أزمة الغاز قد تدفع ألمانيا إلى استخدام الخشب لتدفئة المنازل في الشتاء
دويتشه بنك يتوقع انخفاض استهلاك الغاز في ألمانيا بنسبة 10%
مي مجدي
حذّر دويتشه بنك (البنك الألماني) من أن تفاقم أزمة الغاز في ألمانيا قد يدفع المواطنين إلى العودة لاستخدام الأخشاب بغرض التدفئة لمواجهة البرد القارس خلال الشتاء المقبل.
ووفقًا لتحذيرات المحللين، فإن بعض المنازل ستضطر إلى حرق الأخشاب للتدفئة بدلًا من الغاز، مع مواصلة روسيا خفض الإمدادات، حسبما نشر موقع بيزنس إنسايدر (Business Insider).
وتوقّع البنك، في مذكرة نُشرت يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز (2022)، انخفاض استهلاك الغاز في ألمانيا بنسبة 10% مقارنة بمستويات عام 2021، مدفوعًا بمدخرات الأسر والصناعة وقطاع الخدمات، وارتفاع أسعار الغاز.
وأجبر النقص العالمي في الغاز، الذي تفاقم بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، العديد من المستهلكين لخفض استخدام الوقود لمواجهة الأزمة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
مصادر طاقة أخرى
تتزايد المخاوف إزاء أزمة الغاز في أكبر اقتصاد بأوروبا، مع مواصلة الكرملين استخدام الوقود الأحفوري سلاحًا ضد الغرب بسبب العقوبات.
وجاء في مذكرة دويتشه بنك أن هناك بعض الشكوك، خاصة فيما يتعلق بالتوقعات المتعلقة بالإمدادات من الدول الأخرى والطلب.
وقال المحللون في دويتشه بنك، إنهم يتوقعون استمرار انخفاض الطلب على الغاز في ألمانيا خلال الأشهر القليلة المقبلة بنسبة 10% من المستوى الذي كان عليه قبل عام واحد.
وأشار البنك إلى أن كلًا من المدخرات والإحلال أسهما في انخفاض استهلاك الغاز بألمانيا بأكثر من 14% على أساس سنوي خلال الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام (2022)، ومن المحتمل أن تكون درجات الحرارة المعتدلة خلال الشتاء والربيع مسؤولة عن هذا التراجع.
وأضاف المحللون أن استبدال مصادر طاقة أخرى بالغاز، مثل الفحم الصلب والفحم البني (الليغنيت) في قطاع الكهرباء، والخشب مصدرًا للتدفئة في المنازل، والتحول إلى المشتقات النفطية في الصناعة، سيسهم في انخفاض الطلب على الغاز، كما إن التطورات الاقتصادية ستحدّ من الطلب على الغاز في الصناعات التحويلية.
وأوضح البنك أن بعض المنشآت في ألمانيا قد تغلق مع ارتفاع تكاليف الطاقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كما إن هناك بعض الأدلة التي تؤكد توقعات دويتشه بنك المتعلقة بالعودة لاستخدام الخشب للتدفئة، إذ لجأت بعض الأسر في تكساس إلى حرق الأخشاب والأثاث للتدفئة، وسط انقطاع التيار الكهربائي الشتاء الماضي.
في الوقت نفسه، تختلف الآراء حول مزايا استخدام الخشب مصدرًا للوقود، إذ يرى بعضهم أنه سيزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأزمة قطع الأشجار؛ ما يؤثّر في التنوع البيولوجي، ويهدد الأهداف المناخية في ألمانيا.
بينما يجادل آخرون بأن الخشب مصدر متجدد للطاقة، والتوسع في استخدامه قد يدفع مالكي الأراضي إلى زراعة المزيد من الأشجار، ومن ثم زيادة تخزين الكربون.
الغاز الروسي
على صعيد متصل، تعتمد ألمانيا إلى حدّ كبير على الغاز الروسي؛ لتغذية الاقتصاد القائم على التصدير.
وتستورد قرابة 70% من مصادر الطاقة من روسيا؛ إذ تعدّ المورد الأكثر أهمية للوقود الأحفوري، وفقًا لدويتشه بنك.
ويأتي تقرير دويتشه بنك الأخير في وقت تستعد فيه أوروبا لفصل شتاء ربما يكون أكثر برودة من المعتاد، ومع غزو روسيا لأوكرانيا، فقد زادت التساؤلات حول مدى تفاقم أزمة الغاز واستقرار الإمدادات في المستقبل.
كما إن موسكو أوقفت الإمدادات عن العديد من البلدان، مثل بلغاريا وبولندا، بعد رفضها الدفع بالروبل، وتتزايد مخاوف الاتحاد الأوروبي من عدم قدرته على ملء الخزّانات دون مصدر بديل.
وفي ظل الفوضى الحاصلة والتوقعات غير المبشرة، بعثت شركة غازبروم، عملاق النفط الروسي المملوك للدولة، برسائل متضاربة، أمس الأربعاء 13 يوليو/تموز (2022)، حول ما إذا كانت ستواصل تدفّق الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 في المستقبل القريب، بعدما أغلقته لإجراء عمليات الصيانة، والتي ستستمر حتى 21 يوليو/تموز (2022).
وفي حال استمرار قطع الإمدادات لمدة أطول، أو خفض التدفقات، فستضرّر خطط ملء خزّانات الغاز قبل الشتاء.
ويرى المدير المالي بشركة المرافق الكهربائية "إي. أو إن"، مارك سبيكر، أن أزمة الطاقة الحالية يمكنها أن تتحول إلى أزمة اقتصادية هائلة.
فأزمة نقص الإمدادات وانقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء قد تدفع البلدان، بما في ذلك ألمانيا، إلى الركود، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
اقرأ أيضًا..
- تطورات أزمة مؤسسة النفط الليبية.. صنع الله يهاجم الإمارات وطرد لجنة الدبيبة
- جدوى تصدير الهيدروجين الأخضر من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا (مقال)
- إزالة الكربون من المياه.. العرب يستخدمون الطاقة الشمسية في محطات التحلية