هل يرتبط التغير المناخي بالإرهاب والفقر والجريمة العالمية؟ (تقرير)
أحمد بدر
قالت الخبيرة في شؤون المناخ والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي، إن التغير المناخي يمكن أن يؤثر في توسعة رقعة الفقر، وانتشار الإرهاب، والنزوح والهجرة، وغيرها من الكوارث.
وأضافت القرشي -في حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة" على موقع تويتر، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن مصطلح الهجرة المناخية يشير إلى أعمال الهجرة والنزوح الناتجة عن حالة الفقر التي تفرضها ظواهر المناخ في مكان ما.
وأوضحت أن التغير المناخي يتسبّب في نزوح أعداد كبيرة جدًا من الناس إلى مناطق أفضل يمكنهم أن يشعروا بالأمان فيها، بل إن بعضهم لا يستطيعون الذهاب إلى أماكن غنية مثل أوروبا، ولكنهم يتحركون، لأن ذلك يجنّبهم أزمات حياتية كبيرة.
وأشارت إلى أن بعض النازحين هربًا من الأزمات المناخية يذهبون إلى دول أكثر فقرًا، وبالتالي يزيدون الأعباء على الدول التي يتجهون إليها دون أن يتمكنوا من تحسين حياتهم فيها، لأنها أيضًا تعاني.
التغير المناخي والأمن القومي
كشفت خبيرة شؤون المناخ الدكتور عائشة القرشي عن أن هناك ارتباطًا بين التغير المناخي والأمن الدولي، إذ إن كثيرًا من الدول تخاف من هجرة أو نزوح أبناء الدول المعرضة للأزمات المناخية إليها.
وأضافت: "عندما نتكلم عن الأمن القومي، من المهم أن نعرف أن هناك أمورًا كثيرة تتسبب في تهديد أمن الدول، لأن الأزمات المناخية من المتوقع أن تؤثر في جميع الدول، لذلك طالبت دولة مثل أيرلندا مؤخرًا بإحالة ملف التغير المناخي إلى مجلس الأمن، لأن كل الدول لم تعد آمنة".
وأوضحت الدكتورة عائشة القرشي أن اللجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، كشفت بدورها عن أن التغيرات الأخيرة في النظام المناخي غير مسبوقة، وأن كوكب الأرض يتجه نحو احترار كارثي، بنحو 2.7 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأشارت إلى أن الاتفاقية الحالية تطالب بألا تتعدى درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية زيادة بحلول عام 2030، مع ضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول العام نفسه، للوصول إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
الأمن الغذائي والموارد والمناخ
قالت خبيرة شؤون المناخ والحماية من الفيضانات الدكتورة عائشة القرشي، إن التغير المناخي أصبح ينذر بمخاطر تدهور في البيئة، بالإضافة إلى تأثيره في الأمن الغذائي وأمن الطاقة، بجانب تأثيره القوي في الهوية الوطنية للدول.
وأكدت أن تغير المناخ يؤدي -أيضًا- إلى الفقر، الذي يؤدي بدوره في الدول الفقيرة إلى حالة من التطرف والصراعات، ومن ثم فإن المشكلة المناخية تحولت إلى أزمة أمنية تحتاج إلى حلول سياسية بجانب الحلول العلمية.
ولفتت إلى أن دراسة -وضعها المجلس الاستشاري الألماني المعني بالتغير العالمي للمناخ- حددت 4 مسارات تربط التغير المناخي بالصراعات، وهي:
- تدهور موارد المياه العذبة.
- انعدام الأمن الغذائي.
- زيادة وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها.
- زيادة أنماط الهجرة أو تغييرها.
وأوضحت أن أحد العلماء صمّم نموذجًا لفهم العلاقة بين التغير المناخي والموارد الطبيعية والأمن الإنساني والتداعيات المجتمعية، قال فيها إن الظواهر المناخية من انبعاثات وارتفاع درجة حرارة وذوبان جليد وغيرها تشكّل ضغطًا على الموارد الطبيعية من تربة مياه ونظم بيئية، وكذلك الغابات التي أصبحت تحترق بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأضافت أن هذه المشكلات تهدّد احتياجات الأمن الإنساني، من مياه وطعام وطاقة وصحة، يالإضافة إلى وسائل النقل والتعليم والحياة، فالمجتمع ككل سيتأثر بالتغير المناخي، لأن كل الأمور هنا مرتبطة مع بعضها بعضًا.
تغير المناخ والاضطرابات والإرهاب
قالت خبيرة شؤون المناخ، الدكتورة عائشة القرشي: عندما يتأثر جانب من حياة الإنسان تتأثر مناحي أخرى، فعندما يكون هناك فقر وانعدام للأمن الغذائي والمائي، وتكون الدولة غير مستقرة وحكومتها غير قادرة على إيجاد حلول؛ تحدث مظاهرات وأعمال شغب وربما حروب، وتكثر الهجرة ويزداد الفقر.
وأوضحت أنه عندما ضربت الفيضانات ثلثي أراضي دولة باكستان فقد كثيرون بيوتهم وأعمالهم، لذلك فإن من يقررون الهجرة والانتقال إلى مناطق أخرى، فإنهم سيظلون فقراء، لأنهم في الأساس خسروا كل شيء.
وأضافت: "عند وجود الفقر ترتفع نسب الجريمة، وقد تحدث اضطرابات مدنية وتمرد، وأحيانًا تحدث انقلابات في الدول غير المستقرة سياسيًا، والانقلاب في الغالب لا يأتي بأنظمة أكثر استقرارًا، لأن الموارد في الأصل شحيحة، ولا توجد حلول فورية للأزمات التي أشعلت الأمور منذ البداية.
وكشفت الخبيرة في مجال الحماية من الفيضانات عن أن المنظمات الإرهابية بدورها تنتعش في الدول التي تكثر فيها الاضطرابات والصراعات على المياه والأزمات البيئية وغيرها، لأن كل هذه الأمور ترتبط ببعضها.
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطة طاقة رياح في الشرق الأوسط.. جبل الزيت في مصر (إنفوغرافيك)
- هل يخفّف توليد الكهرباء محليًا من أزمة الطاقة هذا الشتاء؟ (تقرير)
- تحالف أوبك+ لا يريد أسعار النفط أقل من 90 دولارًا (مقال)
- صادرات الغاز الروسي لإسبانيا ترتفع 100% مع تراجع الواردات الجزائرية