انهيار شركات الطاقة يتواصل.. يونيبر الألمانية تخسر 12.5 مليار دولار
بسبب انخفاض إمدادات الغاز الروسي.. ومسؤول بالشركة: لن نتعافى قبل 2024
هبة مصطفى
أعلنت شركة يونيبر الألمانية للطاقة أن اضطراب تدفقات الغاز الروسي كبّدها خسارة قدرها 12.3 مليار يورو (12.3 مليار دولار أميركي) حتى الآن، في حين انخفضت أسهم الشركة بنسبة 8%.
ورغم تقديم الحكومة حزمة دعم مالي للشركة الألمانية بقيمة 15.2 مليار دولار -قبل أقلّ من شهر- فإن مسؤولًا في يونيبر أكد عدم تعافيها بالكامل من تلك الخسائر، إلّا بعد ما يقرب من العامين، بحسب ما نشرته رويترز اليوم الأربعاء 17 أغسطس/آب.
وأرجعت الشركة خسائرها خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) إلى هبوط الإمدادات الروسية، بعدما واجهت موسكو عقوبات على خلفية غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
خسائر يونيبر
قالت شركة يونيبر الألمانية للطاقة، إن خسائرها تُثبت أنها وقعت ضحية أزمة الطاقة والخلاف الدائر بين الاتحاد الأوروبي من جهة، وروسيا من جهة أخرى.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، كلاوس ديتر موباتش، أن شركته تدرس اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد غازبروم الروسية بصفتها المورّد الرئيس المسؤول عن اضطراب الإمدادات، لا سيما بعد فرضها حالة القوة القاهرة على التسليمات المتفق عليها.
وأضاف أن شركة الطاقة الألمانية ترفض القيود التي فرضتها غازبروم على التسليمات، مشيرًا إلى أن نطاق الخسائر سوف يمتد لشركات الطاقة الألمانية كافة، ويُحتمل بلوغه شركات النفط والغاز العالمية أيضًا.
وجدّد التزام شركة يونيبر الألمانية بتسليمات الغاز التي سبق أن تعهدت بها رغم الخسائر، لكنه ذهب إلى أن أزمة الطاقة في أوروبا باتت وشيكة، لا سيما في ظل صعوبة تأمين إمدادات الغاز قبل فصل الشتاء.
ووفق توقعات الشركة، قد تمتد الخسائر حتى نهاية العام الجاري (2022)، بينما يمثّل العام المقبل (2023) خطوة انتقالية قبيل بدء التعافي من الخسارة التي لحقت بها؛ جراء اضطراب تدفقات الغاز الروسي بحلول عام 2024.
دعم حكومي وانخفاض للأسهم
اضطرت شركة يونيبر الألمانية إلى شراء إمدادات غاز بديلة عن تدفقات شركة غازبروم الروسية للوفاء بتعهداتها وتسليماتها المتفق عليها، غير أن التكلفة المرتفعة لتلك البدائل هي ما سبّبت تلك الخسائر.
شملت خسائر الشركة خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) تكلفة إلغاء تشغيل خط نورد ستريم 2 الذي كان يتلقى دعمًا ماليًا من يونيبر، وهي خسائر قُدِّرت بنحو 2.7 مليار يورو.
(اليورو الواحد = 1.02 دولارًا أميركيًا)
وفي محاولة للإنقاذ ومواصلة التسليمات عقب خفض التدفقات الروسية، دعمت الحكومة شركة يونيبر الألمانية بما يُقدَّر بنحو 15 مليار يورو، قبل أقلّ من شهر، لتغطية تكلفة توفير مصادر بديلة للغاز الروسي الذي تعتمد عليه أكبر الاقتصادات الأوروبية بنسبة 55%.
وانخفضت أسهم الشركة بنسبة 8%، غير أنها تعوّل على الدعم الحكومي والمصرفي لخفض معدل الخسائر بصورة تدريجية.
وبجانب ذلك، تنظر شركة الطاقة الألمانية إلى ضريبة الغاز الرامية لتحميل العملاء والمستهلكين الجانب الأكبر من التكلفة الواقعة على المرافق، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كونها بارقة أمل تخفض معدل الخسائر خلال الربع الرابع من العام الجاري (2022).
تداعيات نورد ستريم 1
تترقب شركة الطاقة الألمانية إقرار حزمة الدعم الحكومي خلال اجتماع غير عادي، في فصل الخريف المقبل، إذ إن حزمة الدعم الحكومية تقضي باستحواذ حكومة برلين على 30% من حصص يونيبر.
وتحتاج الشركة إلى مواصلة المفاوضات قبيل إتمام صفقة الاستحواذ الحكومي وبدء تلقّيها حزمة الدعم، إذ إن شريكتها الفنلندية "فورتوم" تملك 80% من الحصص، تنخفض إلى 56% بموجب الاتفاق الحكومي.
وخططت الشريكتان (يونيبر الألمانية، وفورتوم الفنلندية) إلى إدخال تعديلات على عقود الجملة لإمدادات الغاز التي كبّدتهما خسائر مالية ضخمة حتى الآن.
وكان الجانب الروسي قد صعّد من ردّة فعله على العقوبات الغربية والأوروبية المفروضة على موسكو، إذ أعلنت شركة غازبروم –قبل أسابيع قليلة- خفض تدفقات الغاز عبر خط نورد ستريم 1 إلى 20% (مقدار الخُمس)، وبررت ذلك بعيوب فنية في التوربينات.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: 3 أسباب وراء الارتفاع المفاجئ بمخزونات الغاز الألمانية (فيديو)
- مافيا الفحم في جنوب أفريقيا يكشفون كواليس عصابات السرقة وتورط الأمن
- 5 معلومات عن ميناء صحار العماني منافس الإمارات في تزويد السفن بالوقود (تقرير)