5 دول تدفع الروبل مقابل النفط والغاز الروسيين
أحمد بدر
مع اقتراب العمليات العسكرية في أوكرانيا من إتمام شهرها السابع، تتجه بعض الدول إلى شراء النفط والغاز الروسيين باستخدام الروبل واليوان الصيني، بالرغم من تزايد الضغوط الغربية على موسكو، ومحاولات فرض سقف لأسعار إمدادات الطاقة القادمة منها.
أحدث الدول المنضمة إلى تيار تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي لصالح العملتين الصينية والروسية، هي ميانمار، التي أعلنت الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول (2022) أنها ستتخذ هذه الخطوة، للتخلص من "التنمر على الدول الصغيرة"، وفق ما نقلت عنه وكالة بلومبرغ الأميركية.
في هذا التقرير، ترصد منصة الطاقة المتخصصة أبرز الدول التي اتجهت إلى شراء النفط والغاز الروسيين بوساطة الروبل واليوان الصيني، على الرغم من الشروط التي سبق أن حددتها المفوضية الأوروبية في هذا الشأن، وتوجّه مجموعة الـ7 لفرض سقف لأسعار نفط موسكو.
الهند
تظل الهند في مقدّمة الدول التي تشتري كميات ضخمة من النفط الروسي مقابل الروبل، فهي لا تستورده من أجل الاستخدام المحلي والخروج من أزمة الكهرباء والطاقة الطاحنة فحسب، بل تعتمد عليه مصافيها في تحقيق مردودات اقتصادية للدولة، من خلال تكريره وإعادة تصديره في صورة مشتقات نفطية.
وخلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران (2022)، زادت واردات الهند من النفط الروسي إلى 14% و18% على التوالي، ارتفاعًا من 2% مع بدء الحرب في أوكرانيا، فبراير/شباط الماضي، قبل أن تعود للتراجع خلال شهر أغسطس/آب الماضي، لتصل إلى 738 ألفًا و24 برميلًا يوميًا.
وتعتمد الهند على سلة عملات أجنبية، من بينها الروبل الروسي واليوان الصيني واليورو، بالإضافة إلى إمكان اعتماد الروبية وسيلةً لدفع مقابل النفط القادم من موسكو، ولكن من خلال البنوك الإماراتية، التي يمكنها استبدال العملة الهندية بعملات أخرى.
الصين
خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب (2022)، تربّع النفط الروسي على عرش الواردات الصينية ومن الخام العالمي، إذ كثفت مصافي التكرير المستقلة في بكين مشترياتها من الخام رخيص الثمن، لا سيما أن البلدين توافقا على التعامل بينهما بالعملتين المحليتين، اليوان والروبل.
وعلى الرغم من تراجع حجم الاستيراد الإجمالي في الصين من النفط الخام بنسبة 9.4%، واصل النفط القادم من موسكو احتلال مكانة متقدمة بين النفوط التي تدخل بكين، على حساب شحنات من مصادر أخرى تعدّها الصين مهمة، مثل أنغولا والبرازيل.
وبحسب بيانات الجمارك الصينية، في أغسطس/آب الماضي، فإن واردات الخام الروسي، بما فيها الإمدادات القادمة عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادي، بالإضافة إلى الشحنات المنقولة بحرًا من المواني الروسية في أوروبا والشرق الأقصى، زادت في يوليو/تموز الماضي إلى 7.15 مليون طن، بارتفاع 7.6% عن العام الماضي (2021)، حسب رويترز.
وبلغ حجم واردات الصين من النفط الروسي خلال يوليو/تموز نحو 1.68 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى بعد مستويات الاستيراد في مايو/أيار (2022)، التي اقتربت من مليوني برميل يوميًا.
وتعدّ الصين أكبر مشترٍ لخام الأورال الروسي، إذ بلغ إجمالي وارداتها منه منذ بداية العام الحالي (2022) وحتى مطلع شهر أغسطس/آب الماضي نحو 48.45 مليون طن، بزيادة 4.4% عن العام الماضي.
تركيا
خلال اجتماع جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في 8 أغسطس/آب الماضي، أبدت أنقرة موافقتها على الامتثال لقرارات نظام الدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي.
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، فإن أردوغان أبلغ مسؤولي موسكو بأن بلاده توافق على تغيير عملة الدفع إلى الروبل بصورة تدريجية، خلال عمليات التسليم الجزئي للغاز، وهو ما عدَّته تركيا خطوة قد تسهم في إنقاذ عملتها المحلية، التي تتراجع بقوة أمام الدولار.
وخلال الاجتماع نفسه، أعلن الرئيس الروسي أن تركيا ستدفع 25% من قيمة إمدادات الغاز التي ستصلها بالروبل، في حين إن الاتفاق الرسمي سيدخل حيز التنفيذ قريبًا، وفق ما نقلت عنه صحيفة "ديلي صباح" التركية.
المجر
قادت المجر تيارًا معارضًا لفرض عقوبات على النفط والغاز الروسيين، منذ بداية الأزمة العسكرية في أوكرانيا، لا سيما أنها كانت قد وقّعت في العام الماضي (2021) اتفاقًا طويل الأجل مع موسكو، تشحن شركة غازبروم بموجبه إلى المجر 4.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.
وفي مايو/أيار الماضي (2022)، أعلنت المجر أنها مستعدة لدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، في توقيت كانت المفوضية الأوروبية تسعى فيه لتكوين جبهة موحّدة ترفض مطالبة روسيا دولها بالدفع بعملتها المحلية.
وأعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في مايو/أيار أن بلاده ستدفع ثمن الغاز الروسي بعملة الروبل إذا طلبت موسكو ذلك، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وظل أوربان على موقفه الداعم للإمدادات الروسية، إذ هاجم في أغسطس/آب الماضي نظام العقوبات الذي يحاول الاتحاد الأوروبي فرضه على موسكو، قائلًا، إن أزمة الطاقة الطاحنة التي تشهدها القارة العجوز تُعدّ دليلًا على فشل نظام العقوبات.
ميانمار
تعدّ ميانمار أحدث الدول المنضمة إلى قطار الدفع بالروبل مقابل النفط والغاز الروسيين، وهو الاتفاق الذي جرى بين قيادات البلدين في اجتماع عُقِدَ سابقًا في شهر سبتمبر/أيلول الجاري (2022)، وأُعلِنَت نتائجه مؤخرًا.
وأعلنت المتحدث باسم مجلس إدارة الدولة في ميانمار، اللواء زاو مين تون، إن رئيس الحكومة العسكرية مين أونغ هلاينغ، ناقش مع الرئيس فلاديمير بوتين إمكان استخدام عملات الروبل الروسي واليوان الصيني والروبية الهندية لشراء إمدادات الطاقة، بدلًا من الدولار الأميركي.
اقرأ أيضًا..
- النفط الإيراني يتدفق قريبًا إلى الصين بأسعار مغرية.. هل ينافس روسيا؟
- أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا تستأنف نشاطها في أستراليا
- محطة أمين للطاقة الشمسية في سلطنة عمان تحقق إنجازًا عالميًا
- هل ما زال شحن السيارات الكهربائية أرخص رغم أزمة الطاقة؟.. تقرير يجيب