بقيادة مصر والجزائر والمغرب.. أفريقيا تستعد للريادة في إنتاج الهيدروجين وتصديره
داليا الهمشري
يعوّل العالم على قارة أفريقيا من أجل حل أزمات الطاقة؛ لما تمتلكه من موارد طبيعية تؤهلها لتكون مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
ونشرت وكالة الطاقة الدولية، في شهر يوليو/تموز الماضي، تقريرًا يرصد حجم الإمكانات الهائلة المؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، مشيرة إلى ما تتمتع به القارة السمراء من موارد في مصادر الطاقة المتجددة.
بل توقع التقرير أن تصل القدرة الإنتاجية للقارة إلى نحو 5 مليارات طن سنويًا، مع خفض تكلفة الإنتاج إلى أقل من دولارين لكل كيلوغرام من الهيدروجين.
ثراء في الطاقة المتجددة
قال الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك في مصر، الدكتور محمد موسى عمران، إن قارة أفريقيا لديها القدرة على حل أزمة الطاقة في أوروبا من خلال التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
وأضاف -خلال مشاركته في معرض ومؤتمر مصر للطاقة "إيجيبت إنرجي"، الذي استضافته القاهرة مؤخرًا- أن مصر تُعَد إحدى دول شمال أفريقيا التي تتمتع بثراء كبير في الطاقة المتجددة من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية.
وأشار إلى إمكان التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية؛ لأنها تصلح للاستخدام في جميع مناطق مصر، والمساعدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر كذلك.
تشكيل مستقبل الطاقة
توقّع الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك أن تكون أفريقيا مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره، وتشكيل مستقبل الطاقة على مستوى العالم.
وأضاف، في تصريحاته، أن مصر قد اتخذت خطوات كبيرة في هذا الاتجاه من خلال توقيع 16 مذكرة تفاهم؛ إذ وقّعت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس المصرية -خلال النصف الأول من العام الجاري- 6 مذكرات تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا بإجمالي استثمارات يبلغ 10 مليارات دولار.
وتضمّنت هذه المذكرات مشروعات تعاون مع سكاتك النرويجية لإنشاء محطة أمونيا خضراء بسعة تتراوح بين مليون و3 ملايين طن سنويًا.
يأتي ذلك بجانب مشروع تعاون بين توتال إرين التابعة لتوتال إنرجي الفرنسية، وإنارة كابيتال المصرية لإنتاج 30 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، ومشروعات أخرى مع شركة ميرسك الدنماركية و"إي دي إف رينيوبلز" الفرنسية لإنشاء محطتين لإنتاج الوقود الأخضر لتزويد السفن.
بالإضافة إلى مشروعات في إطار التعاون المصري-الإماراتي لإنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030.
مشروعا نور وأمان
اتخذ عدد من الدول الأفريقية خطوات واسعة في هذا الاتجاه، ولا سيما ناميبيا وموريتانيا والمغرب والجزائر وكينيا وجنوب أفريقيا؛ إذ تمتلك موريتانيا مشروعي نور وأمان -اللذين يُصنفان ضمن أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، ويُعد مشروع نور أكبر بوابات تصدير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا باستثمارات 3.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصبح الأكبر في العالم بحلول عام 2030، وفق تقديرات منصة إنرجي كابيتال آند باور الأفريقية.
بينما يستهدف مشروع أمان إنتاج 10 ملايين طن سنويًا من الأمونيا الخضراء وتوليد 110 تيراواط/ساعة من الكهرباء باستثمارات تصل إلى 40 مليار دولار.
كما وقعت موريتانيا إعلانًا مشتركًا مع بنك الاستثمار الأوروبي لدعم استثمارات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
تطوير المشروعات
شهد النصف الأول من العام الجاري (2022) توجه ناميبيا بقوة نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال تطوير مشروع محطة هايفين جنوب غرب البلاد بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى نحو 300 ألف طن سنويًا.
ومن المتوقع بدء الإنتاج من المشروع عام 2026، باستثمارات تصل إلى 9.4 مليار دولار.
بينما يعكف المغرب -المُصنف الرابع عالميًا من حيث خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره وفقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"- على مواصلة مشروع غرين إتش 2، وإنشاء منصة لبحث إمكانات الأمونيا الخضراء وتطويرها في البلاد.
ويستهدف المشروع إنتاج 4 أطنان يوميًا من الأمونيا الخضراء بحلول نهاية العام المقبل 2023، بالإضافة إلى مشروع "توتال إرين" الجديد الذي وقّعه المغرب مع شركة توتال إرين الفرنسية -التابعة لتوتال إنرجي- لإنشاء محطة للهيدروجين الأخضر والأمونيا بتكلفة تقارب 10.6 مليار دولار، بمنطقة كلميم واد نون.
التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر
دخلت الجزائر حيز السباق في إنتاج الهيدروجين الأخضر بتوقيع مذكرة تفاهم بين شركة سوناطراك الجزائرية وإيني الإيطالية في 26 مايو/أيار العام الجاري 2022.
ويستهدف المشروع استخدام الهيدروجين الأخضر في تطوير حقول الغاز وإزالة الكربون بمنطقة بئر رباع الشمالية.
وتكليلًا لجهود القارة السمراء في التوجه نحو الريادة في قطاع الهيدروجين الأخضر، وقّعت 6 دول أفريقية (مصر، والمغرب، وموريتانيا، وكينيا، وناميبيا، وجنوب أفريقيا) في شهر مايو/أيار الماضي تحالف الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
ويهدف هذا التحالف إلى استغلال القارة لمواردها الهائلة في مجال الطاقة المتجددة لتصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الكهرباء من الهيدروجين الأخضر.. ناميبيا تستضيف أول محطة في أفريقيا
- قبل كوب 27.. خبراء: مصر ستكون مركزًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر
- جدوى تصدير الهيدروجين الأخضر من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا (مقال)
اقرأ أيضًا..
- حقل تندرارة المغربي جاهز لتصدير الغاز بعد الانتهاء من خط الأنابيب
- 3 خبراء لـ"الطاقة": قمة كوب 27 تواجه العديد من التحديات.. والتمويل "أزمة"
- أول محطة عائمة للغاز المسال في أفريقيا تُطلق شرارة الإنتاج