أكبر المضخات الحرارية في العالم تنفذها شركتان ألمانيتان
باستخدام تقنيات منخفضة لثاني أكسيد الكربون
نوار صبح
- يهدف المشروع إلى استخدام تقنيات منخفضة ثاني أكسيد الكربون في الإنتاج الكيميائي.
- يمكن للمضخة إنتاج نحو 150 طنًا متريًا من البخار في الساعة.
- يمكن للمشروع تقليل انبعاثات الكربون في الموقع بنحو 390 ألف طن متري سنويًا.
- تستخدم المصانع البخار لتجفيف المنتجات أو تسخين المفاعلات أو للتقطير.
- ترغب الشركتان في اكتساب الخبرة في دمج المضخات الحرارية وتشغيلها على نطاق صناعي.
دخلت شركتان ألمانيتان في شراكة إستراتيجية لبناء واحدة من أكبر المضخات الحرارية في العالم، ضمن خطوات برلين لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني قبل منتصف القرن الحالي.
وأعلنت شركة الكيماويات العملاقة "باسف" وشركة "مان إنرجي سوليوشنز" الألمانيتان شراكةً لبناء مضخة حرارية على نطاق صناعي في موقع شركة "باسف" في مدينة لودفيغسهافن الألمانية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويهدف مشروع بناء أكبر المضخات الحرارية في العالم إلى تقديم مساهمة مهمة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتأسيس لاستخدام تقنيات منخفضة ثاني أكسيد الكربون في الإنتاج الكيميائي وتقليل استهلاك الغاز الطبيعي في الموقع.
ويجري شريكا المشروع دراسة جدوى، باعتبارها خطوة أولى، ومن المتوقع أن تكتمل بحلول نهاية عام 2022، حسبما نشر موقع مجلة كيميكال إنجنيرينغ ماغازين أونلاين (chemengonline).
مشروع المضخة الحرارية
سيتيح مشروع أكبر المضخات الحرارية في العالم إنتاج البخار باستخدام الكهرباء من الطاقة المتجددة، والاستفادة من الحرارة المهدرة من نظام مياه التبريد في مجمع شركة باسف للكيماويات باعتباره مصدرًا للطاقة الكهروحرارية.
وستُعَالَج الحرارة المتبقية في الماء باستخدام الضغط لإنتاج البخار الذي سيُغَذَّى في شبكة البخار بالموقع.
وستكون أكبر المضخات الحرارية في العالم قادرة على إنتاج ما يصل إلى 150 طنًا متريًا من البخار في الساعة، أي ما يعادل 120 ميغاواط من الطاقة الكهروحرارية، من خلال دمج المضخة الحرارية المخطط لها في البنية التحتية لإنتاج الموقع.
في المقابل، يمكن أن يقلل المشروع من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الموقع بما يصل إلى 390 ألف طن متري سنويًا، وسيصبح نظام مياه التبريد أكثر كفاءة وأقل اعتمادًا على الظروف المناخية والطقس.
ويُعَد البخار أهم مصدر للطاقة في الصناعة الكيميائية، وتتطلب شركة "باسف" نحو 20 مليون طن متري/سنويًا من البخار في موقع مجمع لودفيغسهافن.
وتستخدم المصانع في الموقع كميات كبيرة من هذا كبخار للعملية في الإنتاج وتجفيف المنتجات أو تسخين المفاعلات أو للتقطير.
ويجري إنتاج ما يقرب من نصف البخار المطلوب في موقع لودفيغسهافن حاليًا عن طريق استعادة الحرارة من منشآت الإنتاج باستخدام عملية منخفضة ثاني أكسيد الكربون.
ويُلبِّي الطلب المتبقي على البخار، نحو 50%، من خلال محطات توليد الكهرباء بالغاز والبخار، التي تطلق ثاني أكسيد الكربون في أثناء التوليد.
أهداف المشروع
قال رئيس مجلس المديرين التنفيذيين لشركة "باسف"، مارتن برودرمولر، إن شركته تريد، على المدى المتوسط، تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 25% بحلول عام 2030.
وأوضح أن استخدام شركة "باسف" تقنيات مثل المضخات الحرارية الكبيرة الموجودة لديها، ويمكن توسيع نطاقها حتى الحجم الصناعي، يقربها كثيرًا من بلوغ هذا الهدف.
وأضاف أن تعاون شركة "باسف" مع شركة "مان إنرجي سوليوشنز" لبناء واحدة من أكبر المضخات الحرارية في العالم يجمع بين خبرة مواقع فيربند الكيميائية التابعة للشركة والخبرة المطلوبة للتنفيذ التكنولوجي لمشروع مثل هذا، مشيرًا إلى أن هذه التكنولوجيا يمكنها تمهيد الطريق لمشروعات في مواقع شركة "باسف" الأخرى.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "مان إنرجي سوليوشنز"، أوي لاوبر: إن شركته تتطلع إلى التعاون الوثيق مع شركة "باسف"، موضحًا أن تسخين المباني ومعالجة الحرارة يمثلان نحو ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في ألمانيا.
وأعرب عن قناعة الشركتين بأن حل المضخة الحرارية يمكن أن يُسهِم في إمداد بخار صديق للبيئة في موقع لودفيغسهافن.
وأكد أن شركة "باسف" تُعَد شركة عالمية رائدة في مجال تحول الطاقة في الصناعة الكيميائية، وهي نموذج يُحتَذى به لنشر التقنيات المبتكرة لحماية الكوكب.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الصناعات الكيميائية وحماية المناخ، على حد سواء، يعتمدان على الابتكارات التي تنشأ من هذه الشراكات القوية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
دور التقنيات الجديدة
قال رئيس مواقع فيربند الكيميائية التابعة لشركة "باسف" الألمانية، أوي ليبيلت، إن التحول الذي تتوخاه الشركتان يتطلب قبل كل شيء الانفتاح على التقنيات الجديدة.
وأضاف أن موقع لودفيغسهافن التابع لشركة "باسف" يختبر ويُطور العديد من التقنيات والعمليات البديلة لتحل محل الوقود الأحفوري، وهذا يشمل الإنتاج الكهربائي للبخار.
وأكد أن حماية المناخ لا تعني تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فحسب، بل تعني استخدام الطاقة بشكل مستدام، وأن المضخات الحرارية الصناعية تتيح تحقيق كلا الهدفين.
وأشار إلى أن المضخات الحرارية الصناعية ستصبح جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للطاقة المستدامة في موقع لودفيغسهافن.
ويرغب الشريكان، من خلال مشروع بناء أكبر المضخات الحرارية في العالم، في اكتساب الخبرة في دمج المضخات الحرارية وتشغيلها على نطاق صناعي وتمهيد الطريق لتوحيد ونشر التكنولوجيا في مواقع أخرى.
وستشكل نتائج دراسة الجدوى الاقتصادية والكفاءة وتقييم القدرة التنافسية للتكنولوجيا الأساس لعملية اتخاذ القرار اللاحقة لبناء المضخة الحرارية.
علاوة على ذلك، حددت شركة "باسف" لنفسها هدفًا يتمثل في تحقيق الحياد الكربوني من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
إلى جانب استخدام الطاقات المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة في الإنتاج، ستُسهِم التقنيات الجديدة مثل كهربة إنتاج البخار في تحقيق هذا الهدف.
وسيؤثر توسيع مثل هذه العمليات الصديقة للمناخ إلى المستوى الصناعي على التحول إلى إنتاج كيميائي منخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحيتها، وضعت شركة "مان إنرجي سوليوشنز" الحلول التقنية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الصناعة وإنتاج الطاقة والشحن في قلب إستراتيجيتها المستقبلية.
وتهتم الشركة خصوصًا بتقليل أو تعويض الانبعاثات المتبقية التي لا يمكن تجنبها من الصناعة، بالإضافة إلى تقنيات كبح الانبعاثات الضارة.
اقرأ أيضًا..
- كيف تستثمر في النفط؟.. أرامكو في مقدمة 5 شركات يمكن البدء بها
- الطاقة المتجددة بحلول 2030.. الجزائر تنافس المغرب على الصدارة العربية
- تيسلا تحتل مرتبة متدنية في تصنيف جودة السيارات الكهربائية (دراسة)