تسابق حكومة المستشار أولاف شولتس الزمن لبناء أول محطة للغاز المسال في ألمانيا، في خطوة مهمة باتجاه تقليل الاعتماد على الواردات الروسية.
واستحوذ الغاز الروسي على نحو 55% من الواردات الألمانية، قبل اندلاع شرارة الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ومع تضييق روسيا إمدادات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وتعرضه مؤخرًا لأعمال تخريبية، فضلًا عن تعهّد أوروبا بتقليل اعتمادها على واردات الطاقة من موسكو، قررت ألمانيا دخول سوق الغاز الطبيعي المسال للمرة الأولى في تاريخها، بحسب موقع بروكسل تايمز (brusselstimes).
بناء أول محطة للغاز المسال في ألمانيا
كانت دول الاتحاد الأوروبي قد أعلنت، في 26 يوليو/تموز (2022)، موافقتها على خفض استهلاك الغاز بنسبة 15% في المدة من أغسطس/آب 2022 حتى مارس/آذار 2023.
ومن المتوقع أن تزود أول محطة للغاز المسال في ألمانيا، البلاد بنحو 25 مليار متر مكعب من الغاز بحلول نهاية عام 2023.
ورغم أهمية هذه الخطوة في فطم أكبر اقتصاد في أوروبا عن الإمدادات الروسية؛ فإن الغاز الطبيعي المسال مكلف، كما أن هذه الكمية تمثل فقط 20% من الواردات الروسية أو نصف السعة السنوية لخط أنابيب نورد ستريم.
وأعلنت روسيا وقف إمدادات الغاز عبر (نورد ستريم 1) في الأول من سبتمبر/أيلول (2022) إلى أجل غير مسمى، قبل تفجير خطوط الأنابيب نورد ستريم 1 و2 في عدّة مواقع بالمناطق الاقتصادية الخالصة للدنمارك والسويد يوم الإثنين 26 سبتمبر/أيلول (2022).
وستكون أول محطة للغاز المسال في ألمانيا، والتي يجري إنشاؤها حاليًا بالقرب من ميناء فيلهلمسهافن، على ساحل بحر الشمال، قادرة على استقبال شحنات الغاز من جميع أنحاء العالم، وبالتحديد دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وتستعد ألمانيا لاستقبال أول شحنة غاز مسال من الإمارات نهاية العام الجاري (2022)، إلى جانب تأمين شحنات إضافية للعام المقبل (2023).
مشروعات الغاز المسال في ألمانيا
أطلقت الحكومة الألمانية 5 مشروعات للغاز الطبيعي المسال هذا العام (2022)، بتكلفة كبيرة، من أجل تعويض الانخفاض الحاد في شحنات الغاز من شركة غازبروم الروسية التي تسيطر عليها الدولة.
وأُنشِئ نحو 28 كيلومترًا من خطوط الأنابيب لربط أول محطة للغاز المسال في ألمانيا بالبنية التحتية الحالية للغاز.
ويُسَيَّل الغاز عن طريق تخليصه من بعض الشوائب، ثم تبريد غاز الميثان المتبقي إلى أقلّ من 160 درجة مئوية تحت الصفر؛ الأمر الذي يقلّص حجمه بحدود 600 مرة، ويجعل من نقله أمرًا اقتصاديًا مربحًا.
وعلى عكس البلدان الأخرى، مثل بلجيكا وهولندا، لم تمتلك ألمانيا أي محطات للغاز الطبيعي المسال من قبل؛ حيث ارتبطت بعلاقات ودية في مجال الاقتصاد والطاقة مع روسيا قبل أن يُعكر الهجوم على أوكرانيا صفو هذه العلاقات.
وعملت الحكومة الألمانية جاهدة على إبرام اتفاقيات لتوفير الغاز المسال من الخارج وخاصة من دول الخليج العربي.
وخصصت برلين 3 مليارات يورو (2.93 مليار دولار) لبناء سفن جديدة تستخدم لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز.
ووافق البوندستاغ الألماني على قوانين جديدة في الربيع للسماح بإجراءات مبسطة لبناء المحطات الجديدة؛ لمواجهة واحدة من أسوأ أزمات الطاقة في تاريخ القارة الأوروبية.
اعتراضات بيئية
من المقرر أن تكتمل أول محطة للغاز المسال في ألمانيا بحلول فصل الشتاء، وفقًا لمجموعة الطاقة (يونبير)، التي تقود المشروع، مشيرة إلى أن مثل هذه المشروعات عادة ما تستغرق نحو 5-6 سنوات.
وحذّر متظاهرون بيئيون من أن بعض شحنات الغاز قد تأتي من مواقع التكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة؛ ما يثير مخاوف عديدة بشأن السلامة والاستدامة.
في أغسطس/آب (2022)، أغلق نشطاء من حركة "إندي جيلانده" الألمانية موقعَ بناء أول محطة للغاز المسال في ألمانيا، وألقوا باللوم على المشروع في تدمير النظم البيئية ومساحات المعيشة لخنازير البحر.
يُذكر أن منع التكسير الهيدروليكي منتشر في أوروبا، بهدف حماية البيئة والحد من أزمة تغير المناخ.
وبموجب الاتفاقيات المُبرمة مع الحكومة، يجب تحويل محطة الغاز الطبيعي المسال إلى مركز للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وهي تقنية أنظف تريد برلين دعمها في العقود المقبلة.
(اليورو = 0.98 دولارًا أميركيًا)
موضوعات متعلقة..
- ألمانيا تحذر: واردات الغاز ستهرب إلى آسيا حال فرض سقف يخفض أسعارها
- هل تعود أسعار الغاز في ألمانيا إلى مستويات 2021؟ وزير الاقتصاد يجيب
- مصفاة روسنفط في ألمانيا تواجه أزمة لتأمين إمدادات النفط بعد التأميم
اقرأ أيضًا..
- العراق يستعين بشركة إماراتية في مشروع جديد لنقل وتخزين زيت الوقود
- تحالف أوبك+ يحتاج إلى تقليص الإنتاج.. و5 دول يمكنها الخفض (مقال)
- الطاقة المتجددة في أوكرانيا.. خطط إعادة بناء "خضراء" لما بعد الحرب (تقرير)
