خبير أوابك: تصدير الهيدروجين من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا "أكثر جدوى"
أوروبا ستشتري من الدول القريبة لخفض تكلفة النقل وتقليل الفقد
أحمد بدر
في أواخر مايو/أيار الماضي، نشرت منصة الطاقة المتخصصة، دراسة بحثية، عدّت خطط تصدير الهيدروجين من المغرب والجزائر ومصر غير واقعية، وليست لها جدوى اقتصادية، وهي الدراسة التي أعدّها مركز ترانزناشيونال في هولندا، ومرصد الشركات الأوروبية في بروكسل.
أثارت الدراسة جدلًا كبيرًا بين متابعي الطاقة، وفي الدول السابق ذكرها بشكل خاص، إلى جانب عدد من الخبراء الذين يرون أن نتيجتها "غير منصفة".
في هذا السياق، تحدّث خبير الهيدروجين والصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، عن تقييمه لهذه الدراسة، وجدوى تصدير الهيدروجين إلى أوروبا من المنطقة العربية، خاصة شمال أفريقيا.
وقال -خلال مشاركته في برنامج "أنسيات الطاقة" في تويتر، ضيفًا على مستشار تحرير الطاقة الدكتور أنس الحجي- إن هذه الدراسة تتحدث عن صناعة الهيدروجين عمومًا، وليس في الدول العربية.
وأوضح أن الدراسة تناولت التكلفة العالية للهيدروجين، والفقد الذي يحدث نتيجة نقله باستخدام الناقلات، ومن ثم فإن المردود الاقتصادي لن يكون جيدًا عند النظر إلى ارتفاع التكلفة، إلّا أنه أكد أن المنطقة العربية بحكم قربها من أوروبا هي من ستوفر الخيار الأكثر نجاعة في تصدير الهيدروجين بتكاليف أقلّ من أيذ مناطق أخرى.
وتحدث خبير أوابك عن خطة "ريباور إي يو" الأوروبية -التي من شأنها أن تعزز كفاءة الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة- موضحًا أنها تفترض إنتاج 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بالقارة العجوز، إلى جانب استيراد 10 ملايين طن سنويًا أخرى من المنطقة العربية.
- دراسة تحبط خطط المغرب والجزائر ومصر لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا
- هل ينجح تصدير الهيدروجين اقتصاديًا من المغرب والجزائر ومصر؟.. خبير دولي يجيب
جدوى تصدير الهيدروجين
ضرب خبير أوابك مثالًا بمراكز محتملة لإنتاج الهيدروجين بكميات كبيرة في أستراليا، موضحًا أن تكلفة نقل الهيدروجين من أستراليا إلى أوروبا ستكون مرتفعة؛ لأن الرحلة ستكون أطول، والفقد هنا سيكون كبيرًا.
وأضاف: "يضع المتخصصون احتمالًا للفقد اليومي من الشحنة بنسبة 0.1%، فإذا استغرقت الرحلة 20 يومًا، تفقد 2% من حمولتها، لكن دول منطقة البحر المتوسط قريبة من الأسواق الأوروبية، لذا لن يستغرق تصدير الهيدروجين وقتًا طويلًا، وستكون نسبة الفقد قليلة للغاية".
النقطة الثانية، حسب عبدالمعطي، أن هذه هي مشكلة كل أنواع الوقود مثل الغاز المسال، إذ إنه بنقل الغاز الطبيعي المسال عبر الناقلات يفقد نسبة 0.1% نتيجة تبخّره من حالته السائلة إلى الغازية، ولكن هذا الفقد يُستَغَلّ على الناقلات وقودًا للمحركات وأجهزة الدفع، فلا تذهب هذه الكميات في الهواء.
وتابع: "أعتقد أن الدراسة كانت تتحدث عن الفقد بالنسبة لكل أنواع الوقود المنقولة في صورة سائلة، وليس عن الهيدروجين تحديدًا، ولكن مع التقدم التقني يمكن استغلال هذه الغازات المتبخرة في الناقلات، وهو أمر معتاد".
دراسة أوروبية حديثة
أوضح خبير أوابك أن الأمر الآخر الذي اعتمدت عليه الدراسة، هو أن استخدام خطوط الأنابيب سيكون غير مجدٍ اقتصاديًا، ولكن إحدى الدراسات الأوروبية الحديثة، والتي لم تُنشر بعد، كشفت أن 70% من خطوط الأنابيب في الشبكة الأوروبية، وبعضها من دول شمال أفريقيا، صالحة لتصدير الهيدروجين الخام بنسبة 100%.
وأكد أن نتائج هذه الدراسة الجديدة تعدّ ثاني ردّ قوي على الدراسة التي شكّكت في جدوى تصدير الهيدروجين من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا، مضيفًا: "أمّا إذا تحدثنا عن خليط الهيدروجين والغاز، فهذا سيكون خيارًا أكثر سهولة بالنسبة لدولة مثل الجزائر التي تصدّر الغاز لإسبانيا، ويمكنها خلطه مع الهيدروجين لاستخدام هذا الخليط لاحقًا، وهو ما سيقلل من انبعاثات الكربون".
الأمر الثالث، هو ارتفاع التكلفة، إّذ يرى عبدالمعطي أن هذا الأمر صحيح، فالهيدروجين في مرحلته الحالية لا يمكن وضعه في منزلة الصناعة التنافسية مع الغاز، ولكن المنطقة العربية تتجه إلى تصدير الهيدروجين.
تصدير الهيدروجين من الدول العربية
أضاف خبير أوابك أن "هناك سوقًا محتملة، وهي السوق الأوروبية، ترغب في شراء هذه السلعة، وهناك منطقة محتملة لإنتاج هذه السلعة بسعر تنافسي، وبطبيعة الحال، فإن السوق الأوروبية الراغبة في شراء الهيدروجين ستذهب إلى أقرب منطقة ستوفرها بسعر تنافسي".
وأوضح أن هذا ما تتميز به المنطقة العربية، التي تقدّم نفسها كونها قادرة على توفير هذه السلعة بسعر تنافسي، حتى وإن كان مرتفعًا، مقارنة مع البدائل الأخرى.
وشدد على أن الحديث هنا عن خيار للتخلص من الكربون، وهو أمر له تكلفته، وعلى الأقلّ خلال السنوات الـ10 الأولى لن يكون السعر تنافسيًا، إلى أن تستطيع هذه السلعة والتقنية المستخدمة في إنتاجها أن تُثبت نفسها، وقطع شوط كبير في مجال البحث والتطوير، لتنخفض تكلفة إنتاجها، ومن ثَمَّ تنخفض تكلفة نقلها، وتصبح تنافسيةً مع بقية مصادر الطاقة الأخرى في ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا..
- أزمة النفط الليبي تتفاقم.. وخبراء لـ"الطاقة": الإنتاج قد يتعطل لأشهر
- الأمم المتحدة تحذر من مخاطر استمرار التنقيب عن النفط والغاز
- 8 معلومات عن أكبر محطة للطاقة الشمسية في أوروبا (إنفوغرافيك)
- تدوير بطاريات السيارات الكهربائية عدة مرات للاستفادة من الخامات