المكسيك تخطط لدخول قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم
تستعد لشحن الوقود للمشترين في أوروبا وآسيا
نوار صبح
- المكسيك ستنضم إلى نادٍ صغير جدًا من الدول التي تشحن الوقود إلى الخارج.
- المكسيك يمكن أن تصبح رابع أكبر مركز لشحن الغاز الطبيعي المسال في العالم.
- آسيا كانت وجهة نحو نصف شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية في العامين الماضيين.
- معظم مشروعات الغاز الطبيعي المسال قد تباشر التصدير في غضون 4 سنوات تقريبًا.
تسعى المكسيك -التي تستورد معظم كميات الغاز الطبيعي التي تستهلكها- إلى أن تصبح أحد أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتهدف الدول الواقعة في أميركا الشمالية إلى احتلال مكانة مرموقة لشحن الغاز الطبيعي المسال في العالم؛ نظرًا لقرب حدودها الشمالية من مناطق إنتاج النفط الصخري المزدهرة في الولايات المتحدة.
وستُستخدَم صهاريج التخزين العملاقة في محطة كوستا أزول، المصممة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، التابعة لشركة سيمبرا إنرجي الأميركية، في تصدير الوقود، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ في 12 أغسطس/آب الجاري.
إنتاج الغاز
على الرغم من أن صادرات الغاز الطبيعي من المكسيك غير موجودة اليوم؛ نظرًا إلى أنها تنتج القليل من الوقود لتزويد محطة الكهرباء باحتياجاتها المحلية؛ فإن قرب البلاد من الاحتياطيات الأميركية المزدهرة يؤهلها لتوريد الغاز الأميركي للمشترين المتعطشين في أوروبا وآسيا.
واقتُرِحَ ما مجموعه 8 مشروعات لتصدير الغاز المسال جنوب الحدود بسعة سنوية مجمعة تبلغ 50.2 مليون طن، مع أخذ النفط الصخري الأميركي في الاعتبار؛ إذ تهدف بعض المشروعات إلى وضعها في الخدمة في أقرب وقت في العام المقبل.
وستنضم المكسيك، عند الانتهاء من جميع المشروعات، إلى نادٍ صغير جدًا من الدول التي تشحن إلى الخارج الوقود الفائق البرودة، الذي يُطلق عليه عادةً الغاز المسال، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وستحتل المكسيك المركز الرابع بعد الولايات المتحدة وأستراليا وقطر فقط، في قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم.
وعلى عكس الدول المصدرة الرئيسة الـ3 الأخرى، تعتزم المكسيك شحن الغاز الذي استوردته في المقام الأول.
أهداف تصدير الغاز المسال
تتزامن خطط المكسيك الكبيرة لدخول سوق التصدير، بل الدخول إلى قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم مع ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي على مستوى العالم.
في المقابل، كان الغاز الطبيعي يحظى بشعبية على حساب أنواع الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا مثل الفحم، نظرًا لانخفاض آثاره الكربونية نسبيًا، عندما دفعت الحرب في أوكرانيا الطلب إلى مستوى جديد.
فقد استوردت 44 سوقًا الغاز المسال العام الماضي؛ أي ما يقرب من ضعف ما كان عليه قبل عقد من الزمان، حسبما قالت المجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال، وكان العالم يتسابق لتعزيز قدرات الاستيراد والتصدير في الأشهر التي تلت ذلك.
بدورها، كانت آسيا وجهة ما يقرب من نصف شحنات الغاز المسال الأميركية على مدار العامين الماضيين، على الرغم من أن جهود أوروبا للتنويع بعيدًا عن موسكو تعني أن المشترين في جميع المناطق يتنافسون على إمدادات محدودة من الوقود.
مركز لتصدير الغاز الأميركي
قال الباحث في العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك لدى مركز معهد بيكر بجامعة رايس الأميركية، أدريان دوهولت، إن من المقرر أن تصبح المكسيك مُصدرًا للغاز الطبيعي المنتج في الولايات المتحدة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأرجع أدريان دوهولت ذلك إلى تطورات السوق التي تحدث على مستوى العالم، خصوصًا تلك الموجودة في آسيا، وليس بسبب سياسات المكسيك تحديدًا.
وأكد أنه ليس هناك ما يضمن بناء جميع المشروعات المقترحة، أو أن تُبنَى في الوقت المحدد، مشيرًا إلى أن البعض منها سيحتاج إلى وصلات خطوط أنابيب للمرحلة النهائية.
علاوة على ذلك؛ فإن سعة خط أنابيب الغاز الرئيسة التي ستحتاج إليها المشروعات موجودة حاليًا.
ويمكن شحن الغاز الأميركي اعتمادًا على أكثر من 10 خطوط أنابيب عابرة للحدود بُنِيَت خلال مدة ولاية الرئيس المكسيكي السابق، إنريكي بينيا نييتو، الوحيدة بين عامي 2012 و2018.
وتظهر البيانات الفيدرالية أن مكسيكو سيتي استوردت حتى تاريخه هذا العام، ما متوسطه 6.7 مليار قدم مكعبة يوميًا من الولايات المتحدة؛ ما يعني أن خطوط الأنابيب يمكن أن تنقل أكثر من ضعف الأحجام الحالية.
ويضاف ذلك إلى ما يقرب من 2.6 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي الذي تنتجه المكسيك يوميًا.
كان الرئيس، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، من أشد المنتقدين لسياسات سلفه، بما في ذلك مشروعات خطوط الأنابيب العابرة للحدود، التي تطلبت من المكسيك توقيع عقود طويلة الأجل (للاستلام أو الدفع) أجبرتها على الدفع مقابل كامل سعتها سواء استُخدِمَت أم لا.
كان من المقرر أن يلبي هذا الغاز المستورد الاحتياجات الداخلية للمكسيك، ولكن بعد إلغاء أكثر من 10 محطات لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي قبل بنائها، وجدت المكسيك نفسها تدفع مقابل الكثير من سعة خطوط الأنابيب الاحتياطية التي لم تكُن تستخدمها.
خطوط الأنابيب المحلية
في وقت مبكر من ولايته، تفاوض الرئيس المكسيكي الحالي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، على صفقة مع 3 مشغلين لخطوط الأنابيب لتوفير 4.5 مليار دولار للبلاد.
وتعهدت حكومته ببناء المزيد من خطوط الأنابيب داخل البلاد للحصول على الوقود الكافي لمراكز الطلب في وسط وجنوب المكسيك التي لا تزال تواجه نقصًا عرضيًا في الغاز الطبيعي بسبب مشكلات البنية التحتية.
وسيوظّف باقي الغاز المستورد في جعل مكسيكو سيتي مركزًا رئيسًا للتصدير، والدخول إلى نادي أكبر مصدري الغاز المسال في العالم.
وتُعَد المكسيك في موقع جيد؛ لأن 6 من مشروعات الغاز الطبيعي المسال الـ8 المقترحة في المكسيك تقع على امتداد ساحل المحيط الهادئ؛ حيث يمكن شحن البضائع إلى وجهات في آسيا دون الحاجة إلى المرور عبر قناة بنما.
وسيأتي الغاز لمحطات التصدير، باستثناء مشروع بحري واحد في ميناء فيراكروز، من الولايات المتحدة من خلال خطوط أنابيب عابرة للحدود.
مشروعات تصدير الغاز المسال
تُعَد المرحلة الوحيدة قيد الإنشاء، حتى الآن، المرحلة الأولى من محطة تصدير إنرجيا كوستا أزول المملوكة لشركة سيمبرا إنرجي الأميركية على طول ساحل المحيط الهادئ في ولاية باجا كاليفورنيا المكسيكية.
وعلى الرغم من أن المشروعات الأخرى لا تزال قيد الإعداد؛ فإنها شهدت زخمًا في الأشهر التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا.
ووقّعت شركة الغاز المسال "نيو فورترس إنرجي" ومقرها نيويورك، صفقتين في يوليو/تموز لتطوير مشروعات تصدير الغاز الطبيعي المسال البحرية قبالة سواحل تاماوليباس وفيراكروز التي يمكن أن تزود أوروبا.
وقالت لجنة الكهرباء الفيدرالية، في الشهر نفسه، إنها تتطلع إلى تطوير محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال في ولايتي سينالوا وأواكساكا في شراكة مع سيمبرا.
ويمكن أن يبدأ معظم مشروعات الغاز الطبيعي المسال في التصدير في غضون 4 سنوات تقريبًا، عند حصولها على الموافقة والتراخيص.
اقرأ أيضًا..
- أرقام مميزة لقطاع النفط في سوريا خلال 6 أشهر (إنفوغرافيك)
- الطاقة الشمسية في أميركا تشهد تأجيل بعض مشروعات السعة المخططة (تقرير)