مشروع توسعة حقل الشمال القطري يجذب كبرى الشركات الصينية
أول شراكة من نوعها بين البلدين
مي مجدي
تسعى كبرى شركات النفط الوطنية الصينية لضمان حصة لها في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي بدولة قطر، الذي يُعد واحدًا من أكبر مشروعات الغاز الطبيعي المسال في العالم.
وفي هذا الإطار، تُجري كبرى الشركات الصينية محادثات متقدمة مع قطر للاستثمار في توسعة حقل الشمال الشرقي، فضلًا عن شراء الغاز المسال بموجب عقود طويلة الأجل، حسب وكالة رويترز.
وستكون هذه أول شراكة من نوعها بين أكبر مستهلك للغاز المسال (الصين) وواحدة من أكبر منتجي الغاز المسال في العالم (قطر)، التي تتجه لتعزيز قاعدة عملائها الآسيويين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية الصفقة للصين
تمثّل الصفقة مع قطر حماية للصين ضد تقلبات الأسعار الفورية وللتوسع لتنويع وارداتها، لا سيما أن العلاقات مع الولايات المتحدة وأستراليا تمر بمرحلة حرجة، أما روسيا فهي في خضم حرب مشتعلة وتواجه عقوبات واسعة النطاق.
وترى بكين أن الغاز يشكل جسرًا إستراتيجيًا ليحل محل الفحم، والمساعدة في سعيها إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وأظهرت بيانات لشركة "ريفينيتيف أيكون" للمعلومات المالية أن قطر كانت أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين بعد أستراليا في الأشهر الـ5 الأولى من عام 2022.
ومن المتوقع أن تستثمر شركتا "سي إن بي سي" وسينوبك المملوكتان للدولة حصة بنسبة 5% لكل منهما في محطتين منفصلتين لتصدير الغاز المسال، وهما جزء من مشروع توسعة حقل الشمال، الذي تبلغ تكلفته 30 مليار دولار.
وقال مسؤول كبير في الصناعة ببكين إن المشاركة، حتى لو بحصة ضئيلة، ستحقق استفادة مباشرة للصينيين من المشروع العالمي، والتعلم من الخبرات الإدارية والتشغيلية.
بالإضافة إلى ذلك، تتفاوض "سي إن بي سي" و"سينوبك" مع شركة قطر للطاقة -التي تديرها الدولة- لشراء قرابة 4 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال لكل منهما لمدة تصل إلى 27 عامًا، التي ستعد أكبر صفقات فردية لشراء الوقود بين البلدين.
كما تركز المناقشات بين البلدين على تسعير صفقات التوريد طويلة الأجل المرتبط بسوق النفط العالمية.
وأوضحت رويترز -نقلًا عن مصادر- أن المشاركة الصينية في مشروع توسعة حقل الشمال أكثر من مجرد مستثمر مالي؛ لأن حصتها ضئيلة جدًا، "والأهم هي المفاوضات على اتفاقيات شراء الغاز في الأمد البعيد".
وأضافت الوكالة أن الشركات الهندية مهتمة -أيضًا- بمناقشة حصصها مع قطر، لكنها لم توضح أي تفاصيل.
وخلال عام 2021، استوردت الصين من قطر قرابة 9 ملايين طن من الغاز المسال، أو 11% من إجمالي واردات البلاد من الغاز المسال.
وتستورد الصين -أكبر مشترٍ للغاز المسال في العالم لعام 2021- 45% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وتنظر إلى قطر كونها موردًا موثوقًا به على المدى الطويل، بعد سلسلة من اتفاقيات الشراء مع الولايات المتحدة في أواخر عام 2021.
مشروع توسعة حقل الشمال
تشمل توسعة حقل الشمال 6 محطات للغاز المسال، وستزيد من قدرة الإسالة في قطر من 77 مليون طن سنويًا إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
ووقعت شركة قطر للطاقة، يوم الأحد الماضي 12 يونيو/حزيران، اتفاقية شراكة مع شركة توتال إنرجي لتوسيع حقل الشمال الشرقي.
وقالت الشركة القطرية إن توتال إنرجي أصبحت بذلك الشريك الأول لها، وستمتلك الشركة الفرنسية حصة 25% في المشروع المشترك، وستمتلك قطر للطاقة 75% من المشروع.
كما ستشارك كبرى شركات الطاقة، مثل إكسون موبيل وشل وكونوكو فيليبس وإيني، في مشروع توسعة حقل الشمال.
ومن المتوقع أن يعزز المشروع مكانة قطر بصفتها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وسيساعد في توفير إمدادات الغاز إلى أوروبا على المدى الطويل، في وقت تبحث فيه القارة عن بدائل للوقود الروسي.
اقرأ أيضًا..
- كردستان العراق يكشف أسباب النزاع على صادرات النفط مع حكومة بغداد
- إنتاج الذهب.. قائمة أكبر 10 مناجم للمعدن الأصفر عالميًا (إنفوغرافيك)
- إنتاج الليثيوم في أوروبا يواجه خطرًا جديدًا يهدد صناعة البطاريات (تقرير)