محطات الفحم الأميركية تلجأ إلى الغاز الطبيعي خوفًا من الإغلاق (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة
يطارد شبح الإغلاق محطات الفحم الأميركية خلال السنوات الأخيرة، ما دفع المشغّلين إلى الاعتماد -أيضًا- على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، من أجل القدرة على المنافسة.
وأظهر تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الخميس (25 أغسطس/آب)، أن 13 محطة كهرباء تعمل بالفحم في الولايات المتحدة أصبحت تعتمد على الوقود المرن (المزدوج) في السنوات الـ5 الماضية.
وبدأ مالكو محطات الفحم الأميركية الاتجاه إلى توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي بالتناوب مع الفحم، لتصبح محطات وقود مرنة، قادرة على المنافسة في سوق الطاقة الكهربائية.
وعلى الرغم من أن المرونة في استخدام كل من الفحم والغاز الطبيعي قد تساعد محطات الكهرباء على توسيع عملياتها، فإن الضغوط التنافسية في السوق لا تزال قائمة؛ لأن تكلفة الوقود المرن تظل كبيرة، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
إغلاق محطات الفحم الأميركية
كان توليد الكهرباء من الفحم في الولايات المتحدة في انخفاض مطّرد على مدى السنوات الـ10 الماضية، إذ سجّل أقلّ مستوى في 46 عامًا عند 773.393 ألف غيغاواط/ساعة عام 2020.
ورغم زيادة توليد الكهرباء من محطات الفحم الأميركية بنسبة 16%، إلى 898.679 ألف غيغاواط/ساعة في عام 2021، من المتوقع استمرار الابتعاد عن هذا الوقود الأحفوري، مع التحول إلى الطاقة النظيفة.
وتسارعت حالات إغلاق محطات الكهرباء العاملة بالفحم في أميركا، لأنها أصبحت غير اقتصادية مقارنة بمصادر الوقود الأخرى.
وأدت هذه الخسارة في القدرة التنافسية إلى إغلاق نحو ثلث أسطول محطات الفحم الأميركية، منذ عام 2008، ما ترك 205 غيغاواط قيد التشغيل بنهاية يونيو/حزيران 2022.
واتخذ بعض مالكي محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم خطوات لجعل محطاتهم أكثر قدرة على المنافسة، بدلًا من إغلاقها بشكل دائم، من خلال تحقيق استجابة أفضل لظروف السوق عن طريق حرق الوقود الأكثر اقتصادًا في ذلك الوقت.
محطات الفحم تصبح أكثر مرونة
بحسب التقرير، فإن محطات الفحم الأميركية الـ13، التي تحولت إلى الوقود المرن، تبلغ قدرتها الإجمالية 16.522 غيغاواط.
وتوجد 8 محطات في جنوب شرق الولايات المتحدة، معظمها في فلوريدا وكارولينا، في حين تمتلك كل من أريزونا ولويزيانا وبنسلفانيا وميسوري وأوكلاهوما محطة واحدة، وفق التقرير، الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتعمل هذه المحطات على تنويع مزيج الوقود؛ إذ ارتفعت نسبة استخدام الغاز الطبيعي مقابل الفحم من 10% في 2018 إلى 30% أواخر عام 2019، قبل أن تصل إلى 38% عام 2020، خاصة مع انخفاض أسعار الغاز إلى مستويات منخفضة للغاية؛ بسبب الوباء.
وأصبحت ميزة المرونة في استخدام الوقود واضحة بعد عام 2020، عندما يمكن لمحطات الفحم المرنة، التي استهلكت كميات كبيرة من الغاز عندما كانت أسعاره منخفضة، أن تعود إلى الفحم، حينما ترتفع أسعار الغاز.
وهذا ما حدث في شتاء 2021، إذ ارتفعت حصة استخدام الفحم في الـ13 محطة إلى أكثر من 80%، عندما بدأت أسعار الغاز الطبيعي في الارتفاع.
ومن المثير للاهتمام أن حصة الغاز في هذه المحطات ارتفعت مرة أخرى من خريف عام 2021 وحتى عام 2022، على الرغم من زيادة الأسعار، لكن ذلك يرجع -في الغالب- إلى نقص مخزونات الفحم.
موضوعات متعلقة..
- تأجيل إغلاق محطات الفحم الأميركية.. واللوم يقع على أزمة سلاسل التوريد (تقرير)
- محطات الفحم الأميركية قد تشكل 85% من إغلاقات سعة توليد الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول حرقًا للغاز الطبيعي عالميًا.. العراق والجزائر والسعودية في القائمة (تقرير)
- الجزائر تسابق الزمن لإعلان اكتشافين ضخمين للنفط والغاز (خاص)