البنك الدولي يرفض تمويل صفقة الغاز المصري والكهرباء إلى لبنان

رفض البنك الدولي تمويل صفقات استقدام الغاز المصري، والكهرباء الأردنية إلى لبنان، قبل قيام بيروت بالإصلاحات اللازمة في قطاع الطاقة.

وكان لبنان قد وقّع اتفاقين منفصلين مع مصر والأردن، في إطار مساعيه لوضع حلول لأزمة الكهرباء المزمنة التي تعاني منها البلاد، بحسب رصد أجرته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم الانتهاء من كل الإجراءات الخاصة بتصدير الغاز المصري والكهرباء من الأردن، فإن أزمة التمويل ظلّت عالقة بانتظار موافقة البنك الدولي على الدعم.

تصدير الغاز المصري إلى لبنان

في هذا الإطار، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وفد من البنك الدولي اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، بحضور نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، والمدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان كريستوف كاريه.

بحث اللقاء مشروعات البنك الدولي في لبنان، وفي مقدّمتها توفير التمويل اللازم لصفقة الغاز المصري واستيراد الكهرباء من الأردن.

ووقّع لبنان اتفاقية مع سوريا ومصر، في 21 يونيو/حزيران الماضي، لنقل 650 مليون متر مكعب من الغاز سنويًا من مصر إلى لبنان عبر خط الغاز العربي.

وتستهدف الاتفاقية تصدير الغاز المصري إلى لبنان عبر خط أنابيب إلى محطة كهرباء دير عمار في شمال لبنان؛ إذ يمكن أن يضيف نحو 450 ميغاواط إلى الشبكة، أي ما يعادل نحو 4 ساعات إضافية من الكهرباء يوميًا.

كما وقّع في يناير/كانون الثاني الماضي اتفاقًا مع الأردن وسوريا لتزويد بيروت بنحو 150 ميغاواط كهرباء من منتصف الليل وحتى 6 صباحًا، و250 ميغاواط خلال باقي الأوقات، من أجل وضع حلول لأزمة الكهرباء في لبنان.

التغطية الاجتماعية والاستدامة

قال بلحاج بعد لقاء ميقاتي: "كان لنا لقاء بنّاء وإيجابي مع رئيس الوزراء اللبناني، أعطانا الفرصة للبحث في مدى عمق التعاون بين البنك الدولي ولبنان".

وأشار إلى أن البنك الدولي في الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان مستعد لتقديم تمويل للشعب اللبناني تتراوح قيمته بين 300 و500 مليون دولار، لموضوع التغطية الاجتماعية لمواجهة ازدياد نسبة الفقر، ولمشروعات أخرى تتعلق باستدامة الغذاء والزراعة المستدامة.

وأضاف: "سنعمل مع الحكومة اللبنانية للمضي قدمًا بمشروعات مهمة في ميدان التغطية الاجتماعية والزراعة المستدامة"، مشددًا على دعم البنك الدولي للبنان وللشعب اللبناني في السراء والضراء".

تمويل صفقة الغاز المصري

قال بلجاح ردًا على سؤال عن تمويل البنك الدولي لملف استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، إن موضوع الطاقة والكهرباء في لبنان موضوع قديم، وكان البنك شريكًا مع الحكومات اللبنانية المتتالية منذ العام 2022، وهناك إصلاحات مهمة يجب على الدولة اللبنانية اتخاذها.

وأضاف: "نحن نسير مع الحكومة في هذه الإصلاحات، وعندما تصل إلى مستوى يعطينا القدرة على النظر بإيجابية إلى إمكان المضي قدمًا في دعم المجال، فنحن مستعدون للدعم".

وشدد على أن هذه الإصلاحات لا تزال بعيدة اليوم، ومنها مسألة التدقيق في الحسابات بمؤسسة كهرباء لبنان، والهيئة الناظمة للكهرباء وتصحيح الأسعار، "وهذه كلها غير موجودة".

وأكد أن هذه الإصلاحات يمكنها أن تفتح الباب أمام البنك الدولي أو لشركاء آخرين في دعم قطاع الكهرباء في لبنان.

وأوضح أن قيمة دعم البنك الدولي للبنان زادت عن العام الماضي، إذ بلغ دعم التغطية الاجتماعية نحو 246 مليون دولار، كما خُصِّص قرضًا قدره 150 مليون دولار للأمن الغذائي.

وقال: "هذه السنة، نحن مستعدون لتقديم ما بين 300 و500 ألف دولار لدعم الشعب اللبناني والشرائح الضعيفة، ونحن نحاول أن ندعم الشعب والحكومة اللبنانية في هذا الظرف الدقيق".

موضوعات متعلقة..

• لماذا تأخر نقل الغاز المصري إلى لبنان؟.. خبير يكشف الأسباب لـ"الطاقة"
• تصدير الغاز المصري إلى لبنان بأقل 30% من السعر العالمي (تحديث)

اقرأ أيضًا..

• وكالة الطاقة الدولية: العالم ما يزال في حاجة للنفط الروسي.. وقرار أوبك+ "مؤسف"
• تقرير فرنسي: المغرب يتقدم في مشروع الغاز النيجيري.. والجزائر تواجه مخاطر