بلجيكا توقع اتفاقًا مع إنجي الفرنسية لإطالة عمر المحطات النووية
لمدة 10 سنوات
أمل نبيل
توصلت بلجيكا إلى اتفاق مبدئي مع شركة إنجي الفرنسية، لتمديد عمر محطات الطاقة النووية في البلاد لمدة 10 سنوات، بعد أن أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية الحكومة على إعادة التفكير في خطط الاعتماد على الغاز الطبيعي بصفة أكبر.
وتمثّل الطاقة النووية ما يقرب من نصف توليد الكهرباء سنويًا في بلجيكا، التي كانت تخطّط لإغلاق جميع مفاعلاتها النووية خلال 3 سنوات من الآن، وزيادة الاعتماد على الغاز، بحسب ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وقالت الحكومة البلجيكية وإنجي الفرنسية، اليوم الجمعة 22 يوليو/تموز (2022)، إن شركة إلكترابل التابعة لشركة إنجي، وقعت "خطاب نيات غير ملزم" مع الحكومة البلجيكية، يهدف إلى التفاوض على اتفاق قانوني مُلزم بحلول نهاية العام الجاري، بحسب رويترز.
المحطات النووية في بلجيكا
كانت بلجيكا تعتزم إغلاق محطاتها النووية بالكامل بحلول عام 2025، لكنها تريد الآن إطالة عمر أحدث مفاعليها، وهما دويل 4، وتيهانغ 3.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمفاعل "تيانغ" في شرق بلجيكا 1038 ميغاواط، في حين تصل الطاقة الإنتاجية لمفاعل "دويل" 1039 ميغاواط، الذي يقع بالقرب من مدينة أنتويرب الساحلية.
وقالت وزيرة الطاقة البلجيكية، تيني فان دير سترايتين، في مؤتمر صحفي، إن قرار بلجيكا باستمرار العمل بالطاقة النووية كان جزءًا من جهود البلاد لتجنب الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري من روسيا التي أثبتت أنها مورد غاز غير موثوق به.
ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، قررت الحكومة الفيدرالية في بلجيكا، خلال مارس/آذار الماضي (2022)، اتخاذ خطوات لمواجهة تداعيات الأزمة، منها تمديد 2 غيغاواط من القدرة النووية لمدة 10 أعوام، وتقديم حزمة بقيمة 1.2 مليار يورو (1.3 مليار دولار) لتسريع تحولات الطاقة وحماية المستهلكين من ارتفاع أسعار الطاقة.
وأضافت الوزيرة: "يعتمد إغلاق محطات الطاقة النووية في بلجيكا على التحول إلى الغاز".
وفي عام2021، بلغ الطلب على الكهرباء في بلجيكا 84.4 تيراواط/ساعة؛ أنتجت الطاقة النووية 52.4% من مزيج الكهرباء في الدولة الأوروبية، في حين مثّل الغاز 24.8%، كما أنتجت طاقتا الشمس والرياح 16.8%.
وقالت تيني فان دير سترايتين: "منذ الغزو الروسي على أوكرانيا، أصبح من الواضح أهمية الطاقة فيما يتعلق بالأمن القومي".
وتمثّل المفاعلات النووية التي دخلت الخدمة في عام 1985، 35% من سعة الطاقة النووية في بلجيكا بنحو 2 غيغاواط، وتمتلك الدولة الواقعة في غرب أوروبا محطتين للطاقة النووية بإجمالي 7 مفاعلات.
الاتفاقية بين إنجي وحكومة بلجيكا
قال رئيس شركة إنجي بلجيكا في وقت سابق، إن قرار بلجيكا بتمديد عمر المحطات النووية جاء متأخرًا للغاية، لكن الحكومة البلجيكية، قالت إن المحادثات بين الطرفين كانت بناءة، وإن الجانبين حددا الخطوط العريضة للاتفاق المستقبلي.
وكتب رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، على تويتر: "هذا الاتفاق خطوة أولى وعلامة مهمة على الثقة بين الطرفين".
وأضاف أن "خطاب النيات سيتحول إلى اتفاقية نهائية بحلول نهاية العام الجاري 2022، حتى تضمن بلادنا ما يكفي من الكهرباء في الأوقات الجيوسياسية المضطربة".
وستشمل الاتفاقية بين بلجيكا وشركة إنجي الفرنسية، إنشاء مشروع مشترك بنسبة 50:50، لإدارة الوحدات النووية وتحديد الالتزامات والتكاليف المستقبلية لإدارة النفايات والوقود المستهلك.
وتعتزم بلجيكا استثمار 100 مليون يورو (113 مليون دولار أميركي)، خلال 4 سنوات في تقنية الطاقة النووية، مع التركيز على المفاعلات النموذجية الأصغر، وإمكان التعاون مع فرنسا وهولندا.
وكانت وكالة الطاقة الدولية أكدت -في تقرير حديث لها بنهاية يونيو/حزيران 2022- أن الطاقة النووية يمكن أن تُسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقالت الوكالة، إن الطاقة النووية تُعد ثاني أكبر مصدر للطاقة منخفضة الانبعاثات بعد الطاقة الكهرومائية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة في بلجيكا.. كيف يمكن التحول إلى نظام أكثر كفاءة؟
- بلجيكا تؤجل إغلاق محطاتها النووية 10 سنوات.. وإنجي الفرنسية تدرس تداعيات القرار
- بلجيكا تتطلع إلى التعاون مع السعودية في إنتاج الهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- الادعاء بأن حرق الوقود الأحفوري وراء موجات الحر الشديدة "هستيريا مناخية" (مقال)
- دعوة بريطانية إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مواجهة نقص إمدادات الوقود الروسي
- تطور جديد في قضية رشوة النفط العراقي ببريطانيا