بتروناس الماليزية تفرض القوة القاهرة.. وتسرب يهدد صادرات الغاز المسال

توالت تداعيات تسرّب إمدادات الغاز من خط أنابيب ضمن مرافق شركة بتروناس الماليزية، الذي وقع شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وأدى إلى إعلان الشركة القوة القاهرة فيما يتعلق بإمدادات إحدى محطات الإسالة.

وسعت الشركة إلى طمأنة عملائها أن القوة القاهرة تقتصر على محطة واحدة فقط في مجمعها للغاز المسال "بي إل سي"، في حين يسري العمل بصورة منتظمة في بقية المحطات، وفق بيان للشركة نُشر على موقعها الإلكتروني.

وتُشير البيانات إلى إمكان تأثُّر صادرات الغاز المسال الماليزية من الولاية التي تضم محطة "إم إل إن جي دوا" الخاضعة لحالة القوة القاهرة، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

القوة القاهرة وخطط الصادرات

فرضت شركة بتروناس الماليزية حالة القوة القاهرة على أحد مشروعات الإسالة في مجمع الغاز المسال الواقع في مدينة بينتولو بولاية ساراواك، إثر تسرُّب غاز من خط أنابيب "صباح-ساراواك" المعني بنقل إمدادات الغاز إلى محطة الإسالة في 21 من الشهر الماضي، وفق ما نُشر في موقع أبستريم أون لاين (Upstream Online).

وأعلنت الشركة أنها تعكف في تلك الآونة على إجراء فحص متكامل لخط أنابيب نقل الغاز "صباح-ساراواك"، للتأكد من سلامته دون تحديد موعد لاستئناف التشغيل.

• نزاع تاريخي يهدد بتروناس الماليزية بدفع 15 مليار دولار

وأكدت شركة ميتسوبيشي اليابانية -التي تملك حصة أقلية في الشركة الماليزية- الأمر ذاته، مشيرة إلى أن حالة القوة القاهرة من شأنها التأثير في الإمدادات إلى طوكيو، لا سيما أن شركة توهوكو اليابانية للكهرباء تلقت -أيضًا- ما يفيد باضطراب إمدادات الغاز من ماليزيا.

ويتزامن اضطراب إمدادات الغاز لدى المورد الآسيوي البارز بتروناس الماليزية مع أزمة طاقة وشيكة قد يمتد تأثيرها إلى الأسواق العالمية مع اقتراب فصل الشتاء وبلوغ الطلب على الغاز لأغراض الكهرباء والتدفئة ذروته في ظل غياب الغاز الروسي عن الأسواق للمرة الأولى منذ سنوات.

عقود الغاز المسال وشحناته

تُعدّ محطة "إم إل إن جي دوا" إحدى محطات الإسالة الـ3 التي يضمها مجمع بتروناس للغاز المسال، وتضم 3 خطوط بسعة 3.2 مليون طن سنويًا لكل منها.

يأتي ذلك بجانب محطتين إضافيتين هما: "إم إل إن جي ساتو"، وتضم 3 خطوط إنتاج بسعة سنوية تصل إلى 2.8 مليون طن سنويًا لكل منها، ومحطة "إم إل إن جي تيغا" التي تضم 3 خطوط إنتاج أيضًا بسعة 3.8 مليون طن سنويًا.

ويتولى خط أنابيب الغاز "صباح-ساراواك" نقل التدفقات من ولاية "صباح" إلى مجمع الإسالة التابع لشركة بتروناس الماليزية الذي يشكّل موقع انطلاق شحنات تصدير الغاز الطبيعي، ويمتد خط الأنابيب بطول 512 كيلومترًا.

وتمثّل محطة الإسالة الخاضعة لحالة القوة القاهرة مصدر قلق حول إمكان وفاء شركة بتروناس الماليزية بالتزاماتها المتعلقة بعقود التصدير في ولاية صباح التي شهدت واقعة التسرب.

ورغم ذلك، تُشير التوقعات إلى تقلُّص تضرر إمدادات الغاز من ولاية "صباح"، إذ إن التدفقات من ساراواك ما زالت منتظمة، حسبما نقلت "رويترز" عن مصدر ذي صلة بالأمر.

ويوضح الرسم البياني أدناه حجم إنتاج الغاز الطبيعي في ماليزيا حتى نهاية العام الماضي (2021)، طبقًا لبيانات شركة النفط البريطانية بي بي وما رصدته وحدة الأبحاث في منصة الطاقة المتخصصة.

اليابان الأكثر تضررًا

يشكّل الغاز الماليزي مصدر تدفقات قويًا لليابان، إذ بلغ حجم مشتريات مرفق "طوكيو غاز" خلال العام المالي (2020-2021) من ماليزيا وحدها ما يصل إلى 13%.

وفور إعلان القوة القاهرة في إحدى محطات مجمع تصدير الغاز المسال بماليزيا اتجهت الأنظار إلى اليابان التي تعتمد على إمدادات الغاز من ولايات كوالالمبور بمعدل قوي، غير أن استمرار التدفقات من المدن الأخرى التي لم تتأثر باضطراب تسرب تدفقات خط "صباح-ساراواك" طمأن طوكيو نسبيًا.

وقدّرت محللة ملف الغاز والغاز المسال في كبلر، ريحانة رسيدي، أن تأثير القوة القاهرة على الشحنات اليابانية يتراوح بين شحنتين وثلاث شهريًا، مشيرة إلى أن هذه التقديرات تعادل ما يقارب 3% فقط من حجم واردات طوكيو من الغاز المسال خلال 3 أشهر من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الأول.

وترتبط شركة "توهو غاز" اليابانية مع شركة بتروناس الماليزية بعقدي غاز مسال طويلي الأجل بحجم تدفقات يصل إلى 470 ألف طن.

اقرأ أيضًا..

• أين تتجه أسعار النفط عقب التصعيد الأميركي ضد السعودية؟ 5 خبراء يجيبون
• أوبك تخفض تقديرات نمو الطلب على النفط في 2022 و2023
• إنتاج أوبك النفطي يرتفع للشهر الرابع على التوالي بقيادة 4 دول
• تسرب نفطي في خط أنابيب دروجبا الروسي المتجه إلى برلين.. ألمانيا في أزمة