ماذا تعرف عن خط أنابيب ترك ستريم؟.. بوابة تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا
اتفاق على أن تكون تركيا المركز الرئيس لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا
أحمد بدر
يبرز خط أنابيب ترك ستريم بوصفه حلًا بديلًا لأزمة الطاقة في أوروبا، التي تواجه شح إمدادات مع اقتراب فصل الشتاء، خاصة مع انهيار خطوط "نورد ستريم" إثر انفجار في إمدادات الغاز الروسي إلى القارة العجوز.
وعاد خط الأنابيب، الذي تمّ بناؤه بالشراكة بين روسيا وتركيا، إلى الأضواء مجددًا بصفته بوابة خلفية لتصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، وذلك بعد تصريح من الرئيس فلاديمير بوتين، بشأن تحول أنقرة إلى مركز عالمي لتجارة الطاقة.
ويُستخدم خط أنابيب ترك ستريم الذي يتجاوز أوكرانيا إلى أجزاء أخرى من قارة أوروبا، في ضخ كميات ضخمة من الغاز الروسي إلى المجر، بموجب اتفاقية طويلة الأجل، وقّعتها شركة "غازبروم" الروسية في سبتمبر/أيلول (2021)، لمدة 15 عامًا.
كما يُستخدم الخط في نقل كميات كبيرة من الغاز إلى صربيا، من خلال جزء منه يمرّ عبر صربيا من بلغاريا وحتى حدود المجر، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن روسيا أعلنت، قبل أيام، إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص، شرعوا بارتكاب أعمال تخريبية في خط ترك ستريم، وفق ما نشرت وكالة رويترز.
تحول تركيا لمركز عالمي
كشفت تركيا، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن موافقتها على استضافة مركز لتصدير الغاز الروسي، وذلك بعد إعلان موسكو خططها لاستبدال أجزاء كبيرة من خطوط "نورد ستريم" تعرضت للتدمير بسبب الانفجار في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي (2022).
ويمثّل اللجوء إلى خط أنابيب ترك ستريم حلًا مهمًا، في توقيت قطعت فيه موسكو إمدادات الغاز عن الدول الأوروبية بعد تدمير خطوط نورد ستريم، وذلك بالتزامن مع خطط أوروبية لتحديد سقف لسعر إمدادات الطاقة المنتجة في موسكو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن، في 12 أكتوبر/تشرين الجاري، أن أنقرة -إذا وافقت- قد تشهد إنشاء أكبر مركز لتصدير الغاز الروسي لأوروبا، إذ إن موسكو قد تعيد توجيه إمدادات نورد ستريم المتضررة إلى البحر الأسود، بعد إنشاء مركز للغاز الأوروبي في تركيا.
وتشير أصابع الاتهام الروسية إلى أميركا بشأن التورط في أعمال تخريب خط أنابيب نورد ستريم، وفي المقابل، يتهم الاتحاد الأوروبي موسكو بالتسبب في تسرب الغاز من خطوط الأنابيب، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح بوتين أن بلاده يمكنها نقل كميات الغاز التي حُرمت منها خطوط نورد ستريم إلى منطقة البحر الأسود، لكي تصبح تركيا الطريق الأساس لتصدير الغاز الروسي لأوروبا.
معلومات عن خط أنابيب ترك ستريم
يعدّ خط أنابيب ترك ستريم أحد المكاسب المهمة لقارة أوروبا، إذ اكتسب أهمية خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي تضررت بسببها الإمدادات القادمة من موسكو، والمتجهة إلى دول القارة العجوز بعيدًا عن أوكرانيا.
وقد أثار خط الأنابيب حفيظة السلطات الأوكرانية خلال العام الماضي 2021، إذ أثار العقد الذي وقّعته كل من روسيا والمجر اعتراضات كييف، التي هاجم المتحدث باسم خارجيتها، أوليج نيكولينكو، الصفقة، قائلًا، إنها تقوّض أمنها القومي، وأمن الطاقة الأوروبي.
ما هو ترك ستريم؟
دخل خط أنابيب ترك ستريم الخدمة في 8 يناير/كانون الثاني من عام 2020، بهدف نقل وتصدير الغاز من روسيا إلى تركيا من خلال البحر الأسود، بالإضافة إلى إرسال كميات من الغاز إلى جنوب وجنوب شرق أوروبا من خلال تركيا.
وتبلغ الطاقة التصميمية لخطّ الأنابيب الواصل بين موسكو وأنقرة نحو 31.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويملك الخط قسمين، أحدهما بحري والآخر بري، إذ يمتد الجزء البحري من الخط من مدينة أنابا في روسيا، وصولًا إلى ولاية "قرقلار إيلي" التركية، وكلتاهما مطلّتان على البحر الأسود، بطول 930 كيلومترًا.
وتتكون شبكة الأنابيب البحرية في خط "ترك ستريم" من فرعين، أحدهما يغذّي تركيا مباشرةً بالغاز الروسي، والثاني يغذّي دول أوروبا، في حين يتكون القسم البري من خطّين، أحدهما بطول 142 كيلومترًا، والثاني بطول 70 كيلومترًا، قرب سواحل كلا البلدين.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في قطر.. ماذا تعرف عن أحدث محطتين؟ (إنفوغرافيك)
- أنس الحجي: هذه حقيقة علاقة أوبك والخليج بأزمة البنزين في كاليفورنيا
- عاكسات الطاقة الشمسية في المنازل.. نصائح لاختيار الأفضل لك (تقرير)