تعمل ألمانيا على تفكيك مزرعة رياح، بهدف توسعة منجم "غارزفايلر" لإنتاج كميات إضافية من الفحم البني "الليغنيت"، إذ أزيلَ توربينًا من 8 توربينات مركبة في الموقع منذ عام (2001).
وقال متحدث باسم شركة "إنرجي كونتور"، التي بنت مزرعة الرياح وتديرها، إن المهلة الزمنية لتصريح التشغيل تعني أنها تتوقع أن تضطر إلى تفكيك 5 توربينات المتبقية بحلول نهاية العام المقبل (2023).
وكانت ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، التي يقع فيها منجم الفحم البني، قد أعلنت في السابق أنها ستتوقف عن استخدام الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة بحلول عام 2030، وهو ما أعلنته شركة الكهرباء العملاقة "آر دبليو إي"، المالكة للمنجم، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر التوسع في استخراج الفحم البني "الليغنيت" لإنتاج الكهرباء، من المنطقة التي توجد فيها حاليًا توربينات الرياح، خاصة أن إنتاج منجم "غارزفايلر" السنوي يبلغ 25 مليون طن، وفقًا لشركة "آر دبليو إي".
This is a wind park close to the German coal mine Garzweiler. It's getting deconstructed for more coal mining! Because the german government (with Greens as part of the coalition locally and nationally) gave in to the demands of the fossil fuel industry. You cannot make this up. pic.twitter.com/VwDAwgLlHs
— Johannes Fehr (@JohannesFehr) October 20, 2022
وقدّرت الشركة أن احتياطيات فحم الليغنيت في المنطقة يمكن أن تستمر حتى عام 2045، وهي كميات يمكن الاستفادة منها، خاصة أن هذا النوع من الفحم يُوَرَّد إلى محطة الطاقة الكهروحرارية القريبة "نويرات".
واقتصرت أعمال الحفر في البداية على مساحة 66 كيلومترًا مربعًا في منطقة "غارزفايلر 1"، قبل توسعة المنجم في عام 2006 إلى قطاع "غارزفايلر 2"، على مساحة 48 كيلومترًا مربعًا، حسبما نشر موقع "بلقان غرين إنرجي نيوز" (balkangreenenergynews).
النزوح بسبب توسعة منجم الفحم البني
بسبب أعمال توسعة منجم "غارزفايلر" لإنتاج الفحم البني، كان لا بد من إعادة توطين السكان من عدّة بلديات في المنطقة الواقعة غرب مدينة كولونيا في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية.
وبالإضافة إلى موقع مزرعة الرياح، تمتلك شركة الكهرباء الألمانية العملاقة "آر دبليو إي" منطقة داخل وحول بلدة لوتزيراث الصغيرة، من المقرر إخلاؤها بالكامل وهدمها، إذ أصبحت البلدة ساحة معركة رمزية لنشطاء المناخ في ألمانيا.
واتُّخِذ قرار هدم بلدة لوتزيراث، وفقًا لسياسة الفحم الجديدة في البلاد لزيادة استخدام الفحم البني "الليغنيت" لإنتاج الكهرباء خلال أزمة الطاقة، حسبما أفاد موقع "كلين إنرجي واير".
وأصدرت محكمة مدينة مونستر الألمانية هذا العام حكمًا لصالح توسعة المنجم، بينما عارض نشطاء المناخ الخطط، ووصفوا القرار بالسُّخف والنفاق، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ووجدت المحكمة أنه لا توجد مناجم مكشوفة بديلة من شأنها تلبية الطلب الضروري على فحم "الليغنيت".
وأوضحت وزارة الاقتصاد في ولاية شمال الراين-وستفاليا الوضع المتناقض، قائلة، إن هذه الخطوة ستسمح بإعادة استغلال حفر الفحم السابقة، وإغلاق منجم غارزفايلر والتخلص التدريجي منه.
وأفادت الوزارة أنه إذا جرى الحفاظ على بلدة لوتزيراث، فلا يمكن تحقيق حجم الإنتاج المطلوب للحفاظ على أمن الطاقة على مدى السنوات الـ8 المقبلة، ولا يمكن ضمان استقرار المنجم المكشوف.
موقف الحكومة الألمانية
قال نائب المستشار الألماني، الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، روبرت هابيك، إن المفاوضات بشأن التخلص التدريجي من الفحم في البلاد جارية مع مشغّلي مناجم أخرى و8 محطات كهروحرارية.
وقالت شركة "آر دبليو إي" التي تمتلك منجم غارزفايلر، إنها كانت على علم أن تفكيك مزارع الرياح أرسل رسالة محيرة، وفقًا لما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
يأتي ذلك في وقت تعهدت فيه حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس الائتلافية بتوسيع إنتاج الكهرباء على نطاق واسع من المصادر المتجددة في مدة ولايتها، رغم قلق المواطنين الألمان هذا الشتاء من انقطاع التيار الكهربائي، وسط انخفاض في شحنات الغاز الروسي.
وأصدرت الحكومة الألمانية مرسومًا الشهر الماضي؛ لإعادة سعة إنتاج الفحم البني المتوقفة إلى الصيف المقبل لتعزيز الإمدادات، جرّاء توقّف واردات الغاز الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.
وقال نشطاء المناخ في ألمانيا، الأسبوع الماضي، إن تفكيك توربين الرياح كان رمزًا لتراجع الحكومة عن وعودها بشأن المناخ، مع تحولها إلى الوقود الأحفوري والفحم في مواجهة أزمة طاقة تلوح في الأفق.
اقرأ أيضًا..
- أسعار الغاز الطبيعي في غرب تكساس تقترب من الصفر .. وهذه هي الأسباب
- وكالة الطاقة الدولية: العالم ما يزال في حاجة للنفط الروسي.. وقرار أوبك+ مؤسف
- 4 عوامل تدعم زيادة موارد النفط والغاز في أفريقيا (تقرير)
- إمدادات النحاس قد ترتفع 9.7 مليون طن خلال 10 سنوات