كيف تستطيع أميركا خفض انبعاثات غازات الدفيئة للنصف بحلول 2030؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
شهد العام الماضي توجّه الولايات المتحدة نحو رفع تعهداتها المناخية، في إطار خطة طموحة تستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة بين 50 و52% بحلول عام 2030، ولكن كيف تستطيع البلاد تحقيق ذلك خلال السنوات الـ8 المتبقية؟
وكي تستطيع أميركا الالتزام بتلك التعهدات المناخية وتحقيقها على أرض الواقع، تحتاج البلاد إلى مضاعفة جهودها الحالية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة نحو 3 مرات للوصول إلى هدف 2030.
ويرى مقال لمدير برنامج مجموعة أنظمة الطاقة وتحليل المناخ بمعهد أبحاث الطاقة الكهربائية، جون بيستلاين، أن نشر نظام كفاء الطاقة، والكهرباء النظيفة، والتحول إلى السيارات الكهربائية بمثابة عناصر أساسية للوصول إلى أهداف خفض انبعاثات غازات الدفيئة بحلول 2030، وستعمل -أيضًا- على توفير فرص عمل، فضلًا عن زيادة القدرة التنافسية للدول.
وتطرّق كاتب المقال -المنشور بموقع منتدى الاقتصاد العالمي- إلى دراسة أعدها مع آخرين، موضحًا أن هذه الدراسة طبقت 6 نماذج اقتصادية لإمدادات الطاقة الأميركية، وتوصّلت إلى أن نشر الكهرباء منخفضة الكربون، والتحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى الكهرباء في قطاعات المباني والصناعة والنقل ستكون لهما أدوار رئيسة في تحقيق ذلك.
الخطوات الواجب تنفيذها
توصّلت الدراسة، التي استعرضها المقال، إلى أن نحو 70 إلى 90% من تخفيضات انبعاثات الاحتباس الحراري ستأتي من قطاعي النقل والطاقة، بصفتهما أكبر قطاعات تصدر انبعاثات غازات الدفيئة مع امتلاكهما خيارات لمواجهة ذلك بطرق منخفضة التكلفة.
وترى الدراسة أنه لتحقيق هدف الولايات المتحدة بحلول 2030، يتطلب تنفيذ خطوات فورية؛ في مقدمتها زيادة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل أسرع من السنوات الـ10 الماضية بما يتراوح بين مرتين و7 مرات.
وشهد عام 2021، أكبر انتشار سنوي للطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتى الآن، ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى مضاعفة كمية الطاقة المتجددة التي تُبنَى كل عام أو 3 أمثال ذلك.
ومن الخطوات كذلك، العمل على الإسراع نحو اعتماد كهربة وسائل النقل، وهو ما يتطلب تجاوز المستوى الذي حددته إدارة جو بايدن المتضمن هدفًا بوصول مبيعات السيارات الكهربائية إلى 50% بحلول 2030.
وبحسب الدراسة، يتطلب تحقيق الهدف المناخي للولايات المتحدة بحلول عام 2030 أن يصل متوسط اعتماد السيارات الكهربائية إلى 65%.
خفض الانبعاثات
بحسب المقال؛ من المتوقع أن تؤدي السياسات المناخية التي تتبعها الولايات المتحدة حاليًا إلى خفض ثاني أكسيد الكربون بقطاع الطاقة بين 6 و28% فقط بحلول 2030، مقارنة بمستويات عام 2005.
ويرى كاتب المقال أنه على الرغم من أن مجلس الشيوخ يناقش منح أكثر من 500 مليار دولار على شكل إعفاءات ضريبية لمصادر الطاقة المتجددة وللمركبات الكهربائية والتقنيات منخفضة الانبعاثات، إلا أنه من غير المؤكد قدرتها على تحقيق هدف تقليل الانبعاثات بحلول 2030.
وتقدر الدراسة أن الإجراءات اللازم تطبيقها لتحقيق هدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة للنصف بحلول 2030، ستعمل على تفادي أضرار مناخية تقدر بـ140 مليار دولار سنويًا، بالإضافة إلى فوائد صحية.
وأكد الكاتب أن الخطوات التالية للوصول إلى الهدف المناخي للولايات المتحدة بحلول نهاية هذا العقد ستكون أكثر وضوحًا وبأسعار معقولة، لكن تحقيقها يتطلب سياسات داعمة جديدة.
وأرجع ذلك إلى التقدم التكنولوجي بمصادر الطاقة المتجددة، فضلًا عن المركبات الكهربائية التي تقلل بشكل كبير من تكاليف إزالة الكربون.
وأشار إلى ضرورة وجود سياسة داعمة تتضمن نشرًا واسعًا للتقنيات الحالية، والتي تستفيد من التغيير التكنولوجي، مع السماح للمشروعات منخفضة الانبعاثات.
ويوضح الرسم المتحرك التالي إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة بالمليار طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون خلال المدة من عام 1990 حتى عام 2019، وفق بيانات وكالة حماية البيئة.
موضوعات متعلقة..
- التغير المناخي.. خرائط الفيضانات تتوقع ارتفاع خسائر الولايات المتحدة
- تعرف على رحلة انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة (موشن غرافيك)
- تعاون بين الولايات المتحدة وكندا لنشر الكهرباء النظيفة في أميركا الشمالية
اقرأ أيضًا..
- تعديل وزاري في سلطنة عمان.. وسالم العوفي وزيرًا للطاقة والمعادن
- الوقود الأحفوري في مصر.. ماذا تعرف عن إحدى أقدم الدول في صناعة النفط والغاز؟
- التنوع سر ضمان أمن الطاقة.. الدرس الأبرز من الغزو الروسي لأوكرانيا
- أرامكو السعودية: 4 محاور لتعزيز الاستدامة وتأمين الطاقة بأسعار معقولة