خبراء: مشروع نيوم يقدم للعالم حلًا فريدًا لتحلية المياه والحفاظ على البيئة
الطاقة
تسعى السعودية إلى تطبيق أحدث تقنيات تحلية المياه، من خلال تنفيذ مشروع مبتكر بمدينة نيوم في إطار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى الاعتماد على التكنولوجيا بما يحقق النمو الاقتصادي والاجتماعي ويحافظ على البيئة.
وفي هذا الإطار، استضاف مؤتمر مستقبل تحلية المياه الدولي في الرياض اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول (2022) جلسة عامة حول الابتكار وريادة الأعمال؛ لمناقشة النمو المتصاعد لتقنيات تحلية المياه والآفاق المستقبلية للابتكار في هذه الصناعة.
ترأّس الجلسة -التي تضمنت نقاشًا متخصصًا بين بعض الأساتذة الجامعيين العالميين وقادة الابتكار في صناعة تحلية المياه- الرئيس التنفيذي لشركة إينوا بمدينة نيوم بيتر تيريوم.
شارك في الجلسة نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست) لشؤون الابتكار كيفن كولين، وأستاذ الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كمال يوسف التومي، ويورام كوهين من جامعة كاليفورنيا.
وأكد المشاركون الحاجة إلى تغيير جذري بكيفية تسريع وتيرة الابتكار في تحلية المياه من أجل دفع عجلة التطور السريع لهذه الصناعة.
مشروع نيوم لتحلية المياه
وصف المشاركون مدينة نيوم بأنها "بداية نظيفة وبيئة خصبة لابتكارات تحلية المياه"، مشيرين إلى أنها "أرض المستقبل المدعومة بالأفكار، وهي موجودة لتتخطى الحدود، كما أنها عالم مُلهم يستضيف أفضل العقول العظيمة والمواهب".
ووقّعت شركة إينووا للطاقة والمياه والهيدروجين، إحدى الأذرع التابعة لنيوم، خلال شهر يونيو/تموز الماضي، مذكرة تفاهم بموجبها ستُنشَأ أول محطة لتحلية المياه بالطاقة المتجددة في السعودية، ضمن خطط المملكة للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.
وقال المشاركون في جلسة العمل، إن البيئة المحيطة بمدينة نيوم تُمثّل تحديًا كبيرًا يتمثل في الطبيعة البيئية الهشة للبحر الأحمر، مشددين على ضرورة التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها، وأهمية تطوير طُرق جديدة لمنع التدهور البيئي.
حل عالمي فريد
أكد المشاركون أن الحلول يمكن تقديمها لاحقًا للعالم بمجرد تحقيقها في نيوم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
المحطة التي من المقرر أن تبدأ الإنتاج في عام 2024، ستعمل على إنشاء إمدادات مياه مستدامة ووفيرة للسكان وقطاع الأعمال في نيوم، باستخدام تقنيات عالية ودقيقة تضمن فصل جميع الرواسب والأملاح للحصول على أعلى درجة نقاء للمياه.
وتستهدف نيوم الوصول إلى مرحلة التصريف الصفري للمخلفات الناتجة عن عملية التحلية، من خلال إعادة استثمار المخلفات الناتجة عن عملية الفصل لإنتاج كميات كبيرة من المواد الصناعية القيمة التي يمكن استخدامها محليًا أو تصديرها.
أوضح المشاركون أن هدفهم من مشروع تحلية المياه في نيوم التخلص تمامًا من رجيع المحلول الملحي الذي يعود إلى مياه البحر.
وأشاروا إلى أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو حلّ لغز المحلول الملحي وكيفية الاستفادة منه للإسهام بشكل أكبر في خفض تكاليف تحلية المياه.
تحقيق الأرباح من الابتكارات
تضمنت جلسة الابتكار وريادة الأعمال بعض المناقشات القيّمة حول كيفية تسخير الابتكارات لتحقيق الأرباح من خلال ريادة الأعمال.
وأوضحوا أن الأفكار الأكثر تألقًا تأتي دائمًا من البحث العميق عن الموارد الأكثر قيمة، مؤكدين أن الأفكار هي الطريقة الأمثل لإنشاء نظام بيئي جديد، ولهذا السبب تظهر الحاجة إلى رعاية الأفكار ودعمها وتطويرها.
وأفاد الخبراء أن التعاون هو السبيل الوحيد لطرح أفكار جديدة على الطاولة، قائلين: "لقد قمنا بتدريب الآلاف من الأشخاص، وتعاونّا مع العديد من الشركات لتطوير نظام اقتصادي لتحلية المياه".
وأشاروا إلى أن التطورات التقنية الناشئة لها تأثير إيجابي في الابتكار، "وإذا فكرنا في الأمر؛ لدينا جميعًا هواتف محمولة وسيارات، والنظام يحدد كل شيء من حولنا، لماذا لا نفعل الشيء نفسه لتحلية المياه؟".
ابتكارات تحلية المياه
بيّن الخبراء أهمية التعاون بين القطاع الخاص والجامعات، الذي أسهم بتعزيز الاستثمار وإنتاج الابتكارات في مجال تحلية المياه.
وأبرزت المناقشة أهمية وجود نظام سليم لإدارة عملية تحلية المياه بأكملها، إذ أشاروا إلى أن لوائح تحلية المياه تحتاج إلى تحديث في جميع أنحاء العالم؛ لتكون عاملًا مساعدًا ومحفزًا لتطوير الشركات وتحقيق نتائج إيجابية للصناعة.
ولفت الخبراء إلى أن الخبرات السابقة هي العامل الرئيس في وضع الخطط المستقبلية وإيجاد حلول جديدة لتحلية المياه.
موضوعات متعلقة..
- أكوا باور السعودية تستخدم تقنية فريدة من نوعها وموفرة في تحلية المياه
- أول محطة لتحلية المياه بالطاقة المتجددة في السعودية تحتضنها "نيوم"
اقرأ أيضًا..
- العراق يعتزم بدء أولى عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الخليج العربي
- صادرات الغاز الروسي لإسبانيا ترتفع 100% مع تراجع الواردات الجزائرية