أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة.. السعودية أولًا وليبيا والمغرب أقلها
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- السعودية تصدرت العرب في قائمة أكبر مُصدري انبعاثات قطاع الطاقة
- تراجعت انبعاثات الإمارات من الحرق إلى مليوني طن خلال عام 2021
- مصر جاءت في المركز الثالث لعام 2021 بحجم انبعاثات 219.6 مليون طن
- انبعاثات ليبيا من الحرق تقفز 140% خلال عام 2021 لتصل إلى 12 مليون طن
تظهر قائمة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة في 2021، عودة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يصدرها قطاع الطاقة للارتفاع خلال العام الماضي (2021)، بعد تراجع شهده عام انتشار وباء كورونا (2020).
ويبدو أن عودة الانفتاح الاقتصادي مرة أخرى خلال 2021 مع ظهور لقاحات فيروس كورونا بعد الإغلاقات التي حدثت عام 2020 لمواجهة الوباء، أحد أسباب ارتفاع الانبعاثات الضارة بالبيئة مرة أخرى.
وتظهر المراجعة الإحصائية لشركة النفط البريطانية بي بي عن عام 2021 الصادرة مؤخرًا، أن انبعاثات قطاع الطاقة في أغلب الدول على المستوى العالمي عادت إلى الارتفاع مرة أخرى خلال العام الماضي (2021) بعد انخفاضات شهدها عام 2020.
ويأتي ذلك وسط امتلاك الدول العربية -خصوصًا المنتجة للوقود الأحفوري منها- خططًا تستهدف خفض الانبعاثات الضارة والوصول إلى الحياد الكربوني.
وترصد وحدة أبحاث الطاقة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة خلال 2021، وفقًا لبيانات شركة النفط البريطانية بي بي.
السعودية
تصدرت السعودية قائمة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة، من قطاع الطاقة خلال 2021، إذ نما إجمالي انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنحو 1.4%.
وبحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي -التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع الطاقة السعودي إلى 575.3 مليون طن خلال 2021، مقابل 569.2 مليون طن خلال 2020.
ورغم تصدرها قائمة الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة، تراجعت انبعاثات المملكة من الاحتراق خلال العام الماضي (2021) إلى 5.6 مليون طن، مقابل 5.7 مليون طن خلال 2020.
وتمتلك السعودية خطة أطلقتها في أكتوبر/تشرين الأول 2021، تستهدف خفض انبعاثاتها والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وشملت خطة المملكة حزمة من الاستثمارات تصل إلى 700 مليار ريال (186.62 مليار دولار) لتنمية الاقتصاد الأخضر، وكذلك مبادرات في مجال الطاقة تسعى إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 278 مليون طن بصفة سنوية مع حلول 2030.
الإمارات
حلت دول الإمارات العربية المتحدة في المركز الثاني بقائمة أكثر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة خلال 2021، مع وتيرة نمو سنوية 5.4%.
وارتفعت انبعاثات قطاع الطاقة في الإمارات خلال العام الماضي (2021) إلى 260.1 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، مقابل 247.4 مليون طن في العام السابق له (2020).
ورغم تصدرها المركز الثاني في قائمة الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة، تراجعت انبعاثات الإمارات من الحرق إلى مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون خلال 2021، مقابل 2.2 مليون طن خلال 2020.
وكانت الإمارات أطلقت -في أثناء انعقاد معرض إكسبو 2020 دبي- إستراتيجية البلاد لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، متضمنة استثمارات بأكثر من 600 مليار درهم (163.36 مليار دولار) في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى منتصف القرن الحالي (2050).
وتستهدف الإمارات خفض الانبعاثات الضارة بنسبة 23.5% بحلول 2030، وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.
مصر
جاءت مصر في المركز الثالث بقائمة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة بقطاع الطاقة خلال العام الماضي (2021)، بعد تسجيلها نسبة نمو سنوية بلغت 8.4%.
وتظهر إحصائيات شركة النفط البريطانية بي بي، أن انبعاثات قطاع الطاقة في مصر من ثاني أكسيد الكربون ارتفعت خلال 2021 إلى 219.6 مليون طن، مقابل 203.3 مليون طن خلال 2020.
وفي المقابل، تراجعت انبعاثات مصر من حرق الوقود خلال العام الماضي (2021) إلى 4.7 مليون طن، مقابل 5.1 مليون طن في 2020.
وتستهدف مصر بالتزامن مع استضافة البلاد قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ، وضع خطة وطنية لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري في مصر.
ومن المقرر أن تركز الخطة على خفض انبعاثات قطاعي توليد الكهرباء وإنتاج النفط والغاز، لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
العراق
في المركز الرابع، جاء العراق بقائمة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة، وبنسبة نمو سنوية 8.7%.
وارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع الطاقة العراقي خلال العام الماضي (2021) إلى 141 مليون طن، مقابل 130 مليون طن خلال 2020.
ومع شغل المركز الرابع بين الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة، ارتفعت انبعاثات العراق من الحرق خلال العام الماضي (2021) إلى 35.8 مليون طن، مقابل 34.7 مليون طن خلال 2020.
الجزائر
حلت الجزائر في المركز الخامس بقائمة أكثر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة خلال العام الماضي (2021)، بوتيرة نمو سنوية 5.1%.
وارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع المحروقات في الجزائر خلال العام الماضي (2021) إلى 139.7 مليون طن، مقابل 133.3 مليون طن في 2020.
ورغم ذلك، تراجعت انبعاثات الحرق للجزائر خلال العام الماضي (2021) إلى 16.4 مليون طن، مقابل 18.8 مليون طن في 2020.
وكانت دراسة صادرة عن منظمة غرينبيس بدعم من وكالة بلومبرغ، أكدت أن خطط القارة الأوروبية لزيادة وارداتها من الغاز الجزائري بصفتها أحد حلول البحث عن بديل للغاز الروسي تقع على المحك؛ بسبب انبعاثات الميثان في الجزائر.
وتوضح الدراسة -التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن أكبر حقل للغاز في الجزائر وهو حقل حاسي الرمل، يُعَدّ مصدرًا رئيسًا لانبعاثات الميثان لأكثر من 40 عامًا.
ورغم ذلك، اعتبر مسؤول بإحدى المنظمات الدولية المتخصصة، -خلال حديثه مع منصة الطاقة المتخصصة- أن توقيت الدراسة التي أعلنتها مؤسسة غرينبيس يُعدّ أمرًا لافتًا للنظر.
وكما يشير المسؤول -الذي رفض ذكر اسمه لحساسية موقعه- لم تتناول الدراسة العديد من الجوانب؛ من بينها شدة انبعاثات الميثان، وهو مقياس يأخذ في الحسبان حجم انبعاثات الميثان بالطن لكل ألف طن نفط مكافئ من الإنتاج، وذلك بهدف المقارنة بين الدول التي تُعَدّ مصدّرة للغاز إلى أوروبا.
وأوضح أن شدة انبعاثات الميثان في الجزائر وصلت إلى 19.5 طن ميثان لكل ألف طن نفط مكافئ؛ وهي أقل من نصف القيمة في تركمانستان على سبيل المثال.
ويرى المسؤول، أن صورة الأقمار الصناعية التي اعتمدتها الدراسة، ركزت فقط على انبعاثات الميثان في الجزائر دون النظر إلى الصورة الكاملة التي التقطتها الأقمار الصناعية ضمن دراسة سابقة نُشرت مطلع العام الجاري (2022)، تبرز الحجم الكبير لانبعاثات الميثان من حقول النفط والغاز في الولايات المتحدة.
قطر
ارتفعت انبعاثات قطر خلال العام الماضي (2021) لتأتي في المركز السادس بقائمة أكثر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة، مسجلة نسبة نمو سنوية 7.4%.
وسجلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع الطاقة القطري خلال العام الماضي (2021) نحو 115.3 مليون طن، مقابل 107.6 مليون طن في 2020.
وارتفعت انبعاثات قطر من الحرق خلال العام الماضي (2021) إلى 2.8 مليون طن، مقابل 2.6 مليون طن في 2020.
ويُشار إلى أن قطر تستهدف خفض كثافة الكربون بمنشآت الغاز المسال بنسبة 25% بحلول 2030، وخفض كثافة غاز الميثان بنسبة 0.2% بحلول 2025، بالإضافة إلى سعيها للتخلص من الانبعاثات الناتجة عن عمليات الحرق الروتيني في إنتاج الغاز الطبيعي.
الكويت
جاءت الكويت في المركز السابع بقائمة أكثر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة خلال العام الماضي (2021)، ومسجلة نسبة سنوية وصلت لـ7.9%.
وارتفعت انبعاثات قطاع الطاقة الكويتي من ثاني أكسيد الكربون خلال العام الماضي (2021) إلى 103.1 مليون طن، مقابل 95.9 مليون طن في 2020.
كما ارتفعت انبعاثات البلاد من الحرق خلال 2021 إلى 2.1 مليون طن، مقابل 1.8 مليون طن في 2020، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة من بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.
وتستهدف الكويت تقليل ارتفاع غازات الدفيئة بنسبة 7.4% من إجمالي انبعاثاتها حتى عام 2035، مع سعيها إلى الانتقال لنظام اقتصادي منخفض الانبعاثات من الكربون المكافئ.
عمان
زادت انبعاثات سلطنة عمان خلال العام الماضي (2021) لتأتي في المركز الثامن بقائمة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة بالبيئة من قطاع الطاقة، ومحققة نسبة ارتفاع سنوية 12.6%.
وارتفعت انبعاثات قطاع الطاقة لسلطنة عمان خلال العام الماضي (2021) إلى 82.1 مليون طن، مقابل 73.1 مليون طن في العام السابق له (2020).
ومع وجودها ضمن قائمة الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة، ارتفعت أيضًا انبعاثات عمان من الحرق إلى 5.2 مليون طن في 2021، مقابل 5.1 مليون طن في 2020.
المغرب
جاء المغرب في المركز التاسع ليكون أقل الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة من قطاع الطاقة خلال العام الماضي (2021)، ولكن انبعاثاته زادت بنسبة 11.4%، على أساس سنوي.
وبحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي، ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المغرب إلى 68.9 مليون طن العام الماضي (2021)، مقابل 62.1 مليون طن في 2020.
ليبيا
لم تأتِ ليبيا في قائمة أكبر الدول العربية المُصدرة للانبعاثات الضارة، لكنها ذكرت في مراجعة شركة النفط البريطانية بي بي الإحصائية بشأن انبعاثات الحرق.
وارتفعت انبعاثات الحرق في لييبا خلال العام الماضي (2021) إلى 12 مليون طن، مقابل 5 ملايين طن في 2020.
موضوعات متعلقة..
- أديبك 2020.. أدنوك: سنتوسّع في استخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون
- الطاقة النووية.. طريق المغرب نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050
- الحياد الكربوني.. استثمارات عمالقة الطاقة في الخليج لمواجهة تغير المناخ (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- مشروع ورزازات للطاقة الشمسية.. حلم المغرب في الطاقة المتجددة (فيديو وصور)
- أزمات تهدد صادرات النفط والغاز الجزائرية (دراسة بالأرقام)
- أسعار النفط ومخاوف الركود واضطراب العرض في السوق العالمية (مقال)
- قناة السويس تحقق أعلى إيرادات في تاريخها.. والنفط والغاز أبرز الحمولات