استهدفت مجموعة من المتظاهرين في بيرو أكبر منجم للذهب والفضة تابع لشركة هوكستشايلد، وتسببوا في أضرار بالغة داخل المنجم، فضلًا عن إرهاب العمال.
وقالت الشركة إن المتظاهرين أحرقوا المرافق الأساسية لمنجم إنماكولادا، يوم الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، ما يهدد ذلك العمليات في أكبر منجم لها داخل بيرو، حسب وكالة رويترز.
ويُعَد إنماكولادا منجمًا مهمًا لشركة هوكستشايلد -المدرجة في المملكة المتحدة- لإنتاج الذهب والفضة.
ولم تكشف الشركة عن تفاصيل تداعيات الاحتجاجات على الإنتاج، لكنها أوضحت أن المتظاهرين أغلقوا مدخل المنجم منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تخريب المنجم
أبلغت شركة مينيرا آريس -وهي شركة تابعة لهوكستشايلد- المدعي العام عن دخول ما لا يقل عن 30 شخصًا إلى منجم إنماكولادا الواقع بإقليم أياكوتشو.
وقالت الشركة، في بيان لها، إن نحو 30 شخصًا من قرية "كاسما بالا بالا" دخلوا إلى المنجم بصورة غير قانونية، وأحرقوا نقطة تفتيش المدخل ومستودعًا مؤقتًا للنفايات الصناعية، وقطعوا السياج المحيط بالمنجم، وتسبب ذلك في إثارة خوف أكثر من 1700 عامل.
ووفقًا للبيان، تقدّمت الشركة بشكوى إلى الشرطة والنيابة العامة في إقليم أياكوتشو بعد الهجوم على أكبر منجم للذهب والفضة، مطالبة باحتشاد القوات في المنطقة لاستعادة النظام والأمن داخل المرافق.
كما أفادت الشركة بأن المحتجين أغلقوا الطريق المؤدي إلى المدخل منذ 7 أيام.
وقالت إن الموظفين يبذلون قصارى جهدهم لثني الأشخاص الذي شاركوا في الأحداث لوقف أعمال العنف واستئناف الحوار.
وأضافت الشركة أن هدف الإنتاج السنوي لمنجم إنماكولادا لم يتأثر حتى الآن، بحسب التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما أعلنت إدانتها ورفضها أي عمل تخريبي يهدد سلامة عمالها ومنشآتها، مطالبة المحتجين بوقف أعمال العنف في المنطقة، وعرض مطالبهم بالحوار.
وتمتلك الشركة منجمين في بيرو -إذ يُعَد منجم إنماكولادا أكبر منجم للذهب والفضة في البلاد-، وواحدًا جنوب الأرجنتين، ولديها مشروع آخر في البرازيل.
تصاعد الاحتجاجات
باتت احتجاجات المجتمعات الأصلية الفقيرة ضد مناجم التعدين شائعة داخل بيرو، التي تُعَد ثاني أكبر منتج للنحاس في العالم.
كما استهدفت الاحتجاجات منجم إنماكولادا في الآونة الأخيرة.
ففي عام 2021، قالت الحكومة اليسارية بقيادة الرئيس بيدرو كاستيلو، إنها ستخفّض الإنتاج في إنماكولادا بعد ضغوط من المجتمعات المحلية، قبل أن تتراجع عن قرارها.
وأدى ذلك إلى تراجع أسهم شركة هوكستشايلد بنسبة تصل إلى 50%.
ولدى الشركة خطة لاستثمار 4.4 مليار دولار في المنجم العملاق، التي يمكن أن تُطيل عمره حتى عام 2042.
استهداف أكبر منجم للذهب والفضة
مجتمع كاسما بالا بالا ليس الوحيد الذي يحتج أو يستهدف منجم إنماكولادا.
فقد حذّرت رئيسة مجتمع هوانكوت مارثا إيلينا كايو، الأسبوع الماضي، من إمكان فرض حصار على أنشطة مينيرا آريس، زاعمة أنها أخفقت في الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع.
ومنحت الشركة 15 يومًا للانسحاب من الإقليم قبل بدء الاحتجاجات.
وبحسب بيان لشركة مينيرا آريس، فإنها تسعى إلى الحفاظ على علاقة وثيقة مع جميع المجتمعات المحيطة بأنشطة التعدين، وتدعو دائمًا إلى الحوار.
النزاعات الاجتماعية
على صعيد متصل، قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن النزاعات والصراعات الاجتماعية والمخاطر التنظيمية تقيد الاستثمارات في قطاع التعدين بالبلاد وتحد من نموها، على الرغم من ارتفاع أسعار المعادن -مؤخرًا-.
وازدادت شدة الاضطرابات الاجتماعية في بيرو، بما في ذلك تقييد أنشطة التعدين، بسبب أهمية القطاع بالنسبة إلى الصادرات، إذ شكلت 18% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2021، وأكثر من 50% من عائداتها من العملات الأجنبية.
ولم تتمكن إدارة الرئيس بيدرو كاستيلو من تهدئة الاحتجاجات، وقبلت بمطالب المتظاهرين، ووعدت بإجراء مفاوضات، وإبعاد قوات الشرطة عن المتظاهرين.
على صعيد آخر، كشفت وزارة الطاقة والمناجم في البلاد عن أن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية أنتجت 1.5 مليون طن من النحاس خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري (2022)، بانخفاض 0.3% خلال المدة نفسها من عام (2021).
اقرأ أيضًا..
- قفزة بصادرات الغاز المسال الروسي.. ودولة أوروبية في مقدمة المستوردين
- قبل كوب 27.. خبراء: مصر ستكون مركزًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر
- كيف تدعم النرويج إمدادات الغاز في أوروبا؟