تطوير أول نظام تخزين طاقة طويل الأمد في قاعدة عسكرية أميركية
من خلال شركة لوكهيد مارتن
مي مجدي
اختارت وزارة الدفاع الأميركية شركة لوكهيد مارتن لتطوير أول نظام تخزين طاقة طويل الأمد في قاعدة عسكرية بولاية كولورادو؛ لمساعدتها في تحقيق هدف الاعتماد على حلول نظيفة ومستدامة.
وفي هذا الإطار، مُنحت شركة لوكهيد مارتن -أكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم- عقدًا لبناء نظام تخزين الطاقة الجديد، والذي يُعرف بـ"غريدستار فلو"، حسبما نشرت مدونة ميليتاري ليك (Military Leak).
ومن المقرر وضع حجر الأساس لأول نظام تخزين طاقة طويل الأمد على نطاق ميغاواط في قاعدة "فورت كارسون" العسكرية خلال الخريف المقبل، وستستغرق عمليات البناء نحو 8-9 أشهر.
وستصمم شركة لوكهيد مارتن النظام وتطوره تحت إدارة مختبر أبحاث هندسة التشييد (سي إي آر إل) التابع لمركز أبحاث وتطوير المهندسين بالجيش الأميركي (إي آر دي سي)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أول نظام تخزين طاقة طويل الأمد
وفقًا لشركة لوكهيد مارتن، ستكون بطارية "غريدستار فلو" عبارة عن بطارية تدفق الأكسدة بقدرة 10 ميغاواط/ساعة، أي إنها تختلف عن بطاريات الليثيوم أيون الموجودة في الهواتف الذكية أو الحواسيب المحمولة أو السيارات الكهربائية.
وأوضحت الشركة أن البطارية مصممة لتطبيقات التخزين ذات السعة الضخمة، وستعمل على تخزين الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، ثم إرسالها إلى الشبكات خلال ذروة الطلب أو الانقطاع المفاجئ للكهرباء.
وأشارت في بيان صحفي إلى أن المشروع هو أول نظام تخزين طاقة طويل الأمد على نطاق ميغاواط لوزارة الدفاع الأميركية.
وفي هذا الصدد، صرّح مدير برنامج "لوكهيد مارتن غريدستار فلو" توم جارفي، قائلًا: "نحن ملتزمون بدعم إستراتيجية المناخ للجيش الأميركي من خلال تعزيز مواكبته للعصر والبحث عن حلول توفر مستقبلًا أكثر أمانًا واستدامة".
بدوره، قال مدير مختبر أبحاث هندسة التشييد، أندرو نيسلون، إن التغييرات غير المسبوقة التي تشهدها الشبكات الكهربائية ومتطلبات الطاقة تأتي في وقت تدرس فيه وزارة الدفاع الاعتماد على الموارد المتجددة، بجانب حلول التخزين على نطاق المرافق، وطويلة الأجل.
سبب اهتمام وزارة الدفاع بتخزين الطاقة
يقول مدير تطوير الأعمال في شركة لوكهيد مارتن، روجر جنكيز، إن الوزارة تريد التأكد من أن العمليات الحساسة، التي تُشَغَّل من منشآت ثابتة، قادرة على مواصلة العمل حال انقطاع الشبكة لمدة طويلة، وتفادي أيّ ظواهر جوية، كما في تكساس، أو التعرض لعمليات قرصنة.
وتمتلك قاعدة فورت كارسون بعض بطاريات التخزين بنظام الليثيوم أيون، كما تمتلك مجموعة من الألواح الشمسية يمكنها إنتاج 2 غيغاواط من الكهرباء.
وأضاف جنكيز أن المنشأة العسكرية تخطط لبناء مجموعات أكبر من الألواح الشمسية، وستدخل حيز التشغيل مع اقتراب موعد تشغيل البطارية.
وفور الانتهاء من البطارية -التي تعدّ أول نظام تخزين طاقة طويل الأمد- في فورت كارسون، تخطط شركة لوكهيد مارتن لاختبارها لمدة عامين.
ما هي بطارية التدفق؟
تتميز بطارية التدفق بسعتها الضخمة، وتتكون من خزّانات كبيرة من الإلكتروليتات السائلة.
ويقول عميد كلية الهندسة بجامعة ديلاوير، ليفي طومسون: "إن بطارية تدفق الأكسدة تستخدم تدفّق الإلكتروليت، عكس العديد من البطاريات".
وتابع: "تحتوي أغلب البطاريات على إلكتروليتات ثابتة، ففي بطارية الليثيوم أيون لا تتدفق الإلكتروليتات السائلة، فهي عبارة عن وسيط لتتدفق أيونات الليثيوم ذهابًا وإيابًا".
وأضاف: "أمّا بطارية التدفق؛ فنظرًا لتدفق الإلكتروليتات، ستكون الخزذانات ضخمة، لذا يمكنها تخزين كميات هائلة من الطاقة.. كما لا توجد عراقيل أو قيود متعلقة باستخدام الاراضي، فهي ليست مثل بطارية السيارة مرتبطة بمساحة محدودة، وربما هذا هو سبب كون المنشأة العسكرية مناسبة لبطارية التدفق".
مميزات بطارية التدفق
نظرًا لاعتمادها على الخزّانات الضخمة والمساحات الشاسعة، هناك احتمال ضئيل لاستخدام بطارية التدفق في تشغيل السيارات الكهربائية أو الحواسيب المحمولة -حاليًا-، لكن مزاياها عديدة.
ويقول عميد كلية الهندسة بجامعة ديلاودير، ليفي طومسون: "أعتقد أن أهم شيء هو التكلفة.. هناك إمكان لتخزين الطاقة بتكلفة أقلّ بكثير، مقارنة باستخدام بطارية الليثيوم أيون".
ووفقًا لطومسون، هناك ميزة أخرى لهذه البطارية أن زمن دورة تشغيلها أطول من بطارية الليثيوم أيون، مشيرًا إلى إمكان تجديدها عند تدهور حالتها.
وأوضح طومسون أن هذه البطاريات مناسبة -أيضًا- لبعض الظروف عند الحاجة إلى تخزين الطاقة من الشبكة، مثل الألواح الشمسية التي تولد الكهرباء فقط في ضوء النهار.
ويرى أن بطاريات التدفق فرصة حقيقية عند البحث عن حلول لتخزين الطاقة منخفضة التكلفة والقابلة لإعادة الاستخدام، قائلًا: "أعتقد أنها ربما تكون الحل الأفضل على المدى الطويل للتخزين".
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: أفريقيا تحتاج إلى استثمارات سنوية بقيمة 25 مليار دولار
- الطاقة المتجددة في موريتانيا تستعد لقمة المناخ بـ5 مشروعات واعدة (تقرير)
- خبير أوابك: تصدير الهيدروجين من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا أكثر جدوى
