الهند تسدد مستحقات النفط الروسي بالدولار بعد تعثر الدفع بالدرهم الإماراتي
أمل نبيل
في نهاية مارس/آذار من العام الجاري (2022)، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده ستبيع الغاز والنفط الروسيين بالعملة المحلية (الروبل) أو عملات أخرى غير اليورو والدولار -اللتين تُسَعَّر عقودها عادة بهما-، في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا بسبب الحرب على أوكرانيا.
وأدى قرار بوتين فرض مدفوعات الروبل إلى تعزيز العملة الروسية، التي هبطت إلى أدنى مستوياتها التاريخية بعد غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022) جرّاء العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، لكنها تعافت منذ ذلك الحين، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من 6 أشهر على قرار بوتين، فإن الشركات الهندية ما زالت تشتري النفط الروسي بالدولار بعد أن رفض مصرف المشرق في دبي تسوية مدفوعات مصفاتين -على الأقل- بالدرهم الإماراتي بناء على طلب المورد، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية (economictimes) نقلًا عن رويترز.
تعثر السداد بالدرهم الإماراتي
طلب التجار الذين يوردون النفط الروسي، من شركتين هنديتين -على الأقل- في يوليو/تموز (2022) سداد المستحقات بالدرهم الإماراتي.
ووضع المرسوم الذي أصدره الرئيس بوتين في نهاية مارس/آذار الماضي، آلية للمشترين لتحويل العملات الأجنبية إلى حساب خاص في بنك روسي، الذي سيرسل بعد ذلك الروبل الروسي مرة أخرى إلى المشتري الأجنبي لدفع ثمن النفط والغاز.
وأظهرت فاتورة من أحد المصافي الهندية أنه جرى حساب المدفوعات النفطية بالدولار، بينما طُلب السداد بالدرهم؛ ووفقًا للفاتورة يتعين سداد المدفوعات إلى (بنك غازبروم) عبر مصرف المشرق في دبي.
ويمتلك مصرف المشرق فرعًا في نيويورك، وفقًا لموقعه على الإنترنت.
ورفض مصرف المشرق في دبي إتمام عملية التحويل بالدرهم الإماراتي إلى بنك غازبروم، دون إبداء أسباب.
وفي نهاية المطاف، سُوِّيَت المدفوعات عبر فرع (ستيت بنك أوف إنديا) في أبوظبي بالدولار الأميركي.
وتجنبت الإمارات العربية المتحدة والهند انتقاد الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة"، ولم تفرضا أي عقوبات على الكرملين.
(الروبل الروسي = 0.063 درهمًا إماراتيًا)
(الروبل الروسي = 0.017 دولارًا أميركيًا)
التعامل بالروبية الهندية
وضع البنك المركزي الهندي مؤخرًا آلية لتسهيل التجارة الدولية بالروبية، وهي خطوة تستهدف دعم العلاقات التجارية مع روسيا في حالة فرض عقوبات غربية أكثر صرامة على موسكو.
وتعكس الآلية الجديدة إلى حد كبير النظام الشبيه بالمقايضة الذي جرى اتباعه مع (إيران) عندما فُرِضَت عقوبات عليها، حيث أودع المستوردون الهنود المدفوعات بالروبية في حساب "فوسترو" للمصارف التجارية بطهران لدى مصرف (يو سي أو) الهندي، الذي تديره الدولة.
ويعد حساب (فوسترو)، حسابًا بالعملة المحلية يحتفظ به مصرف مراسل محلي نيابة عن مصرف أجنبي.
واستخدمت إيران المدفوعات بالروبية، لدفع ثمن واردات السلع غير الخاضعة للعقوبات من الهند.
وحصل مصرف "يو سي أو" على موافقة البنك المركزي الهندي لفتح حساب خاص بالروبية لبنك غازبروم الروسي.
وللتسوية بموجب الآلية الجديدة، يتعين على المستوردين والمصدرين إصدار الفاتورة بالروبية وتسوية شروط سعر الصرف.
ولإضفاء مزيد من الجاذبية على التجارة بالعملة المحلية، سمحت الهند -أيضًا- للبنوك الأجنبية باستثمار الأموال الزائدة في الأوراق المالية الحكومية؛ لأن الحسابات الخاصة بالروبية لا تقدم أي فائدة على الودائع.
واردات الهند من النفط الروسي
بحسب بيانات حكومية، بلغت الواردات الهندية من روسيا 17.24 مليار دولار في المدة من أبريل/نيسان حتى أغسطس/آب (2022)، مقابل 3.2 مليار دولار قبل عام بسبب الزيادة الحادة في مشتريات النفط.
ودفعت العقوبات الغربية العديد من مستوردي النفط إلى الابتعاد عن موسكو؛ ما أدى إلى تراجع الأسعار الفورية للخام الروسي مقارنة بالدرجات الأخرى، وأتاح ذلك لشركات التكرير الهندية، التي نادرًا ما اشترت النفط الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، فرصة لاقتناص خام الأورال بخصومات كبيرة.
وأظهرت بيانات ريفينيتيف أن الهند شحنت مليوني طن من الخام الروسي خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، مقابل 3.55 مليون طن في أغسطس/آب، بما في ذلك 585 ألفًا و90 طنًا من خام إسبو.
وتشتري مصافي التكرير في الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- أغلب درجات النفط الروسي.
موضوعات متعلقة..
- الهند تستنكر محاولات إزاحة النفط الروسي من الأسواق العالمية
- 5 دول تدفع الروبل مقابل النفط والغاز الروسيين
- النفط الروسي يستعيد نفوذه في السوق الهندية وسط تقلص الخصومات
اقرأ أيضًا..
- شل تعتزم الاستحواذ على شركة نيجيرية متخصصة بالطاقة الشمسية
- الغاز المصري في 8 سنوات.. قفزة تاريخية بالإيرادات والإنتاج (إنفوغرافيك)
- المكسيك تخطط لتصدير الغاز المسال لأول مرة في تاريخها