نفطتقارير النفطرئيسية

أسعار النفط عند 90 دولارًا قد تنقذ إندونيسيا

بهدف تخفيض مخصصات دعم الطاقة في موازنة العام المقبل

حياة حسين

تأمل إندونيسيا في تراجع أسعار النفط ليستقر منخفضًا عند 90 دولارًا للبرميل؛ ما يخفض مخصصات دعم الطاقة في موازنة العام المقبل (2023)، دون الهبوط بكميات الوقود المستهلكة.

وكانت الدولة قد رفعت مخصصات الدعم بمقدار 3 أضعاف هذا العام (2022)، بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، وحفاظًا على مستويات البنزين والديزل عند مستويات منخفضة، وفق تصريحات رئيس البلاد جوكو ويدودو، في لقاء مع تلفزيون "مترو"، اليوم الثلاثاء 16 أغسطس/آب، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

ووافق البرلمان الإندونيسي، في مايو/أيار الماضي، على طلب حكومي، لزيادة دعم الطاقة للحفاظ على استقرار أسعار النفط دون تغيير وسط ارتفاع عالمي في معدلات التضخم، وتعويض إضافي لشركتي الطاقة الحكومية بيرتامينا والمرافق بي إل إن، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

رقم ضخم

أسعار النفط
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو - الصورة من وكالة رويترز

قال رئيس إندونيسيا، اليوم الثلاثاء 16 أغسطس/آب، إن قيمة مخصصات دعم الطاقة التي زادت بمقدار 3 أضعاف هذا العام (2022) بلغت 502 تريليون روبية (34 مليار دولار أميركي)، وهو "رقم ضخم".

وأضاف أن بلاده تحتاج إلى علاج مسألة دعم الطاقة، "وأن نجد طريقة لموازنة الأمور بين ميزانية صحيحة وعدم إضعاف القوة الشرائية للمواطنين، وهو أمر ليس سهلًا".

وأوضح أنه "كي نحافظ على موازنة سليمة لا نحتاج إلى خفض قيمة دعم الطاقة فقط، بل وزيادة أسعار الوقود، وإنما ينبغي أن نكون حذرين من مثل هذه الخطوة؛ لأنها قد تؤثر سلبًا في النمو الاقتصادي".

وقال: "إن الحذر عند رفع أسعار الوقود لا يأتي من أنه قرار غير شعبوي، ولكن لأسباب اقتصادية واجتماعية".

يُذكر أن الاستهلاك المحلي عادة ما يكون من العوامل التي تدفع نمو اقتصادات البلدان، ويتأثر سلبًا بارتفاع الأسعار، خاصة الوقود الذي ينعكس على تكلفة معظم السلع، ويقود معدلات التضخم إلى الاتساع.

الموازنة الجديدة لإندونيسيا

قدّم الرئيس الإندونيسي في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، إلى البرلمان، موازنة العام المقبل (2023)، التي تبلغ قيمتها 206 مليارات دولار، وهي أقل بصورة عامة من العام الجاري (2022)، بفضل خفض مخصصات دعم الطاقة، على أساس توقعات بتراجع سعر النفط.

ويخصص مشروع الموازنة الجديدة 336.7 تريليون روبية (22.7 مليار دولار أميركي) لتمويل دعم الطاقة وتعويضات الشركات الحكومية، على أساس سعر 90 دولارًا لبرميل النفط في الأسواق العالمية، ما يعني انخفاضها بنسبة 33.23% عن العام الجاري (2022).

وعلّق الاقتصادي في "باهانا سيكيوريتز" ساتريا سامبيجانتورو، قائلًا: "إن خفض مخصصات الدعم كانت 20% فقط؛ لأن سعر النفط سينخفض 10%".

وتشهد أسعار النفط العالمية تراجعًا منذ عدة أسابيع، بسبب توقعات الركود وتراجع نمو الاقتصاد الصيني، بعد قفزات سعرية جراء غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، جعلته يقترب من 140 دولارًا للبرميل في مارس/آذار الماضي، لكنه اقترب اليوم الثلاثاء في التعاملات الصباحية من 93 دولارًا للبرميل.

معاقبة غير مستحقي الدعم

قال وزير الطاقة الإندونيسي، عارفين تصريف، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن الحكومة تعمل على وضع قواعد تعاقب من يحصل على الوقود المدعوم من غير مستحقي دعم الطاقة.

ورغم أن دعم الطاقة في إندونيسيا أسهم في الحفاظ على أسعار الوقود منخفضة مقارنة بدول عديدة متقدمة، فإنه قاد إلى نماذج من الاستهلاك المفرط وغير الرشيد.

وأشارت بيانات حكومية إلى أن شركة الطاقة المملوكة للدولة (بيرتامينا)، باعت 9.9 مليون متر مكعب من الديزل المدعم في يوليو/تموز الماضي، وهو يعادل ثلثي الكميات المخصصة للدعم خلال العام الجاري (2022).

كما باعت الشركة 16.8 مليون متر مكعب من البنزين، تمثل 73% من الحصة المخصصة للدعم طوال العام.

وأشارت وسائل إعلام محلية في إندونيسيا إلى أن عددًا من محطات التزود بالوقود، علقت لافتات مكتوبًا عليها "أنه لا يوجد وقود مدعم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق