توليد الكهرباء بالغاز في جنوب أفريقيا يزيد الأسعار والانبعاثات (دراسة)
قد تتسبب في ارتفاع الأسعار بنسبة 40%
مي مجدي
كشفت دراسة جديدة أن محطات توليد الكهرباء بالغاز يجب أن تؤدي دورًا محدودًا في مزيج الطاقة بجنوب أفريقيا، مع استمرار انخفاض تكلفة مصادر الطاقة المتجددة.
وتوصلت الدراسة -التي أجرتها مجموعة الاستشارات الاقتصادية "ميريديان إكونوميكس"- إلى أن خطط جنوب أفريقيا لبناء محطات كهرباء ضخمة تعمل بالغاز خلال التخلص التدريجي من الفحم أصبحت غير مواكبة للتطور؛ نظرًا إلى انخفاض تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة، وتزايد الضغط للحدّ من انبعاثات الكربون، حسب بلومبرغ.
كما أظهرت الدراسة أن مشروعات توليد الكهرباء بالغاز واسعة النطاق سترفع أسعار الكهرباء بنسبة 40%، وعند الوضع في الحسبان ارتفاع ضرائب الكربون بعد عام 2030، سترتفع الأسعار بنسبة 60%.
وتتوقع هذه الخطط توليد نحو 3 آلاف ميغاواط من الكهرباء بالغاز بحلول عام 2027، مع قابلية الزيادة للاستخدام في ظروف معينة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
توليد الكهرباء بالغاز
يُنتَج الغاز بكميات محدودة في جنوب أفريقيا، وتعمل الحكومة على الانتهاء من خطّتها، إذ تقوم بتحليل توقعات الطلب ودراسة البنية التحتية اللازمة.
ومن المتوقع أن تكون الخطة جاهزة بحلول مارس/آذار 2023.
وتخلص الدراسة الجديدة إلى أن مشروعات الغاز واسعة النطاق في قطاع الكهرباء ليست مجدية من الناحية الاقتصادية للمضي قدمًا.
فقد حللت مجموعة ميريديان إكونوميكس العديد من الدراسات المستقلة المتعلقة بمستقبل الكهرباء في جنوب أفريقيا، ووجدت أن الجزء الأكبر من قدرة التوليد الجديدة يجب أن يكون من مصادر متجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، إلى جانب قدرات توليد تتّسم بالمرونة، تعتمد على أنواع مختلفة من الوقود، مثل الديزل والغاز الطبيعي المسال لتلبية ذروة الطلب.
وأوضحت المجموعة في تقريرها أن توليد الكهرباء بالغاز على نطاق واسع سيرفع أسعار الكهرباء بنسبة 40%، إلى جانب التكلفة البيئية، إذ سيتسبّب في زيادة الانبعاثات 7 أضعاف مقارنة بمزيج الطاقة المعتمد على الطاقة المتجددة والوقود المستخدم بشكل متقطع في أوقات الذروة.
وقالت المجموعة: "ما من دور لتوليد الكهرباء بالغاز على نطاق واسع في نظام الكهرباء بجنوب أفريقيا، قريبًا".
توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا
تعتمد شركة الكهرباء المملوكة للدولة "إسكوم" على توليد 80% من الكهرباء في البلاد من المحطات العاملة بالفحم، والتي تفتقر إلى الصيانة، وتقترب من انتهاء مدة صلاحيتها.
وأدى عدم قدرة الشركة الحكومية على تلبية الطلب إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ عام 2008.
بينما تعهدت الدول الغنية بتقديم 8.5 مليار دولار في شكل مِنح وقروض بفائدة منخفضة لدعم البلدان النامية في انتقالها إلى الطاقة النظيفة، إذ تعدّ جنوب أفريقيا المصدر الـ13 لغازات الاحتباس الحراري في العالم.
وقد يهدد استخدام الغاز عملية الانتقال في البلاد، ويمكن أن تخضع صادراتها لضرائب متعلقة بالكربون من شركائها التجاريين الدوليين.
وقالت المجموعة: "من المرجح أن يؤثّر مثل هذا القرار في رغبة الدول المتقدمة بتقديم الدعم المالي لمساعدة جنوب أفريقيا في التحول العادل للطاقة، وسيُعرّض التمويل الميسر أو المشروط للخطر".
على الجانب الآخر، أكد الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم، أندريه دي رويتر، ضرورة توليد ما بين 3 آلاف إلى 6 آلاف من الكهرباء بالغاز لتحقيق الاستقرار في الشبكة.
وخلال انعقاد "مؤتمر إنليت أفريكا 2022"في الأيام الماضية، يرى دي رويتر أن الغاز وقود أحفوري، لكنه يمثّل حلًا لإنهاء أزمة الكهرباء في البلاد، ولا يمكن تجاهله ضمن مستقبل الطاقة في جنوب أفريقيا.
وأوضح أن الغاز يمكن أن يكون مصدرًا بديلًا يضمن استقرار النظام، ويعوّض النقص من الطاقة المتجددة.
في الوقت نفسه، أعرب وزير الطاقة في جنوب أفريقيا، غويدي مانتاش، عن دعمه لزيادة استخدام الغاز والتنقيب لتأمين مصادر محلية للوقود.
وقالت ميريديان في دراسة أخرى صدرت الأسبوع الماضي، إن انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد قد يرتفع 10 أضعاف بحلول عام 2026، إذا لم تسارع البلاد لتطوير مشروعات ضخمة في الطاقة المتجددة.
اقرأ أيضًا..
- وزير جزائري: أنبوب الغاز النيجيري أكثر أمانًا وجدوى من المغرب
- حقل غاز أنشوا المغربي يشهد تطورًا سريعًا نحو بدء الإنتاج
- هل يفاقم الهيدروجين أزمة الاحتباس الحراري عالميًا؟ (تقرير)