مشروعات الربط الكهربائي تُنقذ دول شرق أوروبا من أزمة الإمدادات الروسية (تقرير)
مشروعات جورجيا-رومانيا واليونان مع مصر والسعودية ضمن النماذج
هبة مصطفى
تعزز مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا تنوّع الإمدادات في القارة العجوز بمحاولة للخروج من عنق الزجاجة وأزمة الطاقة المتوقعة في ظل غياب الغاز الروسي.
ويعدّ مشروع الربط ووصلة البحر الأسود أبرز تلك المشروعات بمشاركة جورجيا ورومانيا، في حين تدرس دول أخرى الانضمام إليهما، ومن جانب آخر، انطلقت اليونان نحو قبرص ومصر، وتدرس الربط مع السعودية أيضًا، وفق ما نشرته صحيفة بلقان غرين إنرجي نيوز (Balkan Green Energy News).
وتأتي توسعات مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا في حين تسعى الدول الأوروبية لتوفير إمدادات بديلة للغاز الروسي، تزامنًا مع مرحلة حرجة تمرّ بها أسواق الطاقة، وسط استعداد لفصل الشتاء وزيادة الطلب على الكهرباء والتدفئة، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
مشروع جورجيا-رومانيا
تعتزم جورجيا ورومانيا اتخاذ خطوة مهمة تضيف إلى مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا المزيد من المرونة والتدفقات، إذ تكتسب تلك الوصلات أهمية إضافية بنقلها كهرباء نظيفة مولّدة عبر مصادر الطاقة المتجددة.
وأعلنت جورجيا أنها بصدد إجراء دراسة جدوى لمشروع ربط كهربائي بحري مع رومانيا تصل تكلفته إلى ملياري يورو (2.02 مليار دولار)، واستعانت تبليسي بخبرات شركة "سي إيه إس آي" الإيطالية لخدمات واستشارات الطاقة والكهرباء لاختبار جدوى المشروع.
ويُخطَّط للانتهاء من دراسة الجدوى نهاية العام المقبل، (2023) بعدما قدم البنك الدولي 2.5 مليون يورو إلى جورجيا لإتمام الدراسة.
وقال مشغّل نظام نقل الكهرباء في جورجيا "جي إس إي"، إنه بصدد التعاون مع مشغّل نظام النقل الروماني "ترانس إليكتريكا" لإتمام دراسة الجدوى، والمضي قدمًا في واحد من الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا بالبحر الأسود.
أوروبا ومشروع البحر الأسود
تعوّل الشبكة الأوروبية لمشغّلي أنظمة نقل الكهرباء "إي إن تي إس أو-إي" على مشروع وصلة الربط الكهربائي المرتقب بين جورجيا ورومانيا (المعروفة باسم وصلة البحر الأسود) -ضمن مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا-، وقدرت دخولها حيز التشغيل نهاية عام 2029.
ويربط الخط البحري بين محطتي "أناكليا" الواقعة في جورجيا ومحطة "كونستانتا" في رومانيا بجهد 500 كيلوفولت، ويصل طوله إلى 1.100 كيلومتر، بطاقة 1 غيغاواط.
وأبدت المجر الواقعة وسط القارة العجوز عزمها الانضمام لمشروع الربط الكهربائي، ووصلة البحر الأسود المرتقبة، التي تعدّ حتى الآن أبرز مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا.
وأعلنت أذربيجان الواقعة بين شرق أوروبا وآسيا الغربية أنها قد تلجأ إلى مشروعات الكهربائي لتصدير كهربائها الخضراء.
وكانت رومانيا قد خاضت تجربة سابقة مشابهة مع تركيا، وأعلنت إطلاق خط نقل بحري قبل نحو 20 عامًا، غير أن المشروع ما زال مجمدًا حتى الآن.
توسعات يونانية وتعاون سعودي
لم تقتصر مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا على وصلة البحر الأسود بين رومانيا وجورجيا فقط، إذ تتوسع اليونان أيضًا بمشروعات عدّة خارج حدود القارة العجوز.
وتناقش اليونان والسعودية في الآونة الحالية إمكان مدّ وصلات بحرية بالبحر المتوسط لنقل الكهرباء، وتوازت مباحثات أثينا والرياض مع خطط قائمة لأحد مشروعات الربط الكهربائي في شرق أوروبا مع قبرص وإسرائيل.
وتواصل الحكومة اليونانية أحد مشروعاتها قيد التنفيذ للربط الكهربائي مع قبرص وإسرائيل ومصر، بجانب مشروع إضافي بالتعاون مع إيطاليا.
وأوضح وزير البيئة والطاقة كوستاس سكريكاس أن الغزو الروسي لأوكرانيا يُكسب مشروع اليونان للربط الكهربائي مع مصر أهمية إضافية في ظل أزمة الطاقة العالمية، مشيرًا إلى خفض اعتماد أثينا على واردات الوقود الأحفوري.
وبجانب ذلك، قال سكريكاس، إن مشروع الربط الكهربائي المرتقب في أثينا، بالتعاون مع القاهرة، يدعم دورها الجيوسياسي في ظل تحوّلها إلى مركز ينقل الطاقة الخضراء، وفق ما نقلته عنه صحيفة "إي كاثيماريني" المحلية سابقًا.
أهداف الربط الكهربائي
بالخروج إلى دائرة أوسع نطاقًا من مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا، شددت المفوضية الأوروبية على ضرورة تطوير الربط العابر للحدود بين دول القارة، بما يسمح بتعزيز أمن الإمدادات وتزويد الأسواق بمصادر طاقة متجددة.
وأكدت المفوضية أن الربط الكهربائي بين الدول الأوروبية يوفر مبدأ التضامن بين الدول المتجاورة، وييسر عمليات استيراد الكهرباء في حالات الظروف الجوية المتقلبة.
ويعكس التصميم التالي رغبة الدول الأوروبية في التوسع بمشروعات الربط الكهربائي مع مصر الواقعة في القارة الأفريقية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن وصلات الربط بمثابة "بنية تحتية" لعمليات بيع وشراء إمدادات الكهرباء، وضروري لأمن الإمدادات، بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني للمفوضية، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويخطط الاتحاد الأوروبي لتعزيز الربط الكهربائي بنسبة 15% حدًّا أدنى بحلول نهاية العقد (2030)، وأكدت 16 دولة عضوًا بالاتحاد أنها تسير وفق تلك الخطط المستهدفة.
ومن جانب آخر، يجري تعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة -المنفصلة عنه قبل سنوات- في امتداد لخطط مشروعات الربط الكهربائي لدول شرق أوروبا، لتشمل دول القارة بأسرها.
وقالت شركة "ناشيونال غريد" لخدمات الكهرباء والغاز في بريطانيا، إن الربط الكهربائي بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يسهم في دعم أهداف الاستدامة في ظل التقارب الزمني لتحقيق مستهدفات الحياد الكربوني بين الطرفين، بحسب ما نُشر في موقعها الإلكتروني.
وأوضحت أن بحر الشمال قد يكون مصدرًا لما يقرب من 220 غيغاواط من الرياح البحرية، وهو إنتاج كافٍ لتلبية الطلب في شمال غرب أوروبا.
اقرأ أيضًا..
- تحليل أسعار النفط وهل تواصل الارتفاع حتى نهاية 2022؟
- صادرات الغاز الروسي لإسبانيا ترتفع 100% مع تراجع الواردات الجزائرية
- أكبر مشروع للغاز الحامض في العالم.. أدنوك وإيني تناقشان تسريع حقل غشا الإماراتي
- حقل مفرق في سلطنة عمان يشهد بدء حفر أولى الآبار الاستكشافية