تركيب محطات طاقة شمسية على كل المباني ضمن مقترح بتشريع أوروبي ملزم
اقترحته مؤسستان في الاتحاد على وزراء الطاقة لبحثه في اجتماع الشهر الجاري
حياة حسين
اقترحت مؤسستان متخصصتان في الطاقة المتجددة تبنّي الاتحاد الأوروبي تشريعا ملزمًا يقضي بفرض تركيب محطات طاقة شمسية على كل المباني، حسبما ذكرت مجلة بي في ماغازين (PV Magazine).
ومن المتوقع أن يقرّ وزراء طاقة أوروبا في اجتماع يُعقد يوم 25 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تشريع "إي بي بي دي"، الذي يستهدف تحسين أداء الطاقة في مباني القارة، وتستهدف المؤسستان بحث الوزراء هذا المقترح خلال اللقاء.
ويتزامن الاجتماع مع مطالبات قوية عامة في دول أوروبا بتركيب محطات طاقة شمسية في المنازل، مع مكافحة الحكومات لتوفير بدائل لمصادر الطاقة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بدء التفعيل الفوري
قدّمت مؤسستا كان وأويكو تقريرًا للمفوضية الأوروبية، طالبتا فيه باتخاذ تشريع ملزم يقضي بتبنّي تركيب محطات طاقة شمسية على كل المباني، على أن يبدأ تفعيله في صيف 2023 بصورة عامة، ومباشرة وبصورة فورية على المباني الجديدة، أو القائمة التي يجري تجديدها.
واقترح التقرير التزام المباني التجارية والعامة (الحكومية) بدءًا من عام 2027، وأن يُطبَّق على الأسطح الواسعة في المرحلة الأولى؛ لتعظيم كميات الكهرباء المولّدة من محطات الطاقة الشمسية عليها.
وقالت خبيرة الطاقة المتجددة في "كان" الأوروبية سدا أورهان، إن علاج تغير المناخ وتحقيق أمن الطاقة في أوروبا يتطلب تشريعًا ملزمًا يقضي بإقامة محطات طاقة شمسية على كل المباني.
وأوضحت أورهان أن التوسع في إقامة محطات طاقة شمسية على المباني يعزز الانتقال من الوقود الأحفوري مرتفع الأسعار والخطير.
وأضافت أن المفوضية الأوروبية قبلت مبادرة مقترحة بهذا الشأن في مايو/أيار الماضي، لكن ارتفاع أسعار الطاقة وأزمة المناخ خلقا حاجة عاجلة لتفعيلها في أسرع وقت ممكن.
دول رائدة
يرى تقرير مؤسستي كان وأويكو، المقدَّم إلى المفوضية الأوروبية، أن هناك دولًا في القارة أصدرت تشريعات تستهدف إلزام المباني بتركيب محطات طاقة شمسية على أسطحها، مثل ألمانيا، التي تبدأ تفعيله مطلع العام المقبل (2023)، وذلك بعد تطبيقه على المباني الجديدة غير السكنية.
وقامت دول أخرى بالإجراء ذاته في أوروبا، مثل النمسا والدنمارك وفرنسا واليونان وهولندا، وخارج القارة مثل اليابان والولايات المتحدة في ولاية كاليفورنيا.
وقالت خبيرة الطاقة المتجددة في "كان" الأوروبية سدا أورهان، إن مبادرة تركيب محطات طاقة الشمسية على أسطح المباني تحفّز المواطنين والمجتمعات وأنشطة الأعمال على توليد احتياجاتهم من الكهرباء بأنفسهم.
كما تساعد أوروبا في مرحلة الفطام عن الوقود الأحفوري الروسي، وتخفض الانبعاثات، "وتضعنا جميعًا في المستقبل في وضع طاقي أكثر أمنًا وأمانًا"، وفق أورهان.
الاستغناء عن روسيا
تكافح أوروبا للاستغناء عن مصادر الطاقة الروسية منذ غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، خاصة أنها كثيفة الاستهلاك للنفط والغاز الروسيين.
كما تقضي خطط أوروبا بصورة عامة إلى التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية والرياح، وذلك لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.
غير أن الحرب الروسية الأوكرانية أربكت حسابات أوروبا والعالم بشأن الطاقة، إذ دفع ارتفاع الأسعار القياسي إلى إعادة تشغيل محطات توليد كهرباء تعمل بالفحم، كانت قد أغلقتها في وقت سابق، وأيضًا بالنفط.
وأضاف رئيس قطاع البحوث في مؤسسة "أويكو" ديفيد ريتر: "إنه لتحقيق مستهدفاتنا المناخية بصورة أسرع، علينا التوسع في تركيب محطات طاقة شمسية على المباني بنسب أكبر من السنوات الأخيرة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- مركز أميركي: أوبك+ يتحدى البيت الأبيض.. والسعوديون أهانوا بايدن
-
متى يستخرج لبنان الغاز من مياهه الإقليمية؟.. خبير أوابك يُجيب
-
الطاقة النووية في فرنسا أولوية حكومية.. ومساعٍ لاحتواء أزمة الوقود