزمة الطاقة الحالية -التي تضرب العديد من الدول- إلى ارتفاع تكلفة تشغيل السيارات الكهربائية.
وتسبب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في اضطراب كبير بأسواق الطاقة أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء اللازمة لتشغيل السيارات الكهربائية.
وتختلف تكلفة شحن السيارات الكهربائية بناءً على طريقة الشحن؛ فالأفراد الذين لديهم مرافق شحن في المنزل يحصلون على تكلفة أرخص مقارنة بمن يعتمدون على أجهزة الشحن العامة.
ومع الأزمة الحالية، قد يدفع الأفراد الذي يستخدمون أجهزة الشحن السريعة ثمنًا يقترب أو أعلى من تكاليف تشغيل السيارات التي تعمل البنزين أو الديزل، وفقًا للتقرير.
البنية التحتية
تُعَد البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية العائق الثاني أمام اعتماد هذا النوع من المركبات في العديد من دول العالم.
ويشير استطلاع رأي أجرته شركة إرنست ويونغ (EY) -نقله التقرير- إلى أن أكثر من ثلث المشاركين فيه ذكروا أن عدم وجود نقاط شحن كافية في مدينتهم هو السبب الرئيس لعدم التحول إلى السيارات الكهربائية.
كما توصل استطلاع شركة راك لخدمات السيارات إلى أن نحو ثلث الأفراد في المملكة المتحدة ليست لديهم أي طريقة لشحن السيارة الكهربائية في المنزل.
ولذلك يتعين على الأشخاص الذين لا يملكون أماكن لشحن سياراتهم في المنزل الاعتماد على مرافق شحن عامة، والموزعة بشكل غير متساوٍ.
ويوضح التقرير أن عدد نقاط الشحن العامة ارتفع بنسبة 40% خلال العام الماضي (2021)؛ فهناك نحو 1.8 مليون نقطة شحن متاحة منها 600 ألف نقطة شحن سريع.
المسافة التي تستطيع قطعها
جاء القلق بشأن المسافة التي يمكن أن تقطعها السيارة الكهربائية في الشحنة الواحدة، من بين المعوقات الرئيسة أمام نمو المبيعات.
ووفقًا لاستطلاع "إرنست ويونغ"، عبّر ثلث الأفراد المشاركون فيه عن قلقهم بشأن القيادة لمسافات طويلة باستخدام السيارات الكهربائية.
ورغم أن مدى المسافة للسيارة الكهربائية يعتمد على سعة البطارية وكفاءة المحرك؛ فإن عوامل الطقس وسرعة القيادة والطريق الذي تسير فيه يمكن أن تؤثر في مدى المسافة التي يمكن قطعها.
وأسهم التقدم التكنولوجي بصناعة بطاريات السيارات في مضاعفة متوسط مدى السيارة من 138 كيلومترًا في عام 2011 إلى 349 كيلومترًا خلال 2021.
ويؤكد التقرير -الذي اطلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة- أن الجهود المبذولة في صناعة بطاريات مستدامة يمكن أن يُسهِم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للبطاريات إلى النصف بحلول نهاية العقد.
موضوعات متعلقة..
- هل تقترب تكلفة شحن السيارات الكهربائية من البنزين؟ (تقرير)
- خفض أسعار السيارات الكهربائية في أوروبا يقترن بكهربة مركبات الشركات
- متى تتساوى تكلفة السيارات الكهربائية مع التقليدية؟
اقرأ أيضًا..
- أوبك ترفع توقعات الطلب على النفط عالميًا بحلول 2045
- أشهر حقول النفط والغاز تقع في 3 دول عربية.. وثروات ضخمة بالخليج العربي
- قفزة تاريخية لإيرادات النفط السعودي.. 176.5 مليار دولار في 9 أشهر