صفقة لتصميم أول محرك هجين لمحطة غاز مسال في العالم
عمرو عز الدين
أعلنت شركة سيمنس إنرجي الألمانية فوزها بعقد توريد أول محرك هجين لمحطة غاز مسال في العالم، يعمل بالغاز والكهرباء، بخطوة قد تُحدث نقلة نوعية في عالم المحركات.
ويختصّ التعاقد بتزويد مشروع محطة غاز تحت الإنشاء في بلدة تشارلتون بمقاطعة ماساتشوستس الأميركية بمحرك هجين، من تصميم الشركة الألمانية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت سيمنس إنرجي في بيان، إنها تمكّنت لأول مرة في العالم من ابتكار أول محرك هجين لمحطة غاز، لا يتأثر بالطقس أو درجة الحرارة خلال عمليات تسييل الغاز الطبيعي، وفقًا لما نقلته منصة "إل إن جي برايم" (LNG Prime) المتخصصة.
أول محرك هجين بالكهرباء والغاز
تتولى سيمنس إنرجي -حسب الاتفاق- أعمال التوريد لأول محرك هجين لمحطة غاز، متكامل الأقراص، كما سيقع على عاتقها توفير جميع المعدّات اللازمة، وأنظمة التحكم المتربطة بالمحرك.
وتشير التصورات الهندسية للمشروع إلى أن هذا المحرك سيعمل بنظام دفع هجين مركب من توربين يعمل بالغاز، إلى جانب محرك كهربائي، إذ توضح سيمنس أنه سيضمن التشغيل المستقر لعناصر التبريد والتسييل الرئيسة بمحطة الغاز المسال الأميركية على مدار العام.
كما سيسهم أول محرك هجين لمحطة غاز في خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، بما يجعله أول مشروع في العالم يحقق هذه المعادلة الصعبة الجامعة بين التشغيل ومراعاة البيئة.
ويتولى مركز الطاقة الشمالية الأميركي "إن إس سي" تنفيذ مشروع محطة ماساتشوستس الأميركية، بجانب شركة "شارت إنرجي آند كيميكالز"، وهما الطرفان الموقّعان للعقد مع سيمنس الألمانية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
250 ألف غالون يوميًا
يعدّ مشروع محطة الغاز الجديد في ولاية ماساتشوستس واحدًا من أهم المشروعات الإستراتيجية المستقبلية لتوفير إمدادات الطاقة في إقليم نيو إنغلاند الأميركي، الذى يعتمد على الغاز الطبيعي المسال المستورد.
ويضم إقليم نيو إنغلاند 6 ولايات تقع شمال شرق الولايات المتحدة، وهي: كونيتيكت ومين، وماساتشوستس، ونيو هامبشير، ورود آيلاند، وفيرمونت.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية التقديرية للمحطة المشار إليها قرابة 250 ألف غالون من الغاز الطبيعي المسال يوميًا، على أن يورّد 170 ألف غالون منها إلى شركة بوسطن غاز، بموجب تعاقد ثابت، فيحين ستذهب الكمية الأخرى لإمداد مرافق أخرى.
كما تبلغ السعة التخزينية المخططة للمحطة نحو مليوني غالون في الموقع، ومن المقرر تسليم الغاز المسال المنتج من المحطة عبر الشاحنات، التي ستوزّعه بدورها على المرافق ومحطات توليد الكهرباء في أنحاء ماساتشوستس والمناطق المحيطة.
وتقول سيمنس إنرجي، إنها ستعمل على تزويد المحطة بأول محرك هجين لمحطة غاز، يبدأ في التحول تلقائيًا إلى محرك إضافي، عندما تصل المحطة لسقفها الأقصى (250 ألف غالون).
وتسهم هذه الفكرة -بحسب للشركة الألمانية- في دعم نظام الضغط الرئيس بالمحطة بطاقة كهربائية إضافية، تمكّنها من تجاوز الأيام الحارة في ذروة فصل الصيف، الذي تتعرض فيه المحطات للإجهاد الشديد.
ولم تُفصح الشركة الألمانية ولا أطراف التعاقد الأميركي عن أيّ تفاصيل مالية تختصّ بالتعاقد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أزمة التوربينات في الصيف والشتاء
تكمن المشكلة الرئيسة في التوربينات التقليدية لمحطات الغاز الطبيعي المسال بانخفاض قدرتها على توليد الكهرباء، مع زيادة درجة الحرارة المحيطة، وهذه المشكلة غالبًا ما تظهر في فصل الصيف.
أمّا في فصل الشتاء فيحدث العكس، إذ تستطيع التوربينات نفسها توليد كميات كهرباء أكبر من المطلوب، خاصة في أوقات البرودة، ما يؤدي إلى انخفاض الكفاءة وزيادة الانبعاثات.
ويوفّر أول محرك هجين لمحطة غاز -أي نظام التبريد الهجين، الذي تعمل عليه سيمنس- حلًا لهذه المعضلة، بالجمع بين المحركات الكهربائية والتوربينات الغازيّة في نظام واحد قادر على تجاوز مشكلة الصيف والشتاء، بانبعاثات منخفضة، وفقًا لتفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن شركة سيمنس إنرجي تعمل منذ يونيو/حزيران (2020) على تطوير تقنيات صديقة للبيئة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك المحركات الهجينة، بالتعاون مع شركة توتال الفرنسية.
ووقّعت الشركتان اتفاقية تعاون منذ عامين، لإجراء دراسات دقيقة تستهدف استكشاف تصميمات مبتكرة لمحطات تسييل الغاز وتوليد الطاقة، تمكّنها من خفض انبعاثات الكربون خلال عمليات التشغيل، بما يحدّ من الأثر البيئي في أحد القطاعات الملوثة للمناخ عالميًا.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: العالم ما يزال في حاجة للنفط الروسي.. وقرار أوبك+ "مؤسف"
- 4 عوامل تدعم زيادة موارد النفط والغاز في أفريقيا (تقرير)
- مستقبل واعد لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب (تقرير)