كوب 27 في شرم الشيخ.. 3 تحديات صعبة أمام مؤتمر المناخ (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- أزمة الطاقة دفعت بعض الدول للعودة إلى استعمال الفحم واستبدال النفط بالغاز
- الحرب الروسية الأوكرانية تُلقي بظلال سلبية على خطط بعض الدول بشأن المناخ
- استهلاك الفحم عالميًا زاد 6.3% في 2021 على أساس سنوي، رغم خطط المناخ
- انبعاثات قطاع الطاقة عالميًا ارتفعت 5.9% في 2021، رغم جهود مكافحة التغير المناخي
- مصر تؤكد أن تمويل التحول إلى الطاقة النظيفة يُشكّل تحديًا رئيسًا، خصوصًا للدول النامية
يأتي انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 27 في شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في وقت يشهد فيه العالم أزمات تمثّل تهديدًا لجهود العمل المناخي والسعي نحو تقليل الانبعاثات.
ويشهد العالم أزمات اقتصادية طاحنة، على رأسها أزمة الطاقة، نتيجة التداعيات السلبية لفيروس كورونا، والتي تلتها الحرب الروسية الأوكرانية، مما زاد من تعقيد الأمور وإلقاء مزيد من التحديات ومعاناة العديد من اقتصاديات الدول، ما يضع ضغوطًا فيما يتعلق بتمويل مشروعات المناخ.
ومن أبرز تحديات الاقتصاد العالمي قبل قمة كوب 27 شرم الشيخ، تأتي أزمة الطاقة والتي تعدّ عصب الحياة، ولجوء جميع الأطراف في الأزمة الروسية الأوكرانية إلى استخدام سلاح الطاقة، وما نتج عن ذلك من إشعال الأسعار أكثر، ما فتح الباب أمام عودة بعض الدول إلى استخدام الفحم أو استبدال النفط بالغاز -أقلّ أنواع الوقود الأحفوري تلوثًا- في توليد الكهرباء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
الحرب الروسية الأوكرانية
أسهمت الحرب الروسية الأوكرانية في اتجاه الدول الغربية نحو مقاطعة النفط والغاز القادم من روسيا، نوعًا من العقاب ردًا على الغزو، في الوقت الذي كانت تعاني فيه هذه الدول أساسًا من نقص إمدادات الغاز قبل وقوع الحرب.
ومع اعتماد الدول الأوروبية على الغاز القادم من موسكو، أدى استخدام سلاح الطاقة من الطرفين إلى إلقاء المزيد من التحديات على تلك الدول، مثل تأمين وارادات الغاز من دول أخرى بعيدًا عن روسيا، وسط مواصلة أسعار الغاز الطبيعي اتجاهها الصعودي عالميًا وفي السوق الأوروبية على وجه الخصوص.
ودفع ذلك بعض الدول نحو استبدال النفط بالغاز في توليد الكهرباء لتوافره، فضلًا عن سعره الذي يعدّ أقلّ مقارنة بسعر الغاز الطبيعي.
واتجهت أيضًا عدّة دول إلى تأجيل بعض خططها المناخية -رغم قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ- كالعودة مرة أخرى إلى زيادة استخدام محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم، والذي يُعدّ أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة.
ويبقى السؤال: كيف ستواجه قمة المناخ المنتظرة (كوب 27 في شرم الشيخ) هاتين المعضلتين من أزمة نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار وتسبّبهما في زيادة استخدام الفحم؟
عودة ارتفاع الانبعاثات قبل وقوع الحرب
رغم خطط مواجهة الاحتباس الحراري وفرصة تراجع الانبعاثات في عام بدء شرارة فيروس كورونا (2020)، عادت الانبعاثات الضارة عالميًا إلى الارتفاع مرة أخرى خلال العام الماضي (2021)، أي قبل وقوع الأزمة الروسية الأوكرانية.
وبحسب المراجعة الإحصائية لشركة النفط البريطانية بي بي عن عام 2021، والتي صدرت منتصف العام الجاري (2022)، عادت انبعاثات قطاع الطاقة عالميًا إلى الارتفاع مرة أخرى بنحو 5.9% خلال العام الماضي، لتسجل 33.88 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، مقابل انخفاضها 6% تقريبًا في عام 2020.
ورغم ارتفاع الانبعاثات خلال العام الماضي، فإنها ما زالت تقلّ عن المستوى المسجل عام 2019، والبالغ 34.09 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وفق البيانات التي تابعتها وحدة أبحاث الطاقة.
كما توضح بيانات شركة النفط البريطانية بي بي أن استهلاك الفحم ارتفع عالميًا إلى 160.1 إكساجول، مقابل 151.1 إكساجول خلال العام السابق له (2020)، أي بزيادة 6.3% على أساس سنوي، وذلك على الرغم من خطط مواجهة الاحتباس الحراري، وقبل اندلاع شرارة الأزمة الراهنة.
وفي السياق نفسه، توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير سابق لها ارتفاع الطلب على الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق خلال العام الجاري (2022)، مرجعةً توقعاتها إلى الصعود التاريخي في أسعار الغاز الطبيعي، وهو ما يتعارض مع قضايا المناخ المقررة مناقشتها خلال كوب 27 في شرم الشيخ.
ووفقًا لبيانات وكالة الطاقة، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، من المتوقع ارتفاع استهلاك الفحم عالميًا خلال العام الجاري بنسبة 0.7%، مع ترجيح زيادة الطلب على الفحم، ليصل لأعلى مستوياته على الإطلاق.
التمويل المناخي
تحتاج العديد من الدول -خصوصًا النامية منها- إلى توفير تمويلات لمشروعات تقليل الانبعاثات الضارة، مثل استثمارات الطاقة المتجددة، مما يقلل من استخدام الوقود الأحفوري الأكثر ضررًا بالبيئة في توليد الكهرباء.
ومع أزمتي الركود وتسارع التضخم اللتين تؤثّران في الاقتصاد العالمي، يظهر تحدي توفير تمويلات من الدول والمنظمات الدولية لمشروعات المناخ، فهل تنجح قمة كوب 27 في شرم الشيخ لتوفير التمويلات المطلوبة، رغم الوضع الراهن الذي يضرب أغلب الدول؟
من جانبها، ترى الحكومة المصرية التي تستضيف كوب 27 شرم الشيخ أن تمويل التحول إلى الطاقة النظيفة يمثّل تحديًا رئيسًا، خصوصًا للدول النامية، مشددةً على أن أيّ عمل مناخي لن يتحقق دون التمويل الكافي.
وعلى سبيل المثال -بحسب بيانات لوزارة التخطيط المصرية-، تحتاج القارة الأفريقية وحدها لما يصل إلى 1.6 تريليون دولار حتى عام 2050 لتمويل مشروعات المناخ.
وتؤكد مصر أن رؤيتها لمؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ هي ضمان التنفيذ الفعال للانتقال إلى الطاقة الخضراء عالميًا بسرعة.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع استهلاك الفحم لأعلى مستوياته على الإطلاق
- ألمانيا تعيد تشغيل 16 محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم والنفط
- صراع الفحم والأهداف البيئية.. السندات الخضراء قد تكون "حلًا سحريًا" للشركات الأوروبي
اقرأ أيضًا..
- لأول مرة.. أوبك ترد على إمكان مراجعة قرار خفض الإنتاج
- 6 دول في أوبك+ تكشف حقيقة ضغوط السعودية للموافقة على خفض الإنتاج
- ماذا تعرف عن خط أنابيب ترك ستريم؟.. بوابة تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا