أوروبا على صفيح ساخن.. حرائق وتوقف وإضراب في قطاعي النفط والغاز

شهد العديد من مصافي التكرير في أوروبا -مؤخرًا- حرائق وأعمال صيانة وإضرابات أثرت في قدرتها على تلبية احتياجات القارة من الوقود، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتسعى بعض مصافي التكرير الأوروبية إلى الحفاظ على معدلات التشغيل مرتفعة من أجل تلبية الطلب المتزايد على النفط.

وقد أُخمِد حريق في مصفاة مونغستاد النرويجية، في 3 يوليو/تموز الماضي، على الرغم من تضرر بعض أجزاء المحطة التي تنتِج بعض المشتقات النفطية المكررة، وما تزال المحطة الرئيسة قيد التشغيل، وفقًا لما أوردته منصة إس آند بي غلوبال (spglobal) في 5 يوليو/تموز الجاري.

وأفادت شركة التكرير النرويجية مونغستاد بأن المصفاة أنجزت أعمال الصيانة المقررة، التي بدأت في أواخر أبريل/نيسان في الأسبوع الأخير من يونيو/حزيران.

الحرائق والإضرابات

عادت مصفاة ساروتش الإيطالية إلى العمل بصفة طبيعية بعد حريق في أواخر 25 يونيو/حزيران الماضي على معدات نقل الكبريت الصلب إلى الصوامع في المجمع، حسبما قالت الشركة في 27 يونيو/حزيران.

ومن المحتمل أن يكون الحريق في مصفاة ساروتش الإيطالية، الذي أُخمد بسرعة، ناتجًا عن حركة الأجزاء الميكانيكية على خط الإنتاج بسبب ارتفاع حرارته.

وتوقفت وحدة في مصفاة أنتويرب التابعة لشركة توتال إنرجي عن العمل عقب تسرب كمية من النفط، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية عن شركة توتال إنرجي. ونجم التسرب عن عطل تقني في نظام تبريد النفط وأدى إلى تعطُّل الوحدة.

وقالت شركة إكسون موبيل إنها أعادت تشغيل مصفاة فوس سور مير في جنوب فرنسا منذ 2 يوليو/تموز بعد إضراب بدأ في 28 يونيو/حزيران بسبب الأجور وانتهى بعد "حوار بناء".

وأوضحت الشركة -التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها بدأت الاستعدادات لإغلاق المحطة تدريجيًا- أن المحطة لم توقف عملياتها بالكامل، مضيفة أنها ستبذل قصارى جهدها لاستئناف عملياتها بالكامل وتسليم منتجاتها في أقرب وقت ممكن.

وشهدت فرنسا مستوى متزايدًا من الإضرابات الصناعية بشأن الأجور، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

في 24 يونيو/حزيران، نفذ العاملون في مصافي شركة توتال إنرجي في فرنسا إضرابًا لمدة 24 ساعة. وعلى الرغم من ذلك، عزز الطلب القوي هوامش التكرير.

• إضراب في مصفاة توتال احتجاجًا على الشراكة مع إير ليكيد

وتوقعت شركة التكرير الفنلندية نيستي أن يرتفع متوسط ​​هامش التكرير بأكثر من الضعف في الربع الثاني من عام 2022 مقارنة بالربع السابق، رغم استمرار تصاعد تراجعات المنتجات العالمية في تعزيز أرباح قطاع التكرير.

وقدّرت الشركة هامش التكرير في الربع الثاني عند مستوى مماثل تقريبًا لهامش الربع الأول البالغ 10.30 دولارًا للبرميل.

وأشارت الجمعية الفرنسية لصناعة البترول (يو إف آي بي) إلى أن شحنات وقود المركبات الفرنسية في مايو/أيار ارتفعت بنسبة 13% على أساس سنوي إلى 4.246 مليار لتر، مع زيادة قدرها 9.3% على أساس سنوي في استهلاك الديزل وزيادة بنسبة 25% في استهلاك البنزين.

وبالمقارنة مع مرحلة ما قبل تفشي وباء كوفيد-19 مايو/أيار 2019، انخفضت شحنات الديزل منخفض الكبريت بنسبة 4.5% في مايو/أيار 2022، في حين قفز استهلاك البنزين بنسبة 18%، ويؤكد ذلك مجددًا إعادة التوازن في ملكية السيارات نحو نسبة أكبر من سيارات الركاب التي تعمل بالبنزين ومبيعات أقل من سيارات الركوب التي تعمل بالديزل في فرنسا.

وفي المقابل، ارتفع الطلب على وقود الطائرات بنسبة 122% على أساس سنوي إلى 601 مليون لتر في مايو/أيار.

وانخفضت شحنات وقود الطائرات في مايو/أيار 2022 بنسبة 19% مقارنة بشهر مايو/أيار 2019. وتظهِر هذه الأرقام أن رحلات شركات الطيران لم تصل إلى مستويات ما قبل تفشي الوباء في فرنسا وأوروبا عمومًا.

• شركات الطيران والسيارات تقاوم ضريبة الاتحاد الأوروبي على الوقود (تقرير)

وعلاوة على ذلك، ستواصل مصفاة شويدت الألمانية معالجة النفط الخام بعد 1 يناير/كانون الثاني 2023، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول حكومي.

وقال وزير الدولة بوزارة الاقتصاد الألمانية، مايكل كيلنر، إن معالجة النفط الخام ستستمر في المصفاة بدءًا من 1 يناير/كانون الثاني 2023.

ومن جانبها، تبحث الحكومة الألمانية في توفير إمدادات نفط بديلة، إذ تعالج المحطة -حاليًا- النفط الروسي الذي يجري تسليمه عبر خط أنابيب دروجبا.

ويمكن للمحطة أن تستقبل النفط الخام المنقول بحراً من مواني البلطيق في روستوك في ألمانيا وغدانسك في بولندا.

وأشار كيلنر إلى أن كلا الميناءين متصلان بالمصفاة عبر خطوط أنابيب، على الرغم من أن خط الأنابيب في روستوك يحتاج إلى التحديث من أجل زيادة سعته.

وتتوقع شركة بي كيه إن أورلن، أكبر شركة تكرير في بولندا، ربط استحواذها المتفق عليه على شركة التكرير الثانية في البلاد، غروبا لوتوس، بحلول أوائل أغسطس/آب بعد أن يعلن الاتحاد الأوروبي صفقة الأصول اللازمة لتأمين دعم بروكسل للاستحواذ.

وأعلنت شركة بي كيه إن أورلن لأول مرة خططًا للسيطرة على منافستها المحلية غروبا لوتوس، في أوائل عام 2018، حسب تقرير اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.

• مطالب في ألمانيا بترشيد الاستهلاك للتوقف عن واردات الطاقة الروسية

عمليات الصيانة الدورية

في النصف الثاني من عام 2022، من المقرر أن تجري شركة الطاقة الإسبانية "ريبسول" عملية صيانة دورية صغيرة في مصفاة تاراغونا، وستشمل وحدتي إيزوماكس والتكسير المائي (الهيدروليكي).

وكان من المقرر أن يبدأ العمل في 23 سبتمبر/أيلول ويستمر حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لما أوردت منصة إس آند بي غلوبال (spglobal) في 5 يوليو/تموز الجاري.

في المقابل، أُوقفت وحدة غير محددة في مصفاة دونغيس الفرنسية، يوم 22 يونيو/ حزيران، خشية أن تتسبب في اشتعال النيران، وأُوقفت وحدة أخرى، في 15 يونيو/حزيران، ثم استأنفت عملها في اليوم التالي.

وظلت وحدة نزع الكبريت المائي خارج الخدمة بعد اندلاع حريق في 28 مايو/أيار.

وأوقفت شركة توتال إنرجي عملياتها في مصفاة دونغيس في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بسبب ضعف الهوامش، وأُعيد تشغيلها في أوائل مايو/أيار.

وتشهد مصفاة ليندسي في المملكة المتحدة حاليًا "مدة صيانة" جارية، حسبما أفادت الشركة في 20 يونيو/حزيران.

وأكملت مجموعة براكس عملية الاستحواذ على مصفاة ليندسي والأصول اللوجستية المرتبطة بها في المملكة المتحدة من شركة توتال إنرجي في مارس/آذار 2021.

وأنجزت شركة هايدا الألمانية صيانة جزئية لبعض الوحدات في الموعد المحدد، حسبما أفادت المصفاة في 14 يونيو/حزيران. وقد جدولت الشركة أعمال الصيانة بين 4 مايو/أيار و11 يونيو/حزيران.

وواصلت مرافق الإنتاج غير المشاركة في عمليات الصيانة عملياتها لضمان توفير المنتجات في أثناء مدة الصيانة الدورية.

اقرأ أيضًا..

• إنتاج النفط الأميركي يهبط 60 ألف برميل يوميًا خلال أبريل
• أمين عام جيبكا: البتروكيماويات في الخليج تستفيد من التغيرات الجيوسياسية (تقرير)
• من أين يستورد المغرب الغاز المسال؟.. مصادر تجيب عن الصفقة المنتظرة