- • أصبح الارتفاع الحاد بسعر البنزين في الولايات المتحدة مصدر قلق للبيت الأبيض
- • سياسات إدارة بايدن المعارضة للحفر وخطوط الأنابيب تسهم جزئيًا في ارتفاع أسعار البنزين
- • أمرَ بايدن بسحب ملايين البراميل من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط لتعزيز الإمدادات
- • الرئيس بايدن ليس له نفوذ كبير على أسعار البنزين اليومية
أصبح الارتفاع الحادّ بأسعار البنزين في الولايات المتحدة مصدر قلق للبيت الأبيض، في غياب حلّ فوري وواضح، ووصل متوسط السعر الوطني لغالون البنزين (3.785 لتر) إلى مستوى قياسي بلغ 5 دولارات، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
واعتاد الأميركيون سماع أحاديث الرئيس جو بايدن المتكررة عن الأضرار والمعاناة التي تُلحقها أزمة التضخم بالأُسر الأميركية، إذ يشكّل ارتفاع الأسعار خطرًا سياسيًا، وفقًا لما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في 12 يونيو/حزيران الجاري.
وأشارت الصحيفة في تقريرها المعنوَن "البيت الأبيض يسعى جاهدًا للحديث عن مشكلة جهنمية" إلى أن أسعار المستهلكين زادت بنسبة 8.3% في العام حتى أبريل/نيسان، وأظهرت بيانات يوم الجمعة 10 يونيو/حزيران أن معدل التضخم بلغ 8.6% في مايو/أيار.
وأضافت الصحيفة أن مؤشر ثقة المستهلك تراجع في البلاد، إذ تدفع العائلات مبالغ إضافية مقابل المشتريات اليومية، موضحةً أن رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لتهدئة الاقتصاد سيزيد خطر حدوث ركود.
سياسات بايدن المعارضة للحفر
بهذا الصدد، أشار المؤلف الأميركي وصانع الأفلام الوثائقية المتخصص في شؤون الطاقة، مارك ماثيس، في مقال له نشرته منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن الارتفاع الكبير في أسعار البنزين يعود جزئيًا إلى سياسات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المعارِضة للحفر وخطوط الأنابيب.
وأوضح مارك ماثيس أن الغزو الروسي لأوكرانيا أسهم في اضطراب سوق الطاقة العالمية إلى حدّ كبير.
علاوة على ذلك، يمثّل ارتفاع أسعار البنزين والتضخم تحديًا سياسيًا كبيرًا للرئيس بايدن والديمقراطيين المقبلين على الانتخابات النصفية.
وقال 85% من الناخبين، إنهم يعتقدون أن التضخم مشكلة خطيرة للغاية، أو خطيرة إلى حدّ ما، وفقًا لاستطلاع أجرته منصة إيكونوميست-يوغوف (yougov) في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي الاستطلاع نفسه، قال 44% من المستجيبين، إن بايدن يتحمل "الكثير" من المسؤولية عن معدل التضخم، وقال 31%، إن بايدن يتحمل جزءًا من المسؤولية عن ذلك، حسبما نشرت صحيفة "ذا هيل" (thehill) الأميركية.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، هذا الأسبوع، إن على الأميركيين الاستعداد لصيف قاسٍ، إذ تتوقع تقارير دولية أن أسعار الوقود قد لا تنخفض إلى أقلّ من 4 دولارات للغالون حتى الخريف أو الشتاء.
وأضافت غرانهولم أن موسم الإجازات والرحلات الصيفية سيشهد أوضاعًا صعبة، ولا شك في ذلك، لأن الطلب والعرض غير متوافقيْن في السوق العالمية للنفط.
محاولة كبح ارتفاع أسعار البنزين
أشار الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته إلى الخطوات التي اتخذوها في الأشهر الأخيرة لمحاولة كبح ارتفاع أسعار البنزين.
فقد أمر بايدن بسحب ملايين البراميل من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط لتعزيز الإمدادات، وحثّ الدول في الشرق الأوسط لزيادة الإنتاج.
يضاف إلى ذلك رفع القيود المفروضة على بيع الوقود الذي يحتوي على نسبة عالية من الإيثانول، والترويج لمصادر الطاقة المتجددة، مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.
ويقرّ بعض مسؤولي الإدارة الأميركية أن الرئيس ليس له نفوذ كبير على أسعار البنزين اليومية، والتي غالبًا ما تكون تخضع لسلاسل التوريد العالمية التي تأثّرت بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، هذا الأسبوع، إن ارتفاع سعر البنزين يعود في جزء كبير منه إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبيّنت جينا ريموندو أنه منذ أن نقل بوتين القوات إلى حدود أوكرانيا، ارتفعت أسعار البنزين بما يزيد عن 1.40 دولارًا للغالون.
وأشارت إلى أن الرئيس يطلب من الكونغرس وآخرين طرح حلول مناسبة، وأردفت قائلة، إنه لا يوجد الكثير مما يمكن القيام به.
تجدر الإشارة إلى أن يوم الجمعة 10 يونيو/حزيران شهد انتكاسة جديدة لإدارة بايدن، مع إصدار تقرير التضخم الضعيف الذي أظهر نمو أسعار السلع الاستهلاكية في مايو/أيار، وفق ما اطّلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
تعامل اقتصادي لا يحظى بشعبية
ارتفع مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية بوزارة العمل بنسبة 1% الشهر الماضي وحده، و 8.6% في مدة الـ 12 شهرًا المنتهية في مايو/أيار.
وقال الخبير الإستراتيجي (من الحزب الجمهوري) دوغ هاي، إن تعامل إدارة بايدن مع الاقتصاد لا يحظى بشعبية.
وأضاف أن من الواضح أن ما حدث في أوكرانيا قد تسبَّب في ارتفاع مفاجئ، ولا حرج في الحديث عن ذلك، ولكن يبدو أن هذا هو التفسير الكامل لارتفاع التضخم شهريًا منذ أن تولّى بايدن الرئاسة.
وقال المحلل الإستراتيجي في مركز الأبحاث ثيرد واي بالولايات المتحدة، مات بينيت، إن جزءًا من التحدي الذي يواجه البيت الأبيض هو أن العديد من الأميركيين لا يدركون أن بايدن لا يتحكم في أسعار البنزين.
وبيّن الخبير الإستراتيجي (من الحزب) الديمقراطي، أنتجوان سيرايت، أن تركيز الرئيس على إيجابيات الاقتصاد سيكون له صدى لدى الناخبين في انتخابات التجديد النصفي هذا الخريف.
الأسعار تحطم الأرقام القياسية
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان المعدل الوطني لسعر غالون البنزين 3.07 دولارًا، وفقًا لجمعية السيارات الأميركية.
وقد شهد الأميركيون ارتفاع أسعار التجزئة منذ 2021، ثم تسارع غلاء الأسعار هذا العام بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب بيانات اطّلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
وقد حطمت أسعار البنزين، حاليًا، الأرقام القياسية، إذ ارتفع متوسط سعر غالون البنزين، في ولاية كاليفورنيا، إلى 6.43 دولارًا يوم الأحد 12 يونيو/حزيران، وهو أعلى معدل في البلاد.
وأفاد المحللون أنه حتى الولايات التي تشهد عادةً معدلات أسعار منخفضة، مثل تكساس وميسيسيبي، تتخطى أسعار البنزين فيها 4.50 دولارًا للغالون، وفقًا لما نشرت صحيفة "ذا هيل" (thehill) الأميركية في 12 يونيو/حزيران الجاري.
ويأتي أحدث رقم قياسي لسعر البنزين بعد أن وصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا في مايو/أيار، مدفوعًا بالزيادات في الإنفاق الحكومي خلال الوباء وتعطُّل سلاسل التوريد وزيادة طلب المستهلكين في مدة ما بعد قيود وباء كوفيد-19.
في المقابل، وقع الجزء الأكبر من اللوم بشأن الارتفاعات الكثيرة في أسعار البنزين على إدارة بايدن، إذ وصلت نسبة تأييد الرئيس بايدن إلى أدنى مستوياتها التاريخية، الأسبوع الماضي، في العديد من استطلاعات الرأي.
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح تصدير الهيدروجين اقتصاديًا من المغرب والجزائر ومصر؟.. خبير دولي يجيب
- أكبر مشروع غاز مسال في العالم تنفذه قطر بشراكة فرنسية (صور)
- السعودية تنفذ مشروعًا طموحًا لترشيد استهلاك الكهرباء