أميركا تلوح بالكونغرس ضد السعودية بعد قرار أوبك+.. والمملكة ترد
دينا قدري
ما يزال قرار تحالف أوبك+ بخفض سقف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، يُلقي بظلاله على العلاقات مع الولايات المتحدة.
إذ صرّح المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي جون كيربي، اليوم الثلاثاء (11 أكتوبر/تشرين الأول)، بأن الرئيس جو بايدن يعيد تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، بعد إعلان تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط الأسبوع الماضي.
وقال كيربي -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"-: "أعتقد أن الرئيس كان واضحًا جدًا في أن هذه علاقة يجب أن نواصل إعادة تقييمها، وأننا بحاجة لأن نكون مستعدين لإعادة النظر فيها"، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وأضاف كيربي أن بايدن مستعد للعمل مع الكونغرس بشأن مستقبل العلاقات السعودية.
من جانبه، وفي أول ردّ فعل، أشاد مجلس الوزراء السعودي بالدور المحوري الذي يقوم به تحالف أوبك+ بتحقيق التوازن والاستقرار في أسواق النفط العالمية، حسب البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
خيبة أمل.. والكونغرس هو الحل
أوضح كيربي أن بايدن أُصيب بخيبة أمل من قرار أوبك+، و"أنه على استعداد للعمل مع الكونغرس للتفكير فيما يجب أن تبدو عليه هذه العلاقة للمضي قدمًا".
وأضاف: "أعتقد أنه سيكون على استعداد لبدء هذه المحادثات على الفور.. لا أعتقد أن هذا شيء سيتعين عليه الانتظار، أو أن ينتظر لمدّة أطول بصراحة تامة".
وأشار المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي إلى أن القضية لا تتعلق فقط بالحرب في أوكرانيا، لكنها تتعلق بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.
كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي بوب مينينديز قد دعا إلى تجميد التعاون مع السعودية، بما في ذلك معظم مبيعات الأسلحة، واتهم المملكة بالمساعدة في ضمان الحرب الروسية في أوكرانيا بعد إعلان تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط.
السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي
من جانبه، أكد نائب وزيرة الطاقة الأميركية ديفيد تورك أن الولايات المتحدة لا تزال لديها القدرة على استخدام احتياطياتها الإستراتيجية من النفط خلال الأشهر المقبلة، لمحاربة ارتفاع أسعار النفط.
وقال تورك -في تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة-: "لا يزال لدينا بعض القدرة الإضافية على استخدام احتياطي النفط الإستراتيجي هذا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، حسب الحاجة".
وأضاف: "الرئيس بايدن أوضح أنه يجب أن تكون لدينا جميع الأدوات مطروحة على الطاولة، للحفاظ على أسعار البنزين في متناول الجميع".
كانت إدارة بايدن قد أعلنت -في مارس/آذار الماضي- عمليات بيع قياسية من الاحتياطي الإستراتيجي، تُقدَّر بـ180 مليون برميل، لمدة 6 أشهر تبدأ في مايو/أيار، بعد ارتفاع أسعار البنزين إلى مستويات قياسية.
كما أشار البيت الأبيض إلى أن وزارة الطاقة الأميركية ستسلّم 10 ملايين برميل أخرى من احتياطي النفط الإستراتيجي إلى السوق الشهر المقبل.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مخزون النفط الإستراتيجي في الولايات المتحدة منذ عام 2017 حتى عام 2022:
روسيا: قراراتنا ليست موجهة ضد أيّ شخص
في سياقٍ متصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو والإمارات تعملان بنشاط ضمن إطار اتفاق أوبك+، وأن أفعالهما ليست موجهة ضد أيّ شخص.
وقال بوتين -في اجتماعه مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان-: "نعمل بنشاط في إطار أوبك+، أفعالنا وقراراتنا ليست موجهة ضد أيّ شخص، ولا نفعل ذلك لخلق مشكلات لأحد"، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة تاس الروسية.
وأضاف بوتين: "تهدف إجراءاتنا إلى خلق الاستقرار بأسواق الطاقة في العالم، بحيث يشعر كل من مستهلكي موارد الطاقة، والمشاركين في الإنتاج، والمورّدين للأسواق العالمية بالهدوء والاستقرار والثقة، ويظلّ كل من العرض والاستهلاك متوازنين".
وشدد على أن روسيا والإمارات تستجيبان دائمًا لاحتياجات السوق، مع مراعاة الأحداث الجارية، موضحًا أن العلاقات الثنائية بين البلدين "تتطور بنجاح كبير".
كان الكرملين قد أشاد -في وقتٍ سابق- بموافقة أوبك+ على تخفيضات الإنتاج، التي قال، إنها نجحت بالتصدي لـ "الفوضى" التي زرعتها الولايات المتحدة في أسواق الطاقة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- خفض إنتاج أوبك+ قد يفاقم التضخم ويضر الطلب (مقال)
- بعد قرار أوبك+.. هل تسعى أميركا لتحقيق استقلال الطاقة؟ (تقرير)
- خيارات بايدن للسيطرة على أسعار النفط بعد قرار أوبك+
اقرأ أيضًا..
- مسؤول: الجزائر تكثف التنقيب عن النفط والغاز.. وأوروبا أكبر أسواقنا للتصدير
- إعلان موعد حسم مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري
- أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية في الهند.. والمواطنون يبيعون الكهرباء (صور)
- هيونداي تتربع على عرش مبيعات سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية