رئيس وزراء المجر: أسعار الطاقة تثبت فشل العقوبات على روسيا
ويدعو الاتحاد الأوروبي إلى تغيير إستراتيجيته حيال حرب أوكرانيا
هبة مصطفى
أكد رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، أن أسعار الطاقة المرتفعة أثبتت فشل سلسلة العقوبات المفروضة على روسيا، إثر غزو أوكرانيا قبل نحو 5 أشهر.
في الوقت ذاته، رأى أوربان أن الاتحاد الأوروبي بحاجة ماسة إلى تغيير إستراتيجيته حيال الحرب الأوكرانية، لتميل إلى التفاوض لإنهاء الحرب بدلًا من شبح الركود الاقتصادي الذي يحوم حول أوروبا، وفق ما نشرته رويترز السبت 23 يوليو/تموز.
وجاءت تصريحات المسؤول المجري عقب أيام قليلة من تأكيد صندوق النقد الدولي تعرُّض اقتصاد القارة الأوروبية لضربة قوية خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، في ظل اضطراب إمدادات الغاز الروسي.
وحذّر تقرير صندوق النقد من إمكان تفاقم الأزمة بالقارة العجوز حال انقطاع الإمدادات من موسكو بالكامل، بحسب ما نشرته وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة.
أسعار الطاقة وفشل العقوبات
قال رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، إن ارتفاع أسعار الطاقة بالتوازي مع تطبيق الإستراتيجية الغربية لمواجهة الحرب الأوكرانية؛ برهن على أن تلك الإستراتيجية لم تؤتِ ثمارها، وأن هناك حاجة مُلحة إلى تغييرها.
ووصف انهيار الحكومات الأوروبية أمام التعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة بأنه جاء شبيهًا بـ"لعبة الدومينو"، مشيرًا إلى أن أزمة الطاقة الأوروبية لن تنتهي سوى بتفاوض بين الجانبين الروسي والأميركي ينتهي بإقرار السلام.
وأوضح أن الغرب ركز تعامله مع حرب أوكرانيا على 4 أُسس أثبتت فشلها، إذ توقعت أميركا والاتحاد الأوروبي إمكان دعم أسلحة حلف الناتو لفوز أوكرانيا على روسيا لا سيما في ظل توقعات بخضوع موسكو لعقوبات تهدد استقرارها.
وأشار إلى أنه كانت هناك توقعات بدعم عالمي أكبر لأوروبا مع الأخذ في الاعتبار أن العقوبات على روسيا من شأنها الإضرار بموسكو بمعدلات أكبر من تأثيرها في القارة العجوز.
وسجلت أسعار الطاقة، منذ حرب أوكرانيا والعقوبات على موسكو اللاحقة لها، ارتفاعات غير مسبوقة، إذ بلغت أسعار الغاز والنفط والفحم مستويات تاريخية سبقت مدة الاستعداد الأوروبي للتخزين خلال فصل الصيف استعدادًا لفصل الشتاء.
إستراتيجية الاتحاد الأوروبي
شدد فيكتور أوربان على أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إستراتيجية جديدة في التعامل مع الحرب الأوكرانية بعدما ثبت -في ظل ارتفاع أسعار الطاقة- فشل العقوبات على موسكو.
ورجح أن الإستراتيجية الجديدة يتعيّن عليها الاعتماد على مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب وإقرار السلام، معتبرًا أن موقف الغرب والاتحاد ضد روسيا كان بمثابة الجلوس في سيارة ذات 4 إطارات مثقوبة.
وقال إن الضمانات الأمنية التي تحتاجها روسيا تتطلب تدخلًا أميركيًا مباشرًا في الحوار مع موسكو، لا سيما أنها في موضع قوة لجيشها، بحسب تصريحاته التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الأربعاء الماضي 19 يوليو/تموز، إجراءات طارئة تُلزم الدول الأعضاء بخفض الاعتماد على الغاز الروسي بنسبة 15% بحلول العام المقبل (2023).
وأكد الاتحاد -حينها- أن خفض الاستهلاك يُعد السلاح الأبرز لتجنب التعرض لأزمة طاقة خلال فصل الشتاء، مؤكدًا أن دول القارة العجوز قد تقع في مأزق إذا قطعت روسيا إمداداتها قبيل تقليص الاستهلاك بمعدلات كبيرة.
المجر وحرب أوكرانيا
بخلاف دوافع خفض أسعار الطاقة الأوروبية، تتخذ المجر منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا موقفًا مغايرًا لمواقف غالبية الدول الأوروبية وأميركا، إذ أكد رئيس الوزراء فيكتور أوربان أن بلاده ستحتفظ بمكانها خارج دائرة الصراع.
ويرجع رفض المجر دعم العقوبات على موسكو إلى اعتمادها على إمدادات الغاز الروسي بنحو 85%.
وأشار أوربان إلى أن أزمة أوروبا وأميركا مع روسيا تتزامن مع تضخم اقتصاد بوادبست ويجعلها فريسة التأثر بركود اقتصاد القارة العجوز.
وتدخل المجر صراعًا من نوع آخر مع الاتحاد الأوروبي، إذ تواجه حكومة أوربان اتهامات بالفساد بجانب مخاوف بشأن الاستقلال القضائي والإعلامي والعمل المدني.
ومن زاوية إضافية، تواجه العملة المجرية (الفورنت) تداولًا مضطربًا دفع نحو إعلان حكومة أوربان إجراءات لخفض عجز الميزانية تضمنت التأثير في أسعار الغاز والكهرباء بالبلاد.
(الفورنت المجري = 0.0026 دولارًا أميركيًا)
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز أنشوا المغربي.. زيادة كبيرة في تقديرات الاحتياطيات (إنفوغرافيك)
- حرب أوكرانيا توجه أنظار أوروبا إلى النفط والغاز في أفريقيا (تحليل)
- مؤسسة النفط الليبية: ارتفاع معدلات الإنتاج إلى 860 ألف برميل يوميًا