4 دول تقود مشروعات خطوط أنابيب نقل النفط عالميًا (تقرير)
رغم قضايا المناخ
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
تنفّذ العديد من دول العالم مشروعات للتوسع بإنشاء خطوط أنابيب نقل النفط والغاز -المتهم الأكبر في التغييرات المناخية- في الوقت الذي تمتلك فيه خططًا لمواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض ومنع الانبعاثات الضارة بالبيئة.
وأوضح تقرير حديث لشركة غلوبال إنرجي مونيتور أن هناك أكثر من 24 ألف كيلومتر من خطوط أنابيب النفط -سواء قيد التطوير أو المقترحة- على المستوى العالمي، وهي المسافة التي تعادل ضعف قطر الأرض تقريبًا (12.7 ألف كيلومتر).
ومن شأن مشروعات التوسع في خطوط أنابيب النفط قيد التطوير والبالغ طولها أكثر من 10 آلاف كيلومتر أن تكلّف قرابة 75 مليار دولار، وفق التقرير -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ما يعني أن مطوري خطوط الأنابيب تلك على وشك خسارة هذا المبلغ حال وقف العمل بسبب تداعيات المناخ.
ويمثّل التوسع الكبير في تنفيذ خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط والغاز تهديدًا لتحقيق الأهداف المناخية.
4 دول تقود إنشاء أنابيب النفط
يشير التقرير إلى أن هذه المشروعات من خطوط أنابيب نقل النفط والغاز تقودها كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند، الأمر الذي يتعارض بشكل كبير مع التوجهات العالمية للحدّ من الاحتباس الحراري إلى ما بين 1.5 و2 درجة مئوية.
وقدَّر التقرير أن يتسبب النفط المنقول من خلال تلك الأنابيب في انبعاث ما لا يقلّ عن 5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، حال اكتمال بناء المشروعات قيد التطوير.
وتعادل هذه الكمية من الانبعاثات تقريبًا انبعاثات الكربون التي تطلقها الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر دولة تصدر انبعاثات ضارة بالبيئة في العالم.
ونبّه التقرير -الذي اطّلعت على تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة- إلى وجود نحو 40% من خطوط الأنابيب التي استعرضها التقرير قيد الإنشاء حاليًا، والنسبة الباقية ما زالت في طور التخطيط.
وأوضح أنه ينبغي العمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% عالميًا بحلول 2030، لكي تتماشى مع الأهداف المناخية المتفق عليها دوليًا لمواجهة ارتفاع درجات حرارة الأرض.
فشل متعمد
يشير التقرير إلى أن روسيا تقوم ببناء خطوط أنابيب جديدة بطول ألفي كيلومتر تقريبًا، وذلك بهدف زيادة صادراتها إلى الهند والصين ومواجهة العقوبات المفروضة عليها من الدول الغربية، بسبب غزو الأراضي الأوكرانية.
كما تقوم دول القارة الأفريقية بتطوير خطوط أنابيب جديدة يبلغ طولها ألفي كيلومتر، مع وجود خطوط إضافية ما زالت مقترحة بطول 4500 كيلومتر.
ومن بين تلك المشروعات خط أنابيب نقل النفط الخام في شرق أفريقيا، والذي ينقل الخام من أوغندا إلى محطة تصدير على ساحل تنزانيا.
وبدوره، رأى المحلل في شركة غلوبال إنرجي مونيتور "بيرد لانغنبرونر" أن الحكومات التي تصادق على تنفيذ خطوط أنابيب جديدة تُظهر فشلًا متعمدًا في تحقيق أهداف المناخ.
وقال، إن أكبر مستهلكي الوقود الأحفوري في العالم بقيادة الولايات المتحدة والصين يضاعفون من التوسع في إنشاء خطوط أنابيب نقل النفط، في الوقت الذي تهدد فيه الأهداف المناخية تلك البنية التحتية.
وأشار التقرير إلى أن صناعة النفط حققت أرباحًا قياسية خلال العام الماضي، مع استفادتها من الأوضاع الراهنة والمضي قدمًا في التوسعات الهائلة لشبكات خطوط أنابيب نقل النفط.
ونقل التقرير تصريحًا عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يشير فيه إلى أن قادة العالم يتخلّفون عن رغبات شعوبهم الذين يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة للمناخ.
تضاعف بناء الخطوط
في السياق نفسه، أشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى تقرير نشرته في مايو/أيار 2022، قالت فيه، إن أكبر شركات الوقود الأحفوري في العالم لديها خطط لعشرات مشروعات النفط والغاز، فيما وصفته "قنبلة كربونية"، وهو ما يمثّل عقبة أمام الأهداف المناخية.
وتوصّل تقرير غلوبال إنرجي مونيتور إلى أن طول خطوط أنابيب نقل النفط قيد الإنشاء تضاعَف مقارنة مع التقييم الصادر عام 2019، بينما انخفض طول خطوط الأنابيب المقترحة إلى النصف تقريبًا.
وصنّف التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة، الولايات المتحدة، بأنها من الدول الرائدة عالميًا في مجال تطوير خطوط أنابيب نقل النفط.
موضوعات متعلقة..
- 3 دول تقود العالم لطفرة تطوير خطوط أنابيب النفط.. وتحذيرات من المخاطر المناخية (تقرير)
- اكتمال مشروعين لخطوط أنابيب النفط في أميركا (تقرير)
- أكبر خطوط أنابيب النفط والغاز في أفريقيا.. اثنان منها في الجزائر (خرائط وصور)
اقرأ أيضًا..
- تغير المناخ سيكون كارثيًا في إيران بحلول عام 2040 (مقال)
- توقعات اجتماع أوبك+ المرتقب وهل تعلن السعودية خفضًا طوعيًا؟.. 5 خبراء يجيبون
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية.. أبرز التقنيات والأسعار