أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا تواجه ضربة جديدة
المحطة لن تستأنف التشغيل قبل 4 أغسطس
مي مجدي
قرر عمال أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال في العالم (محطة بريلود الأسترالية التابعة لشركة شل) مواصلة الإضراب في ظل الأوضاع المتقلبة التي تعيشها سوق الغاز العالمية.
وأعلن التحالف البحري، اليوم الأربعاء 20 يوليو/تموز (2022)، مد العمال في محطة بريلود الإضراب حتى 4 أغسطس/آب مع تصاعد حدة معركة الأجور مع شركة شل، حسبما أفادت مجلة أوفشور إنجينير (Offshore Engineer).
وبدأت الشركة الأنغلو- هولندية إغلاق أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال الواقعة قبالة سواحل أستراليا الغربية، موضحة لعملائها أنها لن تستطيع تصدير الغاز المسال مع استمرار إضراب العمال عن العمل، الذي بدأ يوم 10 يونيو/حزيران (2022).
وكشف التحالف عن رفض شركة شل المساومة مع النقابات أو ممثليها منذ رفضهم عرض الشركة الأخير قبل 9 أيام بأغلبية ساحقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
عواقب تمديد الإضراب
أكد التحالف، في مواقع التواصل الاجتماعي، عدم تراجع أو استسلام أعضائه أو عمال محطة بريلود عن مطالبهم.
وقال إن رفض الشركة العودة إلى طاولة المفاوضات يُعد انتهاكًا لقانون العمل، وسيؤدي حتمًا إلى اتخاذ إجراءات قانونية في لجنة العمل العادل (إف دبليو سي).
وفي المقابل، قالت شركة شل لعمال أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال إنها ستتوقف عن الدفع لهم بدءًا من الإثنين 25 يوليو/تموز الجاري، بعد تمديد الإضراب لمدة أسبوعين آخرين.
وسبق أن كشفت عن أن إمدادات الغاز ستتأخر حتى 21 يوليو/تموز (2022) مع توقف الشركة عن الإنتاج، لكن التحالف زعم أن الاضطرابات ناجمة عن نهج شل للمساومة.
وقالت الشركة إن توقف العمل يؤثر في قدرتها على إرساء الناقلات في الموقع وشحن الغاز المسال.
كما أشار المتحدث باسم الشركة إلى محاولة شل إيجاد حلول لاستئناف العمل، لكنها لن تكون قادرة على الاستمرار بعد وقف الإنتاج.
ونتيجة لذلك، ستلجأ الشركة إلى الإغلاق بصفته الآلية المتوافرة بموجب قانون العمل العادل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويعني القرار أن الشركة لن تدفع أجور العمال غير الموجودين داخل المحطة، أما الموجودون في المحطة سيتقاضون رواتبهم فقط مقابل وقت عملهم خارج أوقات الإضراب.
وقالت: "بمجرد أن تصبح عمليات الإغلاق سارية المفعول، لن ندفع رواتب العمال في حال عدم تجمعهم داخل المنشأة".
خسائر محطة بريلود
جادل اتحاد العمال الأسترالي بأن الإغلاق قد يزيد من فرص انهيار أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال، وسيؤدي إلى تكبدها خسائر إنتاجية في المستقبل.
وقبل نحو 10 أيام، قالت شل إنها ستسرّح معظم العمال البالغ عددهم 350 بعد أن قررت إغلاق المحطة مؤقتًا.
ولا تطالب النقابات شل بزيادة الأجور فحسب، وإنما بالحماية لمنع الشركة من الاستعانة بمصادر خارجية.
بينما تعارض شل مطالب النقابات، زاعمة أنها ستزيد من تكاليف العمال في المنشأة المتعثرة، التي لم تحقق ربحًا بعد منذ بدء الإنتاج في وقت متأخر من عام 2019.
وستشغل شل أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال بحصة 67.5%، في حين تمتلك شركة إنبكس اليابانية حصة بنسبة 17.5%، وحصة غاز كوريا تبلغ 10%، وشركة إنبكس التايوانية 5%.
وتصل الطاقة الإنتاجية للمحطة من الغاز المسال إلى 3.6 مليون طن سنويًا، إلى جانب إنتاج 1.3 مليون طن من المكثفات، وتبلغ قدرات غاز النفط المسال نحو 400 ألف طن.
ماذا عن الأسواق العالمية؟
تأتي التطورات الجديدة في وقت تشهد فيه أسعار الغاز المسال في آسيا وأوروبا ارتفاعًا كبيرًا؛ بسبب انخفاض تدفقات الغاز الروسي وتمديد إغلاق محطة فريبورت الأميركية للغاز المسال.
ومن المتوقع أن يؤدي مد عمليات الإغلاق إلى شح الإمدادات بسوق الغاز المسال، في ظل تدافع أوروبا لتوفير شحنات تعوض الإمدادات الروسية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويرى خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، وائل حامد عبدالمعطي، أن مد وقف العمل بالمحطة الأسترالية لشهر أغسطس/آب (2022) سيزيد من معاناة الأسواق الآسيوية، خاصة اليابان، وسط ارتفاع الأسعار الفورية.
وكشف، عبر تغريدة له بموقع تويتر، عن أن صادرات محطة بريلود بلغت 800 ألف طن خلال النصف الأول من عام 2022، وسجلت الصادرات إلى كوريا الجنوبية نحو 510 آلاف طن، في حين وصلت الصادرات إلى اليابان 290 ألف طن.
مد ايقاف العمل بمحطة بيرلود العائمة للغاز الطبيعي المسال في استراليا حتى الرابع من أغسطس في وقت تأن فيه الأسواق الآسيوية من "ارتفاع" الأسعار الفورية وبالأخص اليابان🇯🇵،،
(حصري) صدرت بريلود خلال النصف الأول من 2022 نحو 800 ألف طن👇
-510 ألف طن كوريا🇰🇷
-290 ألف طن اليابان 🇯🇵 pic.twitter.com/pfUjEVSIng
— Wael Abdelmoati م وائل حامد عبد المعطي (@WaelMoati) July 20, 2022
وهو ما أكدته شركة الأبحاث "إنرجي كويست"، في تقرير لها الأسبوع الماضي، قائلة إن أستراليا تُعد أكبر مورد لليابان، وثاني أكبر مورد لكوريا، ويعني عدم تسليم أي شحنات زيادة، أزمة الطاقة في البلدين، وبقية آسيا.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط في غايانا يستعد للتفوق على فنزويلا والجزائر وأغلب دول أفريقيا (تقرير)
- واردات الصين من الغاز المسال قد تشهد انخفاضًا غير مسبوق في 2022 (تقرير)
- أبرز المعلومات عن صفقة الغاز الجزائري إلى أوروبا (إنفوغرافيك)