نيجيريا تعلن 20 مشروعًا للغاز من بينها خطا أنابيب المغرب والجزائر
وتخطط لإنشاء جزيرة طاقة
أمل نبيل
تعتزم نيجيريا زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي 3 أضعاف؛ لتلبية احتياجاتها المحلية من الطاقة، وتصدير الفائض إلى الدول الأوروبية المتعطشة للإمدادات الخارجية لتعويضها عن الغاز الروسي.
وتسعى أوروبا إلى إيجاد بدائل عاجلة لغاز موسكو، الذي يمد القارة العجوز بنحو نصف احتياجاتها من الكهرباء، مع توتر العلاقات بين الطرفين في أعقاب الهجوم العسكري لروسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
وتمتلك نيجيريا 207 تريليونات قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة، تضعها في المرتبة الـ9 في قائمة أكبر دول العالم إنتاجًا، وتستحوذ أبوجا على 3% من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، بحسب بيانات رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
مشروعات الغاز الطبيعي في نيجيريا
أعلن وزير الدولة للموارد النفطية في نيجيريا، تيمبري سيلفا، خطط بلاده لتعزيز الاستثمارات في قطاع الغاز وتطويره، خلال عدد من المبادرات في عام 2022، وما بعده، وفقًا لموقع إنرجي كابيتال باور (energy capital power).
وأعلن سيلفا 20 مشروعًا مهمًا للغاز، التي ستُسهم في تحقيق أمن الطاقة محليًا وإقليميًا وتحسين صادرات البلاد للخارج.
وفي الوقت الحالي، يعاني أكثر من 85 مليون نيجيري غياب الكهرباء، وتسعى الحكومة إلى تحقيق الوصول الشامل للكهرباء بحلول عام 2030، وبالتالي فإن زيادة الاستثمارات في الغاز أمر لا مفر منه.
ويعاني المواطنون في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، تكرار انقطاع التيار الكهربائي، إذ يحصل 78% من مستهلكي الكهرباء في نيجيريا على أقل من 12 ساعة من الإمدادات اليومية، بحسب استطلاع للبنك الدولي.
وتعرّضت شبكة الكهرباء في البلاد للانهيار 6 مرات منذ بداية العام الجاري، بسبب الإغلاق الجزئي لإحدى محطات الغاز.
وتقدّم نيجيريا من خلال قانون صناعة النفط، والصادر في عام 2021، تيسيرات مالية وحوافز، تهدف إلى تشجيع المشاركة الدولية في قطاع التنقيب والإنتاج في الدولة الأفريقية.
وتعادل احتياطيات نيجيريا من الغاز الطبيعي 306.3 ضعف استهلاكها السنوي، بحسب بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
اهتمام عالمي
قال وزير الموارد النفطية تيمبري سيلفا -خلال مائدة مستديرة نظمتها غرفة الطاقة الأفريقية في 24 يونيو/حزيران الجاري-: "مع تمرير قانون صناعة النفط، نحن نؤمن بأننا مستعدون لتلقي الاستثمارات".
وكان الرئيس محمد بخاري قد وقّع قانون صناعة النفط في أغسطس/آب 2021، وكان من المفترض أن يحوّل مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية إلى شركة خاصة في غضون 6 أشهر؛ من أجل تسهيل الأمر على الشركة المتعثرة لجمع الأموال للتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه.
وأضاف: "نحن نرى اهتمامًا من قبل المستثمرين في أفريقيا والشركات الدولية، بما في ذلك شل وشيفرون وإكسون موبيل، والتي تعتزم ضخ استثمارات إضافية في عمليات التنقيب البحرية، مع اقترابها من بيع أصولها البرية".
بالإضافة إلى ذلك، ومع وجود خطط لزيادة احتياطيات الغاز المؤكدة في البلاد من 200 تريليون قدم مكعبة إلى 600 تريليون قدم مكعبة، لتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير، تعتزم نيجيريا طرح 20 مشروعًا للتنقيب عن الغاز الطبيعي، في إطار مبادرة عقد من الغاز.
وأطلقت أبوجا مبادرة "عَقد من الغاز" خلال المدة من 2020 إلى 2030، لاستغلال مواردها الهائلة من الغاز لتنمية الاقتصاد ودفع عجلة التصنيع.
وتشجع الحكومة النيجيرية المستثمرين على ضخ استثمارات جديدة في مشروعات الغاز الطبيعي لتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
جزيرة للطاقة
تشمل الخطط الحالية إنشاء جزيرة للطاقة في المنطقة الشمالية من البلاد مع الجهود الجارية لتعزيز الإنتاج من خلال طرح مشروعات جديدة للتنقيب في المياه العميقة، وإعادة إحياء المشروعات المتوقفة مثل مبادرة "لوكولا" للغاز الطبيعي المسال.
وقال سيلفا: "واحدٌ من المشروعات التي نطوّرها في نيجيريا، هو توربين غازي رئيس في أبوجا، الذي لم يكن التفكير فيه ممكنًا في السابق، بسبب عدم توافر إمدادات للغاز".
وسينقل المشروع الغاز من الجنوب عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي أجاوكوتا-كادونا- كانو "إيه كيه كيه"، مشيرًا إلى أن الكثير من الصناعات التي أُغلقت، تعود الآن إلى العمل بسبب الحصول على الغاز من "إيه كيه كيه".
وأخيرًا، مع وجود خطط لتصدير الغاز دوليًا، تحرز نيجيريا تقدمًا في بناء خط أنابيب الغاز العابر للصحراء.
وقال وزير الموارد النفطية، تيمبري سيلفا: "لقد أكملنا بناء 614 كيلومترًا من خط الأنابيب داخل نيجيريا، كما بدأت الجزائر في البناء".
وفي 22 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن الوزير النيجيري أن بلاده ستبدأ إنشاء أنبوب الغاز النيجيري، قبل أن يعلن في 18 فبراير/شباط 2022 الموافقة على خريطة طريق من قبل ممثلي النيجر والجزائر ونيجيريا.
وحول التمويل، قال الوزير إنه التقى العديد من الشركات والدول الأوروبية للحصول على التمويلات اللازمة للمشروع.
وأضاف: "عقدنا اجتماعًا مع الجزائر والنيجر في أبوجا لمناقشة إمدادات الغاز الطبيعي، ومع تزايد الطلب العالمي عليه وتكثيف انتقال الطاقة، نحن متشوقون لتطوير الخط للوفاء بجدولنا الزمني".
ويمثّل الإنفاق على المشروع عبئًا إضافيًا على الجزائر ونيجيريا، اللتين تعانيان ماليًا، إذ تراجع احتياطي الصرف الجزائري إلى 48 مليار دولار، حسب الأرقام الرسمية في 1 يناير/كانون الثاني 2021، في حين بلغ احتياطي نيجيريا النقدي 33 مليار دولار.
كما يأتي ذلك إلى جانب مشروع خط أنابيب الغاز المشترك مع المغرب، والذي يمر عبر 12 دولة أفريقية، لمسافة تزيد عن 6 آلاف كيلومتر.
موضوعات متعلقة..
- هل ينجح خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب في تعويض إمدادات أوروبا من روسيا؟
- قطاع الكهرباء في نيجيريا ينتعش بصفقة جديدة لتوريد الغاز
- الغاز الطبيعي.. نيجيريا تطلب تمويلًا أميركيًا لتلبية الاحتياجات الأوروبية
اقرأ أيضًا..
- مسؤول: تهريب المشتقات النفطية إلى كردستان وراء أزمة الوقود في العراق
- بطاريات مظلات الطاقة الشمسية لم تسلم من الحرائق.. واستدعاء 400 ألف مظلة
- توليد كهرباء الطاقة الشمسية في إسبانيا يتراجع إلى النصف