انتعاش حركة الملاحة في نهر الراين الألماني يخفف من أزمة الطاقة بأوروبا

أمل نبيل

2022-08-21

0 1٬145

منسوب المياه في نهر الراين يؤثر في إمدادات الطاقة في القارة الأوروبية — سفينة تبحر في نهر الراين بالقرب من مدينة كولونيا الألمانية - الصورة من straitstimes

تحسّنت إمكانية الملاحة في نهر الراين، مع ارتفاع منسوب المياه عند نقطة العبور الألمانية الرئيسة على النهر، يوم السبت 20 أغسطس/آب (2022)؛ ما خفف من حدة الأزمة التي عاقت إمدادات الطاقة والإنتاج الصناعي خلال الشهر الجاري، بحسب بلومبرغ.

وقفز منسوب المياه في بلدة كاوب -نقطة ضيقة وضحلة تقع بين نهري الراين السفلي والراين الأعلى- إلى 47 سنتيمترًا في وقت مبكر من ظهر السبت 20 أغسطس/آب، ارتفاعًا من 35 سنتيمترًا يوم الجمعة 19 أغسطس/آب (2022)، وفقًا لبيانات هيئة الممرات المائية والشحن الفيدرالية الألمانية.

عند هذا العمق، يُصبح الأمر مُجديًا من الناحية الاقتصادية، بالنسبة لإبحار العديد من السفن التي تحمل البضائع عبر نهر الراين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

منسوب المياه في نهر الراين

كان منسوب المياه في بلدة كاوب قد انخفض إلى 30 سنتيمترًا، يوم الإثنين 15 أغسطس/آب 2022، وهو أدنى مستوى له منذ سنوات؛ الأمر الذي يزيد من صعوبة عبور السفن المحملة بالإمدادات ويعرقل تجارة النفط.

ومن المتوقع أن يرتفع منسوب المياه في نهر الراين بشكل حاد إلى 150 سنتيمترًا بحلول يوم الثلاثاء 23 أغسطس/آب الجاري، ولا يمثّل هذا المستوى العمق الفعلي للمياه، التي يمكن أن تكون أعمق بعدة أمتار، لكنه يُعَد -إلى حد ما- مقياسًا لقابلية الملاحة.

وعندما يكون مستوى المياه أقل من 40 سنتيمترًا، تواجه الناقلات صعوبة في عبور كاوب، وحتى تصل إلى هناك لا يمكنها حمل أكثر من 500-600 طن متري من النفط.

أدى استمرار الطقس شديد الحرارة والجفاف لمدد طويلة إلى استنزاف الأنهار الأوروبية خلال موسم الصيف الحالي؛ ما أدى إلى تعطيل نقل البضائع وإمدادات الطاقة في وقت تحتاج فيه القارة العجوز إلى مصادر بديلة للغاز لتوليد الكهرباء.

ويؤثّر انخفاض منسوب المياه في نهر الراين في حركة شحن إمدادات النفط والغاز والفحم، ومن ثم ارتفاع تكاليف الشحن، فضلًا عن انخفاض مستوى المياه في السدود، ومن ثم انخفاض الإنتاج من الطاقة الكهرومائية.

وأسهَم انخفاض منسوب المياه في دفع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية؛ ما زاد من حدة الألم التضخمي للصناعات والأسر، ويهدد بدفع اقتصاد ألمانيا إلى الركود.

وارتفع سعر الغاز في أوروبا فوق 2500 دولار لكل ألف متر مكعب خلال تعاملات الثلاثاء (16 أغسطس/آب)، للمرة الأولى منذ مارس/آذار الماضي.

كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز، تسليم سبتمبر/أيلول، في مركز "تي تي إف" الهولندي (المرجع الرئيس لأسعار الغاز في أوروبا) إلى 2501 دولار لكل ألف متر مكعب، أو 238.765 يورو لكل ميغاواط/ساعة.

انخفاض إنتاج النفط

عندما ينخفض منسوب المياه في نهر الراين إلى 40 سنتيمترًا أو أقل، يصبح نقل البضائع عبر نقطة العبور الرئيسة غير مُجدٍ اقتصاديًا للعديد من السفن.

وخفضت مصفاة (راينلاند) التابعة لشركة شل، وهي أكبر مجمع لمعالجة النفط في ألمانيا، الإنتاج هذا الشهر؛ وقلّصت شركة فورد موتور تحميل السيارات من كولونيا، على الرغم من أنها زادت من وتيرة الشحنات على سبيل التعويض.

يُعَد نهر الراين ممرًا مائيًا رئيسًا في شمال غرب أوروبا لنقل المشتقات المكررة والسلع الأخرى من منطقة (أمستردام-روتردام-أنتويرب) الساحلية إلى الأسواق البرية.

وبينما من المتوقع أن ترتفع مستويات المياه في نهر الراين؛ فإنها تظل منخفضة بالمعايير العادية وقد تستمر في تعطيل النقل عبر أوروبا.

ويمكن أن يُسهِم إغلاق نهر الراين في عرقلة وصول 400 ألف برميل يوميًا من المشتقات النفطية، وأوروبا في أمسّ الحاجة إلى هذه البراميل، بحسب شركة "فاكتس غلوبال إنرجي".

وقالت شركة أبحاث تكنولوجيا الفضاء، ماكسار الأميركية، في تقرير، يوم الجمعة 19 أغسطس/آب 2022، إن درجات الحرارة في بعض المدن الألمانية سترتفع إلى 30 درجة مئوية (86 فهرنهايت) أو أعلى من ذلك خلال الأسبوع المقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..