تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريررئيسية

انتخاب "سوناك" يهدد الحياد الكربوني في المملكة المتحدة

وعد بمنح رخص جديدة للاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال

حياة حسين

اتّهم نشطاء مناخ محليون في المملكة المتحدة، المرشحَ لرئاسة الحكومة، ريشي سوناك، بتهديد الحياد الكربوني المستهدف تحقيقه في عام 2050، وأكدوا أنه حال فوز عضو حزب المحافظين برئاسة الوزراء خلفًا لبوريس جونسون، فإن الخطط التي أعلنها سابقًا ستؤثّر سلبًا في البيئة.

ووعد سوناك -الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة جونسون- بالتوسع في عمليات الحفر، واستكشاف النفط والغاز في بحر الشمال، وزيادة الإنتاج المحلي منهما، حسبما ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، اليوم الأحد الموافق 14 أغسطس/آب.

وكانت المملكة المتحدة قد استضافت قمة المناخ السابقة كوب 26 في مدينة غلاكسو الإسكتلندية، وأعلن جونسون مرارًا، خلال رئاسته للحكومة، عزمه تحويل بلاده إلى "السعودية في مجال طاقة الرياح، بوصفها من الطاقة المتجددة والنظيفة"، لتحقيق الحياد الكربوني في منتصف الألفية الحالية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

خطة محيرة

وصف نشطاء بيئة في المملكة المتحدة وعودَ مرشح حزب المحافظين لرئاسة الحكومة بشأن منح رخص جديدة وفورية لزيادة إنتاج النفط والغاز المحلي من بحر الشمال بأنها "محيّرة تمامًا".

ومنبع الحيرة جاء -من وجهة نظر نشطاء البيئة- من كون زيادة الإنتاج لن تسهم في خفض تكلفة الطاقة على البريطانيين بنسبة ملحوظة حاليًا، وفي الوقت ذاته سيقوّض مجهودات بريطانيا نحو تحقيق الحياد الكربوني.

وقال عضو في منظمة "أصدقاء الأرض"، جامي بيترز، إن خطة سوناك المرتقبة بشأن رخص النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال تتعارض مع وعوده بعلاج أزمة تغير المناخ في البلاد.

من جهته، أوضح مدير منظمة "غرينبيس" في المملكة المتحدة، دوغ بار، أن "زيادة رخص النفط والغاز لن تفعل شيئًا لفواتير الطاقة لمدة عقد من الزمن، وربما لن تفعل شيئًا أبدًا".

وأضاف أن خطط سوناك لتحقيق استقلال الطاقة تتجاهل آثار تغير المناخ الكارثية التي تعيشها بريطانيا حاليًا من موجات جفاف وارتفاع الحرارة.

مشروعات الطاقة المتجددة

الحياد الكربوني
مشروع طاقة رياح في بحر الشمال بالمملكة المتحدة- الصورة من "إنهابيتات"

قال مدير منظمة "أبليفت"، التي تحارب الوقود الأحفوري في المملكة المتحدة، تسا خان، إن ريشي سوناك لا يتبنّى حلولًا جادة لأزمة ارتفاع أسعار الطاقة في البلاد، بالوعد برخص جديدة لإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، حال فوزه بالمنصب، "بدلًا من ذلك، يمكنه زيادة وتيرة تدشين مشروعات الطاقة المتجددة".

وتشهد دول العالم زيادات قياسية في أسعار الطاقة، خاصة عقب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وفرض الدول الغربية عقوبات على موسكو، وحظر تصدير نفط وغاز واحدة من أكبر المنتجين في العالم.

وكان وجع ضربات أسعار الطاقة في أوروبا هو الأكبر، كون دول القارة تعتمد على روسيا في تلبية نحو 40% من احتياجاتها من الغاز، و30% من النفط، وزادت حدة الأزمة في المملكة المتحدة، التي ارتفعت أسعارها مقارنة بباقي أوروبا، بسبب خروجها من عضوية الاتحاد فيما يُعرف بـ "البريكست".

ترخيص شل

منحت حكومة بريطانيا مؤخرًا ترخيصًا لشركة شل العالمية لتنمية حقل غاز في بحر الشمال، وهو ما دعا منظمة غرينبيس لرفع دعوى قضائية ضد الحكومة، متهمةً إياها بأن الشركة لم تلتزم بالمعايير البيئية، ما دفع مصدرًا حكوميًا إلى اتهام المنظمة بأنها تهدد أمن البلاد، بحجة حماية البيئة وتحقيق الحياد الكربوني.

وكان مصدر مسؤول من شركة شل قد أكد قبل أيام ضرورة ضخّ استثمارات جديدة بقطاع النفط والغاز في بحر الشمال، بالتوازي مع مشروعات الطاقة المتجددة، محذّرًا من نقص الإنتاج، وما يسبّبه من مشكلات تحيط بأمن الطاقة في المملكة المتحدة.

ووعد مرشح حزب المحافظين في المملكة المتحدة لرئاسة الحكومة، ريشي سوناك، بمنح رُخَص للتكسير الهيدروليكي، لإنتاج مزيد من النفط الصخري المثير للجدل، إضافة إلى مشروعات الرياح البحرية والطاقة النووية، في إطار ما أطلق عليه "خطة استقلال الطاقة" التي ينفّذها حتى عام 2024.

ويتّسم التكسير الهيدروليكي لاستخراج النفط والغاز الصخري بمخاطره البيئية، والكوارث الطبيعية الناجمة عنه، مثل الزلازل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق