اقتربت واردات الهند من الغاز المسال من أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات في أغسطس/آب المنصرم، نتيجة شح الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار المستمر.
وبلغت واردات الهند من الغاز المسال في أغسطس/آب نحو 1.45 مليون طن، وهو أدنى مستوى منذ 2018 على الأقل، مقارنةً بـ1.84 مليون طن في يوليو/تموز، وفقًا لبيانات الشحن التي كشفت عنها "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".
وعزا المشترون الهنود عدم رغبتهم في شراء شحنات الغاز المسال الباهظة الثمن إلى عدم القدرة على نقل التكاليف إلى العملاء الصناعيين والسكنيين، فضلًا عن انخفاض أسعار الغاز المحلي بسبب سقوف الأسعار الحالية، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وكانت بيانات خلية التخطيط والتحليل النفطي للمدّة من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز قد أظهرت أن واردات الهند من الغاز المسال انخفضت بنسبة 7.9% على أساس سنوي إلى 9.97 مليار متر مكعب.
واردات الهند من الغاز المسال في 2022
يتوقع محلل الغاز المسال في "إس آند بي غلوبال"، أيوش أغاروال، انخفاض واردات الهند من الغاز المسال في عام 2022 بنسبة 13% مقارنةً بعام 2021، وأن يبلغ المتوسط أقل بقليل من 30 مليار متر مكعب سنويًا.
وأضاف: "بالنسبة إلى بقية العام، نتوقع أن يبلغ متوسط واردات الغاز المسال 81 مليون متر مكعب يوميًا، أي أقل بمقدار 4 ملايين متر مكعب يوميًا عن مستويات العام الماضي.. نعتقد أنه ما تزال هناك بعض المخاطر السلبية لتوقعاتنا الحالية".
وقال أغاروال: "لقد حدث تدمير الطلب في القطاعات الحساسة للسعر مثل الطاقة والتكرير، إذ يُمكن للمستخدمين التبديل بسهولة إلى أنواع وقود بديلة أرخص"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع: "ومع ذلك، بدأت هذه المستويات الممتدة من الأسعار المرتفعة التأثير في الطلب عبر القطاعات الصناعية الأخرى أيضًا، إذ يكون التبديل عملية تتطلب الكثير من التكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا".
جدير بالذكر أن واردات الهند من الغاز المسال تلبي ما يقرب من نصف طلبها السنوي من الوقود، كما تُعد نيودلهي ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
توقف عمليات الشراء الفورية
لم يحصل المشترون في الهند على معظم مناقصات الشراء الخاصة بهم للشحن الفوري في العام الجاري (2022)، ولم يجروا أي عملية شراء فورية منذ يوليو/تموز، وفقًا للمشاركين في الصناعة.
وكانت أحدث عطاءات الشراء الممنوحة من نصيب شركة غايل وشركة ولاية غوجارات للنفط، التي أُبرمت في أواخر يوليو/تموز للتسليم في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول على التوالي.
وقالت المصادر إن المناقصات الأخرى الوحيدة التي مُنحت لشركة غايل الشهر الماضي، كانت اتفاقات مقايضة لعقود التسليم على ظهر السفينة الأميركية الحالية مقابل شحنات سلمتها الهند.
نتيجةً لذلك، أدى ضعف الطلب الفوري إلى انخفاض كبير في واردات الهند من الغاز المسال.
ومع بقاء أسعار الغاز المسال في الهند أقل من 4 دولارات/مليون وحدة حرارية بريطانية من الأسعار التي سُلّمت في شمال شرق آسيا وأوروبا، يدفع الموردون بأحجام فورية إلى وجهات حيث يرغب المشترون في دفع علاوة سعرية.
ويوضح الرسم البياني التالي صافي صادرات الغاز المسال إلى آسيا وأوروبا، أعدته وحدة أبحاث الطاقة، استنادًا إلى شركتي أكسنتشر ورفينيتيف:
خيارات بديلة لتلبية الطلب
أوضح محلل الغاز المسال في "إس آند بي غلوبال"، أيوش أغاروال، أن "الشركات لديها العديد من الخيارات بخلاف تقنين أو تحسين إمداداتها الحالية محددة الأجل لتلبية الطلب.. كما تستفيد غايل من عقودها الأميركية لتلبية الطلب المحلي".
وفي هذا السياق، يتطلّع المشترون في الهند إلى توقيع عقود محددة الأجل لتلبية الطلب المتزايد وتقليل تعرضهم للسوق الفورية.
وفي أغسطس/آب، قالت شركة بترونيت -أكبر مستورد للغاز المسال في الهند- إنها تتفاوض مع قطر لتمديد صفقة الغاز المسال طويلة الأجل إلى ما بعد عام 2028، وشُكّل فريق عمل لدفع هذه المحادثات.
ويتعلق العقد الطويل الحالي مع قطر بإمدادات تصل إلى 8.5 مليون طن متري سنويًا.
وفي الوقت نفسه، خفّضت شركة غايل -أكبر موزع للغاز في الهند ومشغل لخطوط الأنابيب- الإمدادات على أساس "الاستلام أو الدفع" للصناعات المستخدمة.
* الاستلام أو الدفع هو نوع من الأحكام في عقد الشراء يضمن للبائع حدًا أدنى من السداد المتفق عليه، إذا لم يستكمل المشتري عمليات الشراء بالمبلغ المتفق عليه.
موضوعات متعلقة..
- غازبروم جيرمانيا تقطع إمدادات الغاز المسال عن الهند
- بترونت الهندية تستثمر 5 مليارات دولار في مشروعات الغاز المسال والبتروكيماويات
- ارتفاع أسعار الغاز يؤثر في أرباح شركات الطاقة الهندية والأداء المحلي
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تخفض أسعار النفط إلى آسيا في أكتوبر
- أميركا تمول مشروعًا لإنتاج الهيدروجين النظيف وتوليد الكهرباء من المفاعلات البحرية
- محطات الطاقة الشمسية المزوَّدة بالبطاريات الذكية تستعد لغزو الأسواق (تقرير)
- خطط تصنيع السيارات الكهربائية في أميركا تهدد مصير العمال (دراسة)