دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الـ20 يرتفع لأعلى مستوى منذ 2014 (تقرير)
خلال عام 2021
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
ارتفع دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الدول الـ20 إلى أعلى مستوى في 7 سنوات، خلال العام الماضي (2021)؛ ما يحبط طموحات الحياد الكربوني، ويدعو لاتخاذ قرارات أكثر حدة في هذا الشأن خلال اجتماع المجموعة في إندونيسيا وكذلك مؤتمر المناخ كوب 27 في مصر نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
وارتفع دعم مجموعة الـ20 للوقود الأحفوري إلى 693.3 مليار دولار في 2021، مقابل 598.4 مليار دولار في العام السابق له، ليسجل أعلى مستوى منذ 2014 عند 826.2 مليار دولار، حسب تقرير حديث صادر عن وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
وأدى دعم الوقود الأحفوري إلى إبطاء تحقيق أهداف الحياد الكربوني؛ إذ شجّع على الإسراف في الاستخدام والإنتاج للوقود الملوث وتعزيز الاستثمار في المعدات والبنية التحتية كثيفة الانبعاثات، حسب التقرير الذي اطلعت وحدة أبحاث الطاقة على تفاصيله.
دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الـ20
جاء ارتفاع دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الـ20 بنسبة 16%، خلال العام الماضي، في أعقاب انخفاض 7% خلال 2020، مع تراجع استهلاك الطاقة خلال وباء كورونا.
وترى بلومبرغ أن تعافي الاقتصاد وزيادة استهلاك الطاقة في 2021، لم يكونا سببين رئيسين في زيادة الإنفاق على الوقود الأحفوري؛ لأن الدعم جاء أعلى بنسبة 5% من عام 2016، رغم أن استهلاك الطاقة العالمي كان متساويًا تقريبًا.
ويوضح التقرير -الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن السبب الرئيس كان مدفوعًا بزيادة 29% في الإعفاءات الضريبية ودعم الكهرباء بالتجزئة إلى جانب زيادة 16% في الدعم الحكومي المقدم لمنتجي الوقود الأحفوري والمرافق العامة.
وعلى صعيد نوع الوقود؛ فقد ارتفع الإنفاق على النفط والغاز بنسبة 16% ليصل إلى 574 مليار دولار في العام الماضي؛ ليمثل 83% من إجمالي دعم الوقود الأحفوري، بينما شكّل دعم الكهرباء 14% أو ما يعادل 99.3 مليار دولار من الإنفاق الإجمالي، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتقلصت حصة دعم الفحم لدى مجموعة الـ20 من 4.1% عام 2016 إلى 2.9% في العام الماضي، لكن هذا يعني أن الوقود الأسود ما زال يجتذب 20 مليار دولار من الدعم الحكومي، رغم الجهود المبذولة والتعهدات الحكومية للإلغاء التدريجي لدعم الفحم.
وبصفة عامة، تشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الحكومات أنفقت أكثر من 5 تريليونات دولار في دعم استهلاك الوقود الأحفوري بين عامي 2010 و2021، كما يوضح الرسم التالي:
دعم الوقود الأحفوري على المستوى الوطني
على المستوى الوطني، استحوذت الصين على الحصة الكبرى (26%) من دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الـ20 بنهاية عام 2020 (آخر عام تتوافر عنه بيانات على مستوى الدول).
ورغم ذلك؛ فإن الصين -نظرًا لعدد سكانها الأكبر عالميًا- أقل بكثير من الأعضاء الآخرين على أساس نصيب الفرد، عند 111 دولارًا في عام 2020، ويُقارن ذلك على سبيل المثال مع السعودية (1433 دولارًا) والأرجنتين (734 دولارًا) وكندا (512 دولارًا).
في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة أقل نصيب للفرد من دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الـ20 بنحو 34 دولارًا، رغم زيادة الدعم بنسبة 67% بين عامي 2016 و2020.
واتخذت 5 دول فقط من مجموعة الـ20 خطوات ملموسة للتخلص دعم الوقود الأحفوري والقضاء على محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، وهو عدد أقل من تقديرات بلومبرغ العام الماضي (2021).
كيفية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري
من أجل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، خاصة الفحم بشكل فعّال، يجب على مجموعة الـ20 إلغاء الدعم أولًا، ثم تعزيز نظام تسعير الكربون، بحيث يدفع المستهلكون والشركات مقابل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تطلقها.
دعم الوقود الأحفوري.. ماذا لو أوقف العالم استثمارات المسبّب الرئيس للانبعاثات؟
وفي المجموع، هناك 12 من إجمالي الدول الأعضاء في مجموعة الـ20 لديها سياسة تسعير الكربون على الصعيد الوطني، بقيادة أوروبا وكندا، التي تقترب فيها أسعار الكربون من المستوى اللازم لتحقيق الحياد الكربوني.
ويقدر البنك الدولي أن نطاق تسعير الكربون المطلوب لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، يجب أن يتراوح بين 50 و100 دولار للطن بحلول عام 2030، في حين يبلغ متوسط سعر الكربون في الدول الـ20 الأخرى التي لديها مخططات على الصعيد الوطني 8 دولارات للطن.
ويوضح الرسم البياني التالي علاقة الطلب على الكهرباء المولدة من الفحم والغاز في أوروبا بأسعار الكربون:
كما ينبغي على مجموعة الـ20 إجبار الشركات والمؤسسات المالية على الكشف عن مخاطر المناخ، بهدف زيادة الشفافية؛ ما يعزز تحقيق الأهداف المناخية.
موضوعات متعلقة..
- دعم الحكومات لقطاع الوقود الأحفوري يعرقل جهود معالجة تغير المناخ (تقرير)
- بريطانيا تقود مجموعة الـ7 لإلغاء دعم الوقود الأحفوري
اقرأ أيضًا..
- مؤتمر المناخ كوب 27 يشهد 6 مبادرات عالمية تطلقها مصر (إنفوغرافيك)
- الطلب على الذهب عالميًا يتعافى لمستويات ما قبل كورونا