روسنفط الروسية تبدأ الحفر الإنتاجي في حقل نفطي ضخم
لبدء الإنتاج في 2024
مي مجدي
بدأت شركة روسنفط الروسية العملاقة مرحلة الحفر الإنتاجي في حقل باياخسكوي في شبه جزيرة تايمير، الذي يعد جزءًا من مشروع "فوستوك أويل" الضخم.
وتخطط شركة الطاقة الروسية لحفر نحو 80 بئرًا بنهاية عام 2022، متوقعة بدء التدفق من الحقل بحلول عام 2024، وشحن قرابة 50 مليون طن إلى الأسواق العالمية، حسبما نشر موقع بنجاب نيوز إكسبرس (Punjab News Express).
ويتضمن مشروع "فوستوك أويل" التابع لشركة روسنفط 52 مربعًا، وشهد اكتشاف 13 حقلًا، وتطوير 4 حقول أخرى، باستخدام أحدث التقنيات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الموارد النفطية
يمتلك المشروع قاعدة موارد نفطية تصل إلى 6.2 مليار طن، وهذه الموارد تماثل جودة الموارد في أكبر المقاطعات النفطية في الشرق الأوسط وتكوينات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، وتقارب -أيضًا- الموارد في حقل "ساموتلور" الروسي البالغة (7.1 مليار طن).
وسمح تطوير حقل ساموتلور للاتحاد السوفيتي -قبل انهياره- بأن يصبح رائدًا في سوق الهيدروكربونات العالمية، لكن اقترب الحقل الموجود في غرب سيبيريا من نهايته، لتبدأ حقبة جديدة في تايمير.
ووفقًا لخطة روسنفط، سيصل إنتاج المشروع نحو 115 مليون طن بحلول عام 2033.
ومع انخفاض الاستثمارات في قطاع النفط والغاز حول العالم على مدار السنوات القليلة الماضية، يعد "فوستوك أويل" المشروع الوحيد القادر على ضمان استقرار أسواق الهيدروكربونات.
فعلى مدى السنوات الـ5 الماضية، انخفض إجمالي الإنفاق الرأسمالي في قطاع المنبع (مرحلة التنقيب والاستخراج) بنسبة 29%، وانخفض إجمالي الاستثمار في صناعة النفط والغاز بنسبة 26% خلال العقد الماضي.
ووفقًا لمؤسسة جي بي مورغان للخدمات المالية، من المقرر أن يتجاوز الطلب العالمي على الطاقة العرض بنسبة 20% مع تسارع نمو الاقتصادات الناشئة، والعمل على تحسين المستويات والظروف المعيشية.
ولسد العجز في قطاع النفط بحلول عام 2030، يحتاج العالم إلى استثمارات إضافية قدرها 400 مليار دولار، لكن مع انخفاض الاستثمارات، يتوقع المحللون عدم تحقيق ذلك، واستمرار العجز في القطاع لمدة طويلة.
ويُظهر إطلاق شركة روسنفط مشروعًا ضخمًا وسط تزايد الضغوطات الاقتصادية الخارجية عنصر الإستدامة لكل من المشروع والشركة.
جذب الاستثمارات
في الوقت نفسه، يعد النموذج الاقتصادي الفريد والمستدام لمشروع "فوستوك أويل" عنصرًا رئيسًا يساهم في جذب الاستثمارات.
ووفقًا لبنوك الاستثمار العالمية الكبرى، ويقيم بنك جي بي مورغان مشروع فوستوك أويل بنحو 114 مليار دولار، وبنك رايفايزن بـ90 مليار دولار، وسيتي 86 مليار دولار، وغولدمان ساكس بـ85 مليار دولار، وبنك أوف أميركا 70 مليار دولار.
ويشمل المشروع مجمعًا كاملاً لنقل النفط، والمطارات، والبنية التحتية للطاقة، بما في ذلك أكبر محطة للشحن العابر للنفط في البلاد على طريق البحر الشمالي بسعة 100 مليون طن سنويًا، و7 آلاف كيلومتر من خطوط الأنابيب، و3.5 غيغاواط من القدرات الإنتاجية الجديدة، فضلاً عن مهابط المروحيات.
وشرعت روسنفط في تطوير ميناء "بوختا سيفر" في خليج "ينيسي" غرب شبه جزيرة تايمير، وتشمل البنية التحتية للميناء 3 أرصفة للبضائع ورصيفين لشحن النفط بإجمالي طول 1.3 كيلومتر، وأكبر محطة للاستلام والشحن في روسيا تحتوي على 27 خزانًا بسعة 30 ألف متر مكعب لكل منها، ومرافق البنية التحتية الإضافية.
وتعد محطة شحن النفط في بوختا سيفر مرفقًا مهمًا من الناحية الإستراتيجية، حيث توفر الشحن العابر للنفط من حقول فوستوك أويل عبر طريق البحر الشمالي.
وبحلول عام 2030، ستمتلك المحطة 102 خزان نفطي، ما يجعلها أكبر محطة لشحن النفط في روسيا، وفقًا لشركة روسنفط.
توريد الخام
على الجانب الآخر، يتيح توريد الخام من الحقول إلى جميع الأسواق العالمية، وخاصة في آسيا والمحيط الهادئ، ميزة لوجستية لمشروع فوستوك أويل، إذ يمكن توريد النفط إلى ميناء بوختا سفير عبر نظام خطوط الأنابيب قيد الإنشاء من حقلي باياخ وفانكور.
ويبلغ إجمالي طول خطوط أنابيب النفط الرئيسة نحو 770 كيلومترًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وباستخدام البنية التحتية للمرحلة الأولى، يمكن أن يصل حجم الشحن العابر عبر المحطة البحرية للميناء إلى 30 مليون طن سنويًا، وصولاً إلى 100 مليون طن في عام 2030.
ويتميز النفط في مشروع فوستوك بانخفاض نسبة الكبريت من 0.01% إلى 0.04%، وكثافة منخفضة.
وعلى سبيل المقارنة، يحتوي خام برنت على 0.45%، غرب تكساس 0.45%، الأورال 1.5%، وإيسبو 0.5%، سيبيريا لايت 0.6%، وإيغل فورد 0.2%.
مشروع صديق للبيئة
كما إن تكاليف الإنتاج المنخفضة للمشروع ومراعاة الحد الأدنى من البصمة الكربونية، التي تقل بنسبة 75% عن المشروعات الكبرى الأخرى، يجعلانه أكثر المشروعات لإنتاج الهيدروكربونات الصديقة للبيئة.
وفي هذا الشان، قال المدير العام لمشروع فوستوك أويل، فلاديمير تشيرنوف، إن المشروع يتضمن محطات لطاقة الرياح لتعظيم عملية الانتقال إلى استهلاك الطاقة النظيفة دون إنتاج انبعاثات غازات دفيئة.
وتابع: "من السابق لأوانه الحديث عن السعة المقررة لمحطات طاقة الرياح، وسُيتخذ القرار النهائي بعد دراسة إمكانات طاقة الرياح في الإقليم، لكن من الواضح أن السعة القصوى لهذه المحطات يمكن أن تصل إلى 200 ميغاواط، وستكون شركات طاقة الرياح الرائدة في الصين من بين الشركاء المحتملين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني (2021)، قالت شركة روسنفط إنها وقعت اتفاقيات تعاون مع العديد من الشركات الصينية لدراسة إمكانات طاقة الرياح للمشروع.
كما أشار تشيرنوف إلى أن المشروع سيوفر 9- 12 محطة توليد كهرباء تعمل بتوربينات الغاز بقدرة 300 ميغاواط إلى 1 غيغاواط.
وذكرت الشركة أن مشروع فوستوك أويل سيستخدم 99% من الغاز المصاحب لتشغيل محطات الكهرباء.
وتستهلك حقول المشروع -حاليًا- قرابة 400 ميغاواط من الكهرباء، وتغطي محطة كهرباء فانكور وحدها، بسعة 200 ميغاواط، هذه الاحتياجات حتى الآن.
ومن المقرر إطلاق محطة كهرباء "بولار" الثانية بقدرة 150 ميغاواط في ديسمبر/كانون الأول (2022)، مع بدء العمل لتطوير محطة كهرباء ثالثة، وهي إيركنسك، بطاقة إجمالية تصل إلى 850 ميغاواط، خلال فصل الشتاء.
ووفقًا لشركة روسنفط، تغطي المعدات والأجزاء الروسية الصنع أكثر من 99% من المشروع.
المنقذ للاقتصاد العالمي
ساهم نجاح تطوير مجمع فانكور على يد روسنفط ومجموعة من الشركات الهندية في مضي العمل بمشروع فوستوك أويل كما هو مخطط له.
وسيوظف المشروع قرابة 400 ألف شخص، وسيخلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل خلال مرحلة التشغيل في الحقول والمناطق المجاورة.
وخلال المنتدى الاقتصادي لعام 2022 في سان بطرسبرغ، كشف الرئيس التنفيذي لشركة روسنفط، إيغور سيتشين، عن قارورة نفط من مشروع فوستوك أويل دليلاً على تنفيذ المشروع بنجاح، وأطلق على المشروع "سفينة نوح للاقتصاد العالمي" أو "المنقذ الوحيد للاقتصاد العالمي".
وقال: "يمكن لروسيا، بإمكانياتها في قطاع الطاقة ومحفظة مشروعاتها من الطراز الأول، مثل فوستوك أويل، أن تلبي احتياجات العالم طويلة الأجل لموارد الطاقة ميسورة التكلفة".
ووفقًا لتصريحاته، يعد تنفيذ المشروع أمرًا حيويًا لتحقيق التوازن في سوق الطاقة العالمية، والتي بدأت تعاني من نقص حاد في المواد الخام.
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط العراقي تسجل 10.6 مليار دولار في يوليو
- أمين عام أوبك الجديد: النفط والغاز ركيزة أساسية للطاقة.. وهذه هي أولوياتي
- استدامة البترول والطاقة في لبنان: النفط تأثر بالأزمات السياسية.. وهذه خطورة الاستيراد من إيران (حوار)