صادرات الغاز الروسي لإسبانيا ترتفع 100% مع تراجع الواردات الجزائرية
الطاقة
زادت واردات إسبانيا من الغاز الروسي مؤخرًا، على الرغم من توجه العديد من دول أوروبا للتقليل من واردات الطاقة من موسكو ردًا على غزوها لأوكرانيا.
ولم تجد إسبانيا بديلًا عن الوقود الروسي، في ظل تصاعد التوترات السياسية مع الجزائر، التي يربطها بها خط رئيس لتصدير الغاز، في ظل موقف مدريد من قضية الصحراء الكبرى.
وارتفع حجم الغاز الروسي، الذي اشترته إسبانيا في أغسطس/آب، بنسبة 102.2% على أساس سنوي، وفقًا للبيانات التي نشرتها شركة الطاقة الإسبانية إيناغاز، اليوم الإثنين 12 سبتمبر/أيلول (2022).
الغاز الروسي إلى إسبانيا
اشترت إسبانيا نحو 4505 غيغاواط/ساعة من غاز روسيا في أغسطس/آب مقارنة بـ2228 غيغاواط/ساعة في المدة نفسها من عام 2021، وفقًا لإيناغاز.
وعادةً ما تستخدم روسيا، خاصة شركة الغاز الحكومية "غازبروم"، وعدد من الدول الأوروبية وحدات القياس غيغاواط وتيراواط في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة غاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة غاز).
وبلغت حصة الغاز الروسي نحو 11.8% من إجمالي واردات إسبانيا في أغسطس/آب؛ ما جعلها خامس أكبر مورد لمدريد بعد الولايات المتحدة والجزائر ونيجيريا وفرنسا، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية.
واشترت إسبانيا نحو 32770 غيغاواط/ساعة من روسيا في 8 أشهر من عام 2022، بزيادة 22.88% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2021).
تصدير الغاز إلى المغرب
زادت التوترات بين الجزائر وإسبانيا خلال المدة الأخيرة، في ظل التقارب السياسي بين الرباط ومدريد، وتوقيع الأخيرة اتفاقًا لاستخدام خط أنابيب غاز المغرب العربي وأوروبا الذي كان يصدر الغاز الجزائري إلى أوروبا في الاتجاه العكسي.
وحافظت إسبانيا على شحنات مستمرة إلى المغرب، على الرغم من أنها توقفت عن تصدير الغاز إلى شمال أوروبا في أغسطس/آب.
ووفقًا لبيانات ذكرتها وكالة الأنباء الإسبانية، زوّدت مدريد المغرب بـ0.5 غيغاواط/ساعة (1.6 مليون قدم مكعّبة) يوميًا من الغاز الطبيعي في 1 أغسطس/آب، وزادت الشحنات إلى 1 غيغاواط/ساعة (3.2 مليون قدم مكعّبة) يوميًا في 2 أغسطس/آب.
وفي 5 أغسطس/آب، انتقلت إسبانيا مباشرةً إلى ذروة بلغت 31.5 غيغاواط/ساعة (100.8 مليون قدم مكعّبة) يوميًا.
وفي معظم الأيام الأخيرة، حافظت على تلك الصادرات بكميات كبيرة، مثل 18.7 غيغاواط/ساعة (59.84 مليون قدم مكعّبة) يوميًا التي سُلّمت في 15 أغسطس/آب، و11.4 غيغاواط/ساعة (36.48 مليون قدم مكعّبة) يوميًا في 19 أغسطس/آب.
صادرات الغاز الجزائري
شهدت واردات إسبانيا من الغاز الجزائري تراجعًا، خلال العام الجاري؛ إذ سجّلت في يوليو/تموز نحو 8.5 غيغاواط/ساعة (27.4 مليون قدم مكعّبة) في يوليو/تموز 2022، بسبب موقف البلاد الداعم للمغرب، انخفاضًا من 13.5 غيغاواط/ساعة (43.22 مليون قدم مكعّبة) في يوليو/تموز 2021.
وبلغ متوسط صادرات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب ميدغاز -وهو خط الأنابيب الوحيد حاليًا الذي يوصل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا- خلال العام الماضي نحو 22 مليون متر مكعب يوميًا.
وخلال شهر يونيو/حزيران، حلّت روسيا محل الجزائر، وأصبحت ثاني أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإسبانيا، بعد تراجع التدفقات القادمة من الجزائر وسط توتر دبلوماسي.
ووصلت واردات الغاز الروسي إلى إسبانيا في يونيو/حزيران إلى 8752 غيغاواط/ساعة؛ أي أكثر من الضعف مقارنةً بشهر مايو/أيار، وبما يعادل 24% من إجمالي طلب إسبانيا.
في المقابل تراجعت تدفقات الغاز الجزائري إلى 7763 غيغاواط/ساعة مقابل 9094 غيغاواط/ساعة في مايو/أيار، وهو ما يعادل نصف الكميات المسجلة في يونيو/حزيران 2021، وبما يمثّل 22% من الطلب، بينما تظل الولايات المتحدة أكبر مورّد بحصة 30%.
وترتبط الجزائر وإسبانيا بعقود حتى عام 2030، عبر أنبوب الغاز البحري "ميدغاز" الذي يربط ولاية وهران الجزائرية -400 كلم غرب الجزائر العاصمة- بألميريا الإسبانية.
وأكدت شركة النفط الجزائرية الحكومية سوناطراك التزامها بعقود توريد الغاز على الرغم من الخلافات السياسية؛ إذ تنص العقود على الأسعار والكميات المطالبة باحترامها على السواء، وهو ما يمنحها القوة القانونية، ويفرض الالتزام ببنودها، بغض النظر عن مستوى العلاقات السياسية.
موضوعات متعلقة..
- إسبانيا تفضّل تصدير الغاز إلى المغرب بدلًا من أوروبا.. وانتقادات لتجاهل الإمدادات الجزائرية
- استئناف ضخ الغاز الجزائري إلى إسبانيا بعد توقفه لمدة ساعتين (تحديث)
اقرأ أيضًا..
- هل يخفّف توليد الكهرباء محليًا من أزمة الطاقة هذا الشتاء؟ (تقرير)
- تحالف أوبك+ لا يريد أسعار النفط أقل من 90 دولارًا (مقال)