سفير الاتحاد الأوروبي: نتفاوض مع دولتين عربيتين لتأمين الغاز.. والطاقة المتجددة لا تكفينا (حوار)
كريستيان برغر: ندرس الجدوى الاقتصادية لمشروع الربط الكهربائي مع مصر
حياة حسين
- تحديد سقف لسعر الغاز في أوروبا يخضع لمناقشات حاليًا
- نُجري مباحثات مع قطر لاستيراد الغاز
- أزمة الوقود في فرنسا تحتاج إلى دعم نقدي أو خفض أسعار بعض السلع
- استفادة أفريقيا من سوق الكربون يمكن مناقشتها في قمة المناخ كوب 27
- الطاقة المتجددة مفضّلة لدى أوروبا لعلاج الأزمة وتحقيق الحياد الكربوني
أزمة الطاقة، هي عنوان هذه الحقبة من تاريخ العالم، وفي أوروبا تزداد صعوبة المسألة عقب غزو روسيا لأوكرانيا، نتيجة اعتماد القارة العجوز -بشكل كثيف- على غاز ونفط موسكو، ما خلق تحديات يبذل الاتحاد الأوروبي مجهودات كبيرة لمواجهتها، منها تنويع مصادر الغاز والكهرباء، لتتمكن القارة من الاستغناء عنها، وفي الوقت ذاته مواصلة مجهودات حماية تغير المناخ.
منصة الطاقة المتخصصة التقت سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برغر، على هامش مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، بمناسبة ختام مؤتمر "أسبوع القاهرة للمياه"، وأجرت معه الحوار التالي:
ماذا عن الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا، في أي مرحلة حاليًا؟
وقّعت حكومات الدول مؤخرًا اتفاقًا للربط الكهربائي بين مصر وأوروبا، عن طريق خط بحري يمتدّ إلى اليونان على مسافة عميقة تحت مياه البحر الأبيض المتوسط، ومنه تتدفق الكهرباء إلى باقي دول القارة، ونعمل حاليًا على دراسة جدوى المشروع.
هل الحكومات هي التي تتولى دراسة جدوى المشروع، أم استعنتم بشركات القطاع الخاص؟
لا أعرف هذه المعلومة حاليًا، كما أنني لا أعلم موعد انتهاء دراسة الجدوى، لكن المؤكد أن تصدير الكهرباء من مصر لن يكون إلى اليونان فقط.
بما أننا نناقش مسألة المياه، وعلاقتها بتغير المناخ، تعاني أوروبا من مشكلات نقص المياه بسبب الجفاف، ما انعكس سلبًا على توليد الطاقة الكهرومائية، إذ أشار تقرير حديث إلى تراجعها بنسبة 21% بين شهري مارس/آذار وسبتمبر/أيلول 2022، في وقت تشتد فيه أزمة الطاقة في أوروبا.. كيف يتعامل الاتحاد مع هذه المسألة؟
في البداية، أتّفق مع مسألة تراجع توليد الطاقة الكهرومائية بسبب نقص المياه الناجم عن الجفاف، فقد أثّر ذلك سلبًا في مصدري الطاقة الكهرومائية في أوروبا، سواء عن طريق السدود القائمة على الأنهار المنتشرة في بعض دول القارة مثل النمسا "موطني الأصلي"، أو المولدة من سقوط المياه على الشلالات.
وتتعامل أوروبا مع هذه المسائل عن طريق التكامل، إذ تعوّض بلدان أخرى نقص جارتها من الكهرباء لديها، فمثلًا، هناك نِسب توليد مرتفعة من مزارع الرياح في بحر الشمال الأوروبي.
هل تتوقع تفاقم مشكلة الطاقة الكهرومائية؟
إنها مسألة واردة، وتسعى أوروبا بصورة عامة إلى توفير بدائل للطاقة، مثل توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، "وهي المفضلة لدولنا"، في إطار خطة التحول عن الغاز الروسي والاستغناء عنه، لكننا "لانزال بالتأكيد في حاجة إلى مزيد من الغاز، لذلك نسعى لشرائه من كل الدول المنتجة له، مثل اتفاقنا على شراء الغاز الإسرائيلي بعد تسييله في مصر.
وتفضّل أوروبا الطاقة الخضراء، لأنه وفقًا للصفقة الخضراء الموقّعة بين دول الاتحاد، فإن القارة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهي تعمل على ذلك حتى من قبل أزمة الطاقة التي تسببت فيها الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن أزمة الطاقة الحالية تدفع إلى ضرورة الإسراع من إحلال تلك البدائل، وتجري المناقشات حاليًا لهذا الهدف.
وزير الطاقة القطري قال مؤخرًا: إنه " لا يمكن لدولة واحدة" أن تعوّض إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لأوروبا، إذ إن 30-40% من الإمدادات إلى أوروبا تأتي من موسكو، ما يعني أن دولكم لن تستطيع الاستغناء عن روسيا، ما تعليقكم؟
تبدأ أوروبا المرحلة الأولى من خطة التوقف عن شراء الغاز الروسي بخفض الكميات مع نهاية العام الجاري (2022)، ثم تتوقف تمامًا عن استيراده في وقت لاحق.
هل حددت أوروبا موعدًا لذلك؟
لا، لأن هذا يتوقف على توفير بدائل كافية لتغطية الاحتياجات من الطاقة، والطاقة المتجددة لا تكفي رغم أن نِسب التوليد ترتفع منها، لذلك نُجري مباحثات لاستيراد الغاز من دول مختلفة، مثل قطر ومصر وإسرائيل.
كيف تتعامل المفوضية الأوروبية مع أزمة الوقود الحالية في فرنسا، والناجمة عن إضراب العاملين في عدد من مصافي التكرير بسبب مطالبات بزيادة الأجور؟
أزمة الوقود في فرنسا ترجع بصورة أساسية إلى ارتفاع التكلفة وزيادة معدلات التضخم، والعلاج يأتي من خلال تقديم حزم دعم للمواطنين، في صورة دعم نقدي أو خفض تكلفة عدد من السلع الرئيسة.
وبصورة عامة، تبحث أوروبا طرقًا عامة لعلاج أزمة ارتفاع أسعار الطاقة للحدّ من معدلات التضخم، مثل وضع سقف لسعر الغاز.
بعض الخبراء ودول الاتحاد -مثل ألمانيا- تعارض مقترح وضع سقف لسعر الغاز، كونه سيتسبّب في كارثة أكبر، لأنه سيؤدي إلى تحول الشحنات لدول أخرى، خاصة في آسيا، ما رأيك؟
لا تزال دول الاتحاد تناقش المسألة، ولم نصل إلى قرار بعد.. ما أقصده أن دولنا تناقش كل المقترحات للوصول إلى أفضل الحلول.
من ضمن الحلول -أيضًا- إطلاق أوروبا خطة ترشيد الطاقة بعدّة طرق، منها عزل المنازل.
شهد مؤتمر صحفي في الكونغو الديمقراطية (من المؤتمرات التحضيرية لقمة المناخ كوب 27) معارضة كبيرة من المسؤولين ورؤساء الدول الأفريقية لمطالبات الغرب بالتوقف عن إنتاج النفط والغاز، إذ إنهم يعدّون أنفسهم غير مساهمين في تغير المناخ، فلماذا يشاركون في العلاج على حساب إيرادات ومصادر طاقة يحتاجونها.. ما تعليقك؟
هذه المسألة ستُناقش في قمة المناخ كوب 27، التي ستُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وستروّج لمواقف أفريقيا "بالتأكيد فهي ستُعقد في القارة"، لكن بصفة عامة الاتحاد الأوروبي يرى أن دول أفريقيا تحتاج إلى مزيد من الدعم في مجال تغير المناخ، "كل هذا سيناقَش في القمة".
قال لي خبير قبل ذلك، إن غابات أفريقيا تستطيع أن توفر إيرادات كبيرة للقارة من خلال سوق الكربون، عن طريق مبادلة الكربون، لكن دول القارة لا تمتلك إمكانات الوصول لتلك السوق، كيف يمكن أن تساعدها أوروبا؟
لا أمتلك إجابة لذلك، لكنها مسألة جيدة نستطيع مناقشتها في قمة المناخ كوب 27.
في أسبوع المياه في القاهرة، ناقشنا مع شركائنا من أفريقيا مسألة المياه، وكيفية حماية موارد القارة المائية، كما بحثنا كيفية انخراط كل الأطراف في المسألة، سواءً القطاع الخاص أو الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، "وبالمثل، يمكن أن نطبّق ذلك على سوق الكربون".
موضوعات متعلقة..
- أزمة الطاقة في أوروبا تتلقى صدمة جديدة من قطر والصين
-
دعم الطاقة في خطط حكومات أوروبا قد يصل إلى 700 مليار دولار (دراسة)
-
أزمة الديزل في أوروبا تدفع لزيادة الواردات من آسيا والشرق الأوسط
اقرأ أيضًا..
- الصين تصنع أكبر محلل كهربائي في العالم لإنتاج الهيدروجين
-
محاولات استيراد النفط الروسي في باكستان تفشل.. وهذه هي الأسباب
-
تقرير فرنسي: المغرب يتقدم في مشروع الغاز النيجيري.. والجزائر تواجه مخاطر