شهد مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري تطورات مهمة، من خلال توقيع مذكرة تفاهم لتفعيل المشروع مع الدول التي سيعبرها خط الغاز العملاق الذي يُعَد الأطول في العالم.
إذ وقّعت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربية أمينة بنخضرة، والمدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كياري، ورئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "سدياو" عمر عليو توراي، اليوم الخميس 15 سبتمبر/أيلول (2022)، مذكرة تفاهم حول أنبوب الغاز.
يأتي توقيع مذكرة التفاهم لتأكيد التزام المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وجميع الدول التي سيعبرها أنبوب الغار النيجيري المغربي (13 دولة) بالإسهام في تفعيل المشروع الحيوي.
الغاز النيجيري والمغرب
من المتوقع أن يوفّر المشروع -بمجرد اكتماله- الغاز لجميع دول غرب أفريقيا، وسيشكل محور عبور جديدًا للتصدير إلى أوروبا.
وتلتزم الدول الموقعة بتوفير نحو 3 مليارات قدم مكعبة من الغاز لدول غرب أفريقيا عبر المملكة المغربية، ومن ثم إلى أوروبا، إذ سيقطع أنبوب الغاز المغربي النيجيري كلًا من نيجيريا، انطلاقًا من جزيرة براس، وبنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، ثم المغرب.
وكان المغرب ونيجيريا قد أعلنا المشروع عام 2016 الذي يهدف إلى ربط آبار الغاز الطبيعي في نيجيريا بالمغرب عبر دول عدة، وفي 2018، دخل المشروع مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي.
تحسين ظروف المعيشة
في هذا الإطار، قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بن خضرة، إن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري سيُسهم في تحسين مستوى معيشة سكان غرب أفريقيا، وتكامل اقتصادات المنطقة، بالإضافة إلى تخفيف حدة التصحر بفضل التزويد المستدام والموثوق بالغاز.
وأضافت -في كلمتها في حقل توقيع مذكرة التفاهم- أنه ستكون للمشروع فوائد اقتصادية كبيرة على المنطقة، من خلال تسخير الطاقة النظيفة التي تفي بالتزامات القارة لحماية البيئة، إذ سيمنح المشروع دول غرب أفريقيا بعدًا اقتصاديًا وسياسيًا وإستراتيجيًا جديدًا، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت أن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري سيُسهم في ظهور منطقة شمال غرب أفريقيا المتكاملة، وتسريع وصول سكانها إلى الطاقة، وتسريع عملية الكهربة.
وقالت بنخضرة، إن خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري يهدف إلى إنشاء سوق كهرباء إقليمية تنافسية، واستغلال الطاقة النظيفة، والإسهام في التنمية الصناعية والاقتصادية لجميع البلدان التي يعبرها خط الغاز الإستراتيجي.
وشددت المسؤولة على أن أنبوب الغاز لا يربط بين المغرب ونيجيريا فقط، وإنما يهم جميع دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، موضحة أن المشروع سيضمن الأمن الطاقي لأكثر من 400 مليون شخص.
صادرات الغاز النيجيري
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كولو كياري، إن أبوجا تدعم خط الأنابيب مع الرباط، وستعمل على تنفيذه وفقًا لرؤية قيادة البلدين.
وتراهن أبوجا على مشروعات أنابيب الغاز المشتركة، من أجل استهداف الأسواق العابرة للصحراء والأسواق الأوروبية.
وتُعَدّ نيجيريا واحدة من أكبر 10 دول في العالم من حيث موارد الغاز، بما يزيد على 600 تريليون قدم مكعبة.
وشدد كولو كياري على أن مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري سيوفر رؤية خاصة للأمن الطاقي في بلادنا وأفريقيا، كما سيوفر للشعوب الأفريقية مزيدًا من الفرص لتحقيق الرفاهية والعيش الكريم.
تأمين مصادر الطاقة
من جانبه، قال مفوض البنية التحتية والطاقة والرقمنة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا سيديكو دوكا، إن مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي واعد وإستراتيجي للشعوب الأفريقية.
وأضاف أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا احتضنت العديد من الاجتماعات، من أجل دراسة كل الإجراءات المرتبطة بالمشروع.
وأكد أن الموارد الطاقية يجب أن تستفيد منها الدول الأفريقية، خاصة في ظل المتغيرات الدولية التي أظهرت حاجة الدول إلى مصادر الطاقة والغاز.
ومن المتوقع أن يبلغ طول خط أنبوب الغاز المغربي النيجيري 5 آلاف و660 كيلومترًا، إذ سيُنفّذ على طول ساحل غرب أفريقيا، انطلاقًا من نيجيريا وصولًا إلى المغرب، ومن ثم ربطه بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.
موضوعات متعلقة..
- مسؤولة: أنبوب الغاز المغربي النيجيري أمل دول غرب أفريقيا لتحقيق أمن الطاقة
- هل ينجح خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب في تعويض إمدادات أوروبا من روسيا؟
اقرأ أيضًا..
- عاجل.. المغرب يتفاوض على صفقة غاز مسال تغطي 10 سنوات (حوار - فيديو)
- الغاز الجزائري يضمن تدفئة إيطاليا في الشتاء.. ومفاوضات مع مصر و3 دول
- الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر في طريقهما لتشغيل مصانع المعادن الأفريقية