الوقود الروسي يتدفق إلى آسيا والشرق الأوسط عبر 4 حيل
للهروب من العقوبات الغربية
أمل نبيل
من المُرجّح أن تستقبل أسواق آسيا والشرق الأوسط مزيدًا من الوقود الروسي خلال الأشهر المقبلة مع تشديد العقوبات الأوروبية على موسكو لشنها هجومًا غير مبرر على كييف.
وتستحوذ المنطقتان على النصيب الأكبر من كعكة الصادرات الروسية منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، بحسب معلومات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي معظم واردات الخام الروسي بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، يليه حظر على المنتجات النفطية بدءًا من فبراير/شباط (2023)، ما يزيد الضغط على موسكو لإعادة توجيه المزيد من إنتاجها النفطي إلى وجهات أخرى، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية.
آسيا تستحوذ على نصيب الأسد
استحوذت الهند والصين على 2.7 مليون برميل يوميًا من الخام ومنتجات الوقود الروسية الشهر الماضي، وهو أعلى مما كانت عليه قبل عام بنسبة 54%، وفقًا لبيانات مورغان ستانلي.
وسجّل إنفاق الصين على منتجات الطاقة الروسية رقمًا قياسيًا بلغ 8.3 مليار دولار في أغسطس/آب (2022).
وخلال المدة من مارس/آذار حتى نهاية يوليو/تموز الماضي (2022)، بلغت قيمة واردات الصين من (النفط الخام، والمنتجات النفطية، والغاز، والفحم) من روسيا 35 مليار دولار، بزيادة 15 مليار دولار عن مشتريات المدة ذاتها من العام الماضي (2021) المقدَّرة بـ20 مليار دولار.
وعزّزت الدول الصغيرة وارداتها من النفط الروسي إلى 926 ألف برميل يوميًا من 561 ألف برميل، وبينما اعترف المشترون في بعض الدول مثل ميانمار أو سريلانكا باستقبال شحنات روسية في أثناء الحرب، كان البعض الآخر أكثر حذرًا.
وقال رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكرميسينغ -في تصريحات له في 11 يونيو/حزيران (2022)-، إن بلاده قد تضطر إلى شراء المزيد من النفط من موسكو.
وقد يؤثّر ارتفاع تدفقات النفط الروسي سلبًا في الأسعار ويقوّض الهوامش الربحية لمصافي التكرير.
وتمارس دول مجموعة الـ7 -وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي ضغوطًا حاليًا، لوضع حدّ أقصى لسعر النفط الروسي.
ويرصد الرسم البياني الآتي -من وحدة أبحاث الطاقة- قيمة صادرات روسيا من الوقود الأحفوري منذ الهجوم على أوكرانيا
حيل الوقود الروسي للهروب من العقوبات الغربية
استخدم البائعون الروس مجموعة متنوعة من الخطط التكتيكية لزيادة الصادرات إلى الأسواق الحالية، وإيجاد منافذ جديدة، بما في ذلك إعادة التصدير ونقل الوقود الروسي من سفينة إلى أخرى.
وترصد "منصّة الطاقة المتخصصة" بعض الحيل التي تتدفق بها المنتجات النفطية الروسية إلى الأسواق العالمية هربًا من العقوبات الأميركية والأوروبية:
-
إعادة تسمية الشحنات
شَقت المنتجات الروسية مثل زيت الوقود طريقها إلى آسيا عبر مراكز التوزيع الرئيسة في المنطقة، وتحتوي هذه الأماكن عادة على أراضٍ كبيرة أو مرافق تخزين عائمة، إذ يمكن مزج الوقود الروسي مع المنتجات الأخرى قبل إعادة نسبها إلى منشأ جديد وشحنها مرة أخرى.
وتظهر بيانات تتبع السفن من "فورتيكسا ليمتيد" زيادة كبيرة في شحنات زيت الوقود الروسي إلى دول الشرق الأوسط وآسيا.
وقفزت الشحنات المتجهة إلى ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة بنحو 5 أضعاف خلال شهر أغسطس/آب الماضي (2022)، مقارنة بالعام السابق (2021)، في حين ارتفعت الشحنات إلى سنغافورة بنسبة 25%.
وشهدت الشحنات إلى مصر والصين والمملكة العربية السعودية وماليزيا ارتفاعًا حادًا.
-
النقل من سفينة إلى أخرى
مع اقتراب فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، قد يلجأ بعض المشترين إلى زيادة عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، في طريقة شائعة، إذ تحمِّل السفينة الأولى شحنة من روسيا ثم تفرغّها إلى ناقلة أخرى تُبحر إلى الوجهة النهائية.
وقالت كبيرة محللي السوق الآسيوية في فورتيكسا، سيرينا هوانغ، إن ما بين 20 و23% من النافثا والديزل وزيت الوقود الروسي الذي حُمّل من مواني غرب روسيا إلى المشترين في المدة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب (2022) نُقل بهذه الطريقة.
وعلى سبيل المثال، حمّلت الناقلة متوسطة المدى "سي برايد" زيت الوقود عالي الكبريت من ميناء توابسي الروسي في نهاية أغسطس/آب (2022)، ثم نُقل إلى سفينة "كريتي برييز" في كالاماتا باليونان، لنقله إلى وجهته النهائية في الصين.
-
الدول الناشئة
مع تجنُّب العديد من دول الاتحاد الأوروبي للمنتجات الروسية واقتراب حظر النفط الخام، ستصبح موسكو أكثر حدة في البحث عن وجهات بديلة لخامها الأسود، ومن المحتمل أن تستهدف أسواقًا مثل سريلانكا وباكستان وميانمار وإندونيسيا.
وتكافح بعض هذه الدول لدفع ثمن واردات الوقود باهظ التكلفة، ما يجعل من الصعب مقاومة إغراء الشحنات الروسية الأرخص ثمنًا.
وفي إندونيسيا -أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا- جرت محادثات هذا الشهر بين شركة النفط الحكومية "بيرتامينا"، وروسيا بشأن إمكان زيادة التدفقات.
وقالت السفيرة الروسية لدى إندونيسيا ليودميلا فوروبييفا، في أوائل سبتمبر/أيلول (2022): "النية موجودة، وجارٍ دراسة التفاصيل".
وتخطّط شركة بيرتامينا لمعالجة النفط الروسي في مصفاة بالونغان، التي جُدّدت لتكون أكثر مرونة وتستخدم أي نوع من النفط الخام.
-
التخزين في البحر
بينما من المقرر أن يزداد تدفق الوقود الروسي، هناك احتمال ألا تتمكن آسيا من استيعاب كل الفائض بصورة كاملة، ما يُسهم في انخفاض الأسعار وزيادة الأحجام المخّزنة في البحر، خاصة أن تباطؤ النمو الاقتصادي قد يُضعف الطلب.
وتعاني الأسواق المحلية للنافثا وزيت الوقود عالي الكبريت كثافة المعروض، الذي يرجع جزئيًا إلى تدفق المنتجات الروسية، ما يخلق لدى البائعين حافزًا لتخزين الوقود للبيع لاحقًا.
وتضخم حجم النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية المخّزنة في البحر في جميع أنحاء العالم إلى 5.67 مليون برميل بدءًا من 11 سبتمبر/أيلول (2022)، مقابل 2.9 مليون برميل في بداية العام الجاري، وفقًا لبيانات كبلر.
وقال رئيس تحليلات وبحوث السلع الأساسية في إس بي غلوبال، راهول كابور: "نتوقع زيادة مستمرة في منتجات الوقود الروسي المتراكمة في مياه البحر".
موضوعات متعلقة..
- دعوة بريطانية إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مواجهة نقص إمدادات الوقود الروسي
- السعودية تستعد للصيف بمضاعفة وارداتها من زيت الوقود الروسي
- صادرات زيت الوقود الروسي إلى الإمارات تتجه لتسجيل قفزة كبيرة
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السوداني يدعو الإمارات والكويت للاستثمار في المصادر المتجددة والنفط
- أول قطار يعمل بالهيدروجين في العالم يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا (فيديو)
- إنتاج النفط والغاز في سلطنة عمان يسجل قفزة كبيرة خلال أغسطس