أكوا باور السعودية تنفذ مشروعًا عملاقًا لخفض انبعاثات تحلية المياه

تنفّذ السعودية، من خلال شركة أكوا باور، مشروعًا ضخمًا لخفض الانبعاثات في عمليات تحلية المياه، بالاعتماد على "التناضح العكسي"، الذي يعدّ أفضل تقنيات معالجة المياه وتوفير الطاقة.

وفي هذا الإطار، وقّعت أكوا -وهي المطور والمستثمر والمشغّل الرائد لمحطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء والهيدروجين الأخضر حول العالم- وشركة الشعيبة للماء والكهرباء، والشركة السعودية لشراكات المياه، المشتري في محطة الشعيبة 3 لتحلية المياه وإنتاج الكهرباء، اتفاقية لإعادة هيكلة محطة الشعيبة 3 المستقلة للمياه والطاقة.

وقّع الاتفاقية، اليوم الأحد 20 يونيو/حزيران، وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس المديرين للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي.

تهدف الاتفاقية لتحويل محطة الشعيبة (المرحلة الثالثة) لإنتاج المياه والكهرباء من تقنية التبخير الوميضي إلى تقنية التناضح العكسي، الذي سيُنشأ بالشعيبة بمنطقة مكة المكرمة، بسعة إنتاجية 600 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا.

مشروع أكوا باور

يتضمن المشروع، بحسب البيان الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه، تحويل محطة الشعيبة 3 من محطة لتوليد الكهرباء والتحلية الحرارية وعالية الكثافة في استهلاك الطاقة إلى محطة تحلية مياه مستدامة تعمل بتقنية التناضح العكسي، وستحمل اسم "مشروع محطة الشعيبة 3 المستقل للمياه".

ووفق الاتفاقية الرائدة لشركة أكوا باور، ستتوقف عمليات مشروع الشعيبة 3 المستقل للمياه والطاقة عام 2025، ما يوفر نحو 45 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وما يزيد عن 22 مليون برميل من النفط الخام الخفيف سنويًا.

وأوضح الفضلي أن توقيع الاتفاقيات يأتي تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء السعودي، وتحقيقًا لأهداف وخطط الوزارة لتنفيذ مشروعات إنتاج المياه أمام المستثمرين في مناطق المملكة المختلفة، ويأتي امتدادًا لتوقيع المشروعات السابقة بمشاركة القطاع الخاص في تطوير هذا القطاع الحيوي، وزيادة إسهامه في التنمية.

وأشار إلى أن المشروعات التي تعمل منظومة البيئة والمياه والزراعة على تنفيذها بمشاركة القطاع الخاص، تأتي تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030، كما تهدف إلى تحسين جودة الخدمات ورفع كفاءة الإنفاق بالاستفادة من خبرات القطاع الخاص في الإنشاء والتشغيل والإدارة.

خفض الانبعاثات

أكد الفضلي أهمية المشروع؛ كونه يخدم مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مبينًا أن عملية التحويل ستسهم في زيادة الاعتماد والموثوقية لتوريد المياه للمنطقة، وعملية التحويل ستسهم بتوفير الوقود المستهلك في تشغيل المحطة الحالية، إضافة إلى الإسهام في تقليل الانبعاثات الكربونية.

وشدد على أن المشروع يخدم خطط المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060، إذ سيحقق خفض الانبعاثات الكربونية، إذ إن إيقاف مشروع الشعيبة وتحويله يعدّ سابقة من نوعه في تحويل مشروع باتفاقيات قائمة.

من جانبه، بيّن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس خالد القريشي، أن عملية التحويل ستكون بنظام البناء والتملك والتشغيل، مضيفًا أن التحالف الذي سينفّذ المشروع يتألف من شركة بديل المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة وشركة أكوا باور.

وأوضح أن المشروع سيكون باستخدام تقنية "التناضح العكسي"، ويخدم منطقة مكة المكرمة، كما إن المشروع الإستراتيجي سيضم وحدات طاقة شمسية تشكّل أكثر من 45% من الاحتياج لتقليل استهلاك الكهرباء من الشبكة.

فوائد اقتصادية

أفاد القريشي بأن عملية التحويل ستسهم في فوائد اقتصادية ومالية وفنية وبيئية، تتمثل في توفير الوقود المستهلك حاليًا لتشغيل المحطة الحالية.

وأشار إلى توفير ما يزيد عن 22 مليون برميل سنويًا، من النفط الخام الخفيف، وستسهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية إلى صفر انبعاث كربوني؛ كون المحطة الجديدة تعمل بتقنية صديقة للبيئة، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد والموثوقية لتوريد المياه لمنطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأوضح أن التشغيل سيبدأ في الربع الثاني من عام 2025، وأن مدة الاتفاقية 25 عامًا، وسيسهم في تحقيق مستويات عالية من الإنتاج المستمر، وخفض مستويات استهلاك الطاقة الكهربائية، وتكاليف التشغيل، إضافة إلى دعم المحتوى المحلي عبر زيادة نسبة التوطين بالأعمال والموارد البشرية.

تضمن الاتفاقيات الموقّعة اتفاقية شراء المياه لمدة 25 عام لمحطة الشعيبة 3 الجديدة لتحلية المياه، مع تحالف يضم شركة "بديل"، و"أكوا باور" لتنفيذ المشروع، بقيمة استثمارية تصل لنحو 3 مليارات ريال سعودي (800 مليون دولار)، في حين ستكون الشركة السعودية لشراكات المياه الجهة المستفيدة من المشروع.

الطلب على المياه

عند الانتهاء من المشروع، ستنتج محطة الشعيبة 3 نحو 600 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، لتلبية الطلب على المياه في جدة ومكة المكرمة، خاصةً في مواسم الذروة خلال شهري رمضان والحج.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة أكوا باور، محمد أبونيان: إن "قطاع الطاقة يشهد تحولات إستراتيجية تتجه نحو الحدّ من استخدام المشتقات النفطية في محطات تحلية المياه وإنتاج الكهرباء".

وأشار إلى أن هذا أول مشروع يُحَوَّل فيه مشروع تحلية مياه يعمل بالتقنية الحرارية إلى تقنية التناضح العكسي، وباستخدام الطاقة المتجددة، ما يوفر 70% من الطاقة المستهلكة في تحلية المياه بالمشروع".

تفاصيل المشروع

بوصفها واحدة من أكبر مشروعات تحلية المياه في السعودية، تستخدم محطة الشعيبة 3 أحدث تقنيات التناضح العكسي لضمان أعلى مستوى من كفاءة الإنتاج والموثوقية، مقارنةً بأيّ محطة مماثلة في العالم.

وسيُنتج المشروع مياه صالحة للشرب، ومع استهلاك طاقة أقلّ بكثير، مع تشغيل جانب من المحطة بالطاقة الشمسية، مما سيقلّل من استهلاك الكهرباء من الشبكة بنسبة 45%، والانبعاثات الكربونية، إلى جانب توظيف أفضل الممارسات البيئية المستدامة في عمليات التشغيل.

كما سيُسهم التحول من تقنية الطاقة الحرارية إلى التناضح العكسي في تقليل الطاقة اللازمة المُستهلَكة لتحلية مياه البحر بنسبة 70%.

ومن المقرر أن يبلغ المحتوى المحلي للمشروع 40% في مرحلة البناء، و50% مرحلة التشغيل والصيانة، لـ5 سنوات الأولى، وسوف يزيد إلى 70% خلال السنوات المتبقية.

موعد بدء تشغيل المشروع

من المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري لمحطة الشعيبة 3 لتحلية المياه بحلول الربع الثاني من عام 2025، مع تحقيق عوائد مالية للإيرادات المتعاقَد عليها خلال المدة نفسها.

تعدّ شركة أكوا باور أكبر مطوّر ومشغّل خاص لتحلية المياه في العالم، من خلال إنتاجها 6.4 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، وتمتلك محفظة تضم 10 مشروعات في قطاع تحلية المياه بالتناضح العكسي في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتُشَغَّل بعض المشروعات جزئيًا بوساطة الطاقة المتجددة، وأُدرِج هذا التكامل الرائد للطاقة النظيفة لدعم عمليات تحلية المياه في العديد من المشروعات الإقليمية الضخمة، مثل رابغ 3، ومشروع تطوير البحر الأحمر، ومشروع الجبيل 3 (أ)، ومشروع أم القيوين لتحلية المياه، ومشروع الطويلة لتحلية المياه.

موضوعات متعلقة..

• أول محطة لتحلية المياه بالطاقة المتجددة في السعودية تحتضنها "نيوم"
• معمل الفاضلي.. عملاق معالجة الغاز في أرامكو السعودية (صور)

اقرأ أيضًا..

• مسؤول: الغاز الجزائري لن يلبي الطلب الأوروبي كاملًا.. "ونحن أحرار في التعاقد"
• الطلب على النفط قد يتراجع مع تزايد الأزمة الاقتصادية العالمية (مقال)