ماذا حدث بقطاع الغاز قبل وبعد كورونا وأبرز المشروعات العربية؟ (4 رسوم بيانية)
أحمد بدر
رصدت دراسة حديثة أصدرتها منظمة الأقطار العربية المصدّرة للنفط، أوابك، رحلة الغاز الطبيعي منذ عام 2009 حتى ظهور فيروس كورونا في 2019، ومرحلة ما بعد التعافي، بجانب أبرز المشروعات العربية في مجال الإسالة.
وقالت الدراسة -التي أعدها خبير الغاز لدى المنظمة، المهندس وائل حامد عبدالمعطي- إن الغاز الطبيعي يحظى بأهمية كبرى في تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة، ويسهم في تقليل انبعاثات الكربون بالأسواق الناشئة، بجانب أسعاره التنافسية.
وأوضحت أوابك أن مساهمة الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة عالميًا ارتفعت على حساب النفط والفحم، إذ بلغ نمو الغاز سنويًا 2.3%، ليحلّ في المركز الثاني بعد الطاقة المتجددة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الطلب على الغاز
قالت الدراسة، إن الطلب على الغاز خلال المدة بين 2009-2019، لم يتراجع إلّا في بدايتها؛ بسبب الأزمة المالية العالمية، ولكنه ارتفع مجددًا بشكل سنوي، حتى بلغ 3956 مليار متر مكعب عام 2019.
وباستثناء أوروبا، نما الطلب العالمي، ليبلغ 5.3% في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و1.5% في منطقة الكومونولث، بجانب طفرة غير مسبوقة في الإنتاج مع استغلال المصادر غير التقليدية، خاصة غاز السجيل بالولايات المتحدة، الذي سجل رقمًا قياسيًا بلغ 4004.7 مليار متر مكعب.
التجارة العالمية وآثار كورونا
ازدهرت تجارة الغاز الطبيعي عالميًا، من 894 مليار متر مكعب سنويًا في 2009، إلى 1320 مليار متر مكعب في 2019، في حين زادت حصة تجارة الغاز المسال ضمن التجارة العالمية الإجمالية إلى 35.7% في 2019، مقارنة بنحو 27.2% في 2009.
وأوضحت الدراسة أن جائحة كورونا أثّرت في الاقتصاد العالمي، بعد إجراءات العزل وإغلاق الحدود، إذ تراجع الطلب على الغاز بنحو 1.8%، وهي المرة الثالثة تاريخيًا، بعد أزمتي 2009 و1997.
وأعلنت شركات محلية وعالمية خفض الاستثمارات في استكشاف وإنتاج الغاز بعد تراجع الطلب بسبب الجائحة، لذا بلغ الإنتاج العالمي في 2020 نحو 3890 مليار متر مكعب، بمعدل تراجع سنوي قدره 2.9%.
وجاءت أميركا الشمالية في مقدمة الدول المتأثرة بخفض الاستثمارات بفقد 61 مليار دولار دفعة واحدة، بنسبة 41% عن عام 2019، كما شهدت أميركا الجنوبية خفض الاستثمارات بإجمالي 18 مليار دولار، في حين كان معدل التراجع الأقلّ في منطقة أوراسيا بإجمالي 10 مليارات دولار بنسبة 20% عن عام 2019.
وبحسب دراست أوابك التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تراجعت استثمارات الشرق الأوسط بنحو 14 مليار دولار بنسبة 24%، في حين تراوح معدل التراجع بالاستثمارات في المناطق الأخرى بين 30-33%.
مشروعات الغاز المسال المؤجلة
أدت الأزمة إلى تأجيل 20 مشروعًا من بين 21 كانت تنتظر الاستثمار فيها لتصدير الغاز الطبيعي المسال، ولم يُتخذ القرار النهائي سوى في مشروع واحد بالمكسيك، بطاقة 2.5 مليون طن سنويًا.
وفي 2021، مع التعافي من كورونا، ارتفعت الأسعار الفورية في أوروبا، بسبب عودة الأنشطة الاقتصادية وتراجع الإمدادات من دول مثل النرويج وأستراليا، بجانب تقليل الصادرات الروسية.
المشروعات العربية
تكشف الدراسة أن الدول العربية بدأت دراسة وتنفيذ مشروعات إسالة جديدة لزيادة الإمدادات في المستقبل، إذ كانت قطر الأولى في توسعة حقل الشمال لرفع طاقة الإسالة من 77 إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول 2027.
وبينما تستعد موريتانيا لتطوير حقل "تورتو- أحميم"، تدرس شركة "أدنوك" الإماراتية مشروعًا جديدًا في الفجيرة يضم خطّي إنتاج بطاقة إجمالية 9.6 مليون طن سنويًا، وترفع سلطنة عمان طاقة الإسالة في محطة الشركة العمانية بنحو 1.5 مليون طن سنويًا.
اقرأ أيضًا..
- الصين تفكك مشروعًا عملاقًا للطاقة الشمسية
- هل تسمح أميركا بتدفق النفط الإيراني لتعويض الخام الروسي؟
- صراع النفط والغاز.. لبنان يطلب تدخل أميركا لحسم أزمة ترسيم الحدود مع إسرائيل