ربطت شركة غاز البصرة بالعراق تنفيذها التزام زيادة قدرة معالجة الغاز من مليار قدم مكعبة إلى ملياري قدم مكعبة يوميًا بمستوى إنتاج النفط من 3 حقول جنوب البلاد.
وأوضح مسؤول بالشركة أن التحدي الذي يواجه المشروع في الآونة الحالية يتمثل في قدرة حقول النفط الثلاثة بجنوب العراق على زيادة إنتاجها طبقًا للإطار الزمني المُعلن، وفق ما نقلته عنه ستاندرد آند بورز كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وأشار رئيس مجموعة شل في العراق والإمارات، علي الجنابي، إلى أن خطط التوسع بمعالجة حرق الغاز التي تتبناها شركته لا محلّ لها إذا استمرت مستويات إنتاج النفط دون زيادة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
معالجة الغاز وحقول النفط
سبق أن التزمت شركة غاز البصرة بزيادة قدرتها على معالجة الغاز من مليار إلى ملياري قدم مكعبة يوميًا، وتعتزم الشركة -وفق خططها- توفير الإمدادات الإضافية اعتمادًا على عمليات حرق الغاز المصاحب لـ3 حقول نفطية بجنوب العراق (غرب القرنة 1، والرميلة، والزبير).
وبالنظر إلى ذلك، ربطت شركة غاز البصرة قدرتها على التوسع بخطط معالجة الغاز المصاحب تبعًا التزامها بقدرة الحقول النفطية الجنوبية على استقرار صافي إنتاج تلك الحقول عند مستويات مرتفعة، بحسب تصريح علي الجنابي لكوموديتي إنسايتس في وقت سابق.
وفيما يتعلق بتطوير خطط المعالجة، كشف الجنابي أن شركة غاز البصرة تسعى -حاليًا- لتشغيل خطّي إنتاج بطاقة 200 مليون قدم مكعبة يوميًا لكل منهما، بحلول النصف الثاني من العام المقبل (2023).
وأوضح أن خطّي الإنتاج يأتيان ضمن خطة موسّعة تسمح للشركة بتنفيذ التزامها، وأن الخط الثالث قيد الدراسة حاليًا، مشيرًا إلى أنهما ضمن 5 خطوط إنتاج تسمح لشركة غاز البصرة بمعالجة 2 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وأضاف الجنابي أن خط الإنتاج الثالث قيد الدراسة بالآونة الحالية، غير أن تناول البنية التحتية الازمة للخط وحجم الإنتاج الفعلي المتاح من الحقول الجنوبية الثلاثة حظيا بقدْر ضئيل من تلك الدراسات.
خطط زيادة الإنتاج
تواجه خطط شركة غاز البصرة لزيادة قدرتها على معالجة الغاز إلى ملياري قدم مكعبة يوميًا تحديات عدّة، أبرزها: مدى قدرة العراق على زيادة إنتاج النفط من الحقول النفطية الثلاثة في الجنوب.
وفي هذا الإطار، لفت رئيس مجموعة شل بالعراق والإمارات، علي الجنابي، إلى أن خطط التطوير معلقة على تحديد كيفية زيادة إنتاج الحقول النفطية الجنوبية الثلاثة إلى المستويات المتفق عليها والمدة الزمنية اللازمة لتحقيق ذلك.
وشدد على أنه في حالة عدم قدرة العراق على زيادة إنتاجه النفطي -طبقًا لعقد الشراكة الموقع-، فإن خطط التطوير التي تتبنّاها الشركة لا محلّ لها، قائلًا: "لا داعي من التوسع بسعة المعالجة إذا لم تُستخدم".
ويسعى العراق جاهدًا لزيادة إنتاجه النفطي، وسبق أن أعلن وزير النفط إحسان عبدالجبار إسماعيل، في 19 يونيو/حزيران الجاري، طموح بغداد لزيادة الإنتاج إلى مستوى 8 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.
ورغم هذه الطموحات، ما زالت تلك الخطط محاطة بالشكوك، لا سيما أن عبد الجبار سبق أن طرح مستهدفات زمنية مختلفة للهدف ذاته.
تحديات المعالجة
لتفسير عدم اتخاذ العراق خطوات جدّية في سبيل زيادة طاقة إنتاجه النفطي، يجب النظر إلى مدى اتفاق الهيئات المعنية ببغداد مع شركات النفط العالمية حول مستويات الإنتاج المرتفعة بجنوب البلاد.
فمن جهة، دخلت شركة نفط البصرة التابعة للدولة في نزاع قانوني مع شركة إكسون موبيل (المُشغّلة لحقل غرب القرنة) بعدما أبدت الشركة الأميركية رغبتها ببيع حصتها بالحقل المقدّرة بنحو 32.7%، وتمكّنت، مطلع العام الماضي (2021)، من الإقدام على تلك الخطوة.
ومن جهة أخرى، تمسّك وزير النفط بسعي العراق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة إكسون موبيل بحقل غرب القرنة 1 الذي تخطط بغداد لزيادة قدرته الإنتاجية بنسبة 40% في غضون الأعوام الخمسة المقبلة إلى 700 ألف برميل يوميًا، وفق ما أُعلن قبل عام.
ويضم حقل غرب القرنة 1 -الذي تعوّل شركة غاز البصرة على زيادة إنتاجه حتى تتمكن من التوسع بقدرتها على المعالجة- احتياطيات قابلة للاستخراج تتجاوز 20 مليار برميل.
عن مشروع غاز البصرة
تعدّ شركة غاز البصرة مشروعًا مشتركًا وُقِّع عام 2013 بين شركة غاز الجنوب العراقية (بحصّة 51%)، وشركة شل (بحصّة 44%)، وشركة ميتسوبيشي اليابانية (بحصّة 5%).
ويُركّز مشروع غاز البصرة على التقاط الغاز المصاحب من حقول غرب القرنة 1 (الذي تشغّله إكسون موبيل)، وحقل الرميلة (تُشغّله شركة النفط البريطانية بي بي)، وحقل الزبير (تُشغّله شركة إيني الإيطالية).
ويهدف المشروع العراقي إلى دعم إستراتيجية استقلال الطاقة وزيادة استثمارات موارد الغاز الطبيعي، وفق ما أوردته شركة شل على موقعها الإلكتروني حول المشروع.
ويدعم المشروع خطط الحدّ من حرق الغاز، وتمكّنت بموجبه شركة غاز البصرة من نقل بغداد من مستورد صافٍ لغاز النفط المسال إلى مُصدّر صافٍ في غضون مدة قصيرة.
وسجلت شركة غاز البصرة أعلى معدلات إنتاجية من المشروع في ديسمبر/كانون الأول عام 2018، وقُدِّرت تلك المعدلات حينها بأنها الأكبر في تاريخ العراق بنحو 1.035 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، بما يكفي لتوليد 3.5 غيغاواط، وتشغيل 3 مليون منزل.
ويوفر مشروع شركة غاز البصرة 70% من إمدادات غاز النفط المسال في العراق، إلى جانب دوره المهم لتعزيز صادراته منذ عام 2017.
وتمكنت شركة غاز البصرة من تسيير أولى شحنات غاز النفط المسال (الغاز السائل شبه المبرد بحسب ما يطلق عليه العراق)، أمس الإثنين 20 يونيو/حزيران، ما يوسّع رقعة قدرتها التصديرية لتشمل نوعي غاز النفط المسال (المضغوط وشبه المبرد).
اقرأ أيضًا..
- لأول مرة في تاريخه.. المغرب على أبواب دخول سوق الغاز المسال العالمية
- طاقة التكرير في السعودية و4 دول عربية تحل أزمة الديزل العالمية (تقرير)
- أول محطة طاقة شمسية كهرومائية في غرب أفريقيا.. مشروع غانا الهجين (فيديو)
- تطوير أول نظام تخزين طاقة طويل الأمد في قاعدة عسكرية أميركية