3 دول تسبق المغرب والجزائر في مشروع نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز
نوار صبح
اتفقت فرنسا وإسبانيا والبرتغال، اليوم الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول، على مشروع لنقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز بين مدينتي برشلونة في إسبانيا ومرسيليا في فرنسا.
وبحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة، فإن هذا الخط -البحري- سيكون أول اتفاق من نوعه على خط أنابيب لنقل الهيدروجين بصفة خاصة، على مستوى العالم.
بينما كانت هناك إعلانات سابقة من كل من الجزائر والمغرب (بصفة منفصلة) عن رغبة كل دولة في تصدير الهيدروجين الأخضر في خطوط أنابيب الغاز التي تمتلكها، لكن لم يتخذ أي من الجانبين خطوة فعلية.
وسيحل خط الأنابيب هذا محل خطط توسعة ما يُسمى خط أنابيب "ميدكات"، الذي يمرّ عبر جبال البيرينيه الذي عارضته فرنسا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة.
وقال رئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، إن خط الأنابيب، الذي يطلق عليه اسم "بارمار"، سيُستخدم أساسًا لضخ الهيدروجين الأخضر والغازات المتجددة الأخرى.
وأوضح أن خط أنابيب "بارمار" سيسمح -مؤقتًا- بنقل "كمية محدودة" من الغاز الطبيعي، للمساعدة في التخفيف من أزمة الطاقة في أوروبا، حسبما أوردت وكالة رويترز (Reuters) في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تأمين إمدادات الطاقة البديلة لأوروبا
عوضًا عن نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز، تبذل أوروبا قصارى جهدها لتأمين إمدادات الطاقة البديلة في مواجهة ضغوط روسيا، التي خفضت تدريجيًا تدفقات الغاز، بعد أن فرض الغرب عقوبات ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير/شباط.
وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، للصحفيين في بروكسل حيث التقى زعماء فرنسا والبرتغال وإسبانيا، اليوم الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول، إن خط الأنابيب "يأتي استجابة لدعوات التضامن من شركائنا الأوروبيين في مواجهة ابتزاز روسيا".
بدوْرِه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه "من الضروري أن تظل أوروبا موحدة".
نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز في أوروبا
يخفّف خط الأنابيب "بارمار" من حدة المواجهة بين إسبانيا والبرتغال التي أرادت توسعة خط أنابيب "ميدكات" حتى تتمكن من بيع الغاز إلى وسط أوروبا، وفرنسا، التي اعتبرت أن بناء خط الأنابيب سيستغرق وقتًا طويلاً لحل مشكلات الإمداد قصيرة الأجل.
وأعرب رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، عن سروره بهذه الأنباء الطيبة، إذ تم التغلب على أحد أقدم العوائق في أوروبا.
في المقابل، اتفقت إسبانيا وفرنسا على تسريع الربط الكهربائي عبر خليج بسكاي، والعمل على تنفيذ خطوط الربط الأخرى بين الشبكتين الوطنيتين، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
واتفق زعماء فرنسا وإسبانيا والبرتغال على الاجتماع مجددًا في مدينة أليكانتي بإسبانيا، يوم 9 ديسمبر/كانون الأول، لاتخاذ قرار بشأن جدول زمني لبناء خط الأنابيب وكيفية تمويله.
تُجدر الإشارة إلى أن إسبانيا وإيطاليا قد طرحتا في السابق فكرة بناء خط أنابيب بحري بين البلدين وسط مقاومة من فرنسا، التي دفعت إلى قبول مشروع "ميدكات"، الذي كان سيتطلب بناء 100 كيلومتر من خط الأنابيب إلى الحدود الفرنسية.
وقالت إسبانيا إن توسعة خط الأنابيب يمكن أن يكتمل في أقل من عام، في حين قالت فرنسا إنها تتوقع أن يستغرق البناء عدة سنوات.
إمكانات الهيدروجين الأخضر
استحوذت إسبانيا على 20% من إعلانات الاستثمار العالمي في الهيدروجين الأخضر في الربع الأول من عام 2022، وجاءت في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، وفقًا لشركة الاستشارات وود ماكينزي.
وبالنسبة إلى الغاز الطبيعي، تمتلك إسبانيا 6 محطات تسمح لها بإدخال الغاز الطبيعي المسال وتحويله إلى حالته الغازية، و3 منشآت تخزين، في حين تمتلك البرتغال منشأة واحدة، حسبما أوردت وكالة رويترز في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويفيد المحللون بأن جميع هذه المنشآت تقترب من سعتها الكاملة، لأن طلب المستهلكين على الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية "إسبانيا" كان أقل من المتوقع بسبب فصل الخريف الدافئ على غير معتاد.
علاوة على ذلك، تمتلك إسبانيا أكبر سعة لإعادة تحويل الغاز إلى غاز في الاتحاد الأوروبي، إذ تمثّل 33% من إجمالي الغاز الطبيعي المسال، و44% من سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال.
وتُعَدّ الولايات المتحدة ونيجيريا من بين الموردين الرئيسين للغاز الطبيعي المسال لإسبانيا، التي تتلقى الغاز عبر الأنابيب من الجزائر.
موضوعات متعلقة..
- نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز.. التكلفة المنخفضة هل تجعله خيارًا عالميًا؟
- دراسة: نقل الهيدروجين عبر خطوط الغاز "مدمر".. هل تتبدد آمال الجزائر والمغرب؟
اقرأ أيضًا..
- وزير النفط العراقي يعلن إنجازًا لم يتحقق منذ 40 عامًا في بلاده (صور)
- أزمة الطاقة في أوروبا تتلقى صدمة جديدة من قطر والصين
- منصات الحفر البحرية في الشرق الأوسط تنتعش بتوسعات أرامكو وأدنوك
- تقرير فرنسي: المغرب يتقدم في مشروع الغاز النيجيري.. والجزائر تواجه مخاطر