أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا عالقة بين حلول الحكومة واستغلال الغاز المسال
ودعوات تحث الصناعة على توفير مصادر موثوقة
مي مجدي
بات حل أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا تحديًا كبيرًا يواجه الحكومة، مع تزايد تدهور الأوضاع وانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الوقود.
وأسفر اجتماع مجلس الوزراء الأخير عن ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في البلاد، حسبما نشرت صحيفة إي إس آي أفريكا (ESI Africa).
وصرح الوزير في الرئاسة، موندلي غونغوبيلي، بأن حكومة جنوب أفريقيا ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وكل ما تتخذه من قرارات يتماشى مع هذا الهدف، مؤكدًا وجود مبدأ عام يتمثل في الابتعاد عن الوقود الأحفوري، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
حلول إسكوم
قال الوزير في الرئاسة، موندلي غونغوبيلي، إن الحكومة تعمل دون كلل لضمان توفير أفضل عرض ممكن لتلبية متطلبات قطاع الطاقة في البلاد.
وأكد أن الوزارات المختصة في المعادن والطاقة والشؤون المالية ستتولى تنظيم كل الأمور بما يتماشى مع الظروف التي تواجهها، موضحًا أن الحكومة تقضي ليالي عصيبة لتحقيق ذلك.
وتابع: "أشاد مجلس الوزراء بإعلان شركة إسكوم، الأسبوع الماضي، توصيل الوحدة 4 في محطة الكهرباء كوسيل بسعة 800 ميغاواط بالشبكة".
وتمثل هذه الخطوة علامة فارقة أخرى في جهود إسكوم لتحقيق الاستقرار في نظام الكهرباء في جنوب أفريقيا، في وقت تشتد فيه الحاجة لأي إنجاز فعلي.
وأشار إلى أن التسليم التجاري للوحدة 4 يعزز أمن الطاقة على المدى الطويل؛ حيث سيضيف 800 ميغاواط إلى شبكة الكهرباء.
وقال الوزير إن مجلس الوزراء رحّب -أيضًا- بالتوقيع على 3 اتفاقيات بين وزارة الموارد المعدنية والطاقة وشركة "سكاتك إيه إس إيه" النرويجية، لتنفيذ 3 مشروعات على الأقل في الطاقة المتجددة في محافظة كيب الشمالية.
وأوضح أن الاتفاقيات الموقّعة تأتي ضمن إطار برنامج مشتريات منتجي الكهرباء المستقلين للتخفيف من المخاطر التابع للوزارة، والذي يهدف إلى سد عجز الكهرباء في جنوب أفريقيا.
بالإضافة إلى ذلك، أشاد مجلس الوزراء بإضافة سعة توليد جديدة للشبكة، بعدما أصبح ممكنًا لمنتجي الكهرباء المستقلين بإنتاج الكهرباء.
كما وقّعت الحكومة مؤخرًا اتفاقية لشراء 150 ميغاواط من السعة الإنتاجية من منتج الطاقة المتجددة "سكاتك إيه إس إيه".
هل الغاز المسال حل للأزمة؟
في ظل تفاقم أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا، أصبح الغاز المسال مطروحًا على الطاولة ضمن مساعي البلاد لحل المشكلة.
إلا أن بعض خبراء الصناعة أكدوا، خلال "مؤتمر إنليت أفريكا 2022"، أن الغاز المسال لن يكون حلًا سحريًا لأزمة الكهرباء في الأمد القريب على الأقل، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا للرئيس التنفيذي لشركة إسكوم، أندريه دي رويتر، يعد الغاز وقودًا أحفوريًا، لكن لا يمكن تجاهله ضمن مستقبل الطاقة في جنوب أفريقيا، ويرى أنه حل لإنهاء أزمة الكهرباء التي قُدرت مؤخرًا بما يتراوح بين 4 آلاف ميغاواط و6 آلاف ميغاواط.
وقال: "أصبح تحول الطاقة في جنوب أفريقيا أمرًا لا مفر منه، ونحتاج إلى استثمارات ضخمة وجهود متضافرة على العديد من الجهات".
ووصف دي رويتر نظام الكهرباء في جنوب أفريقيا بـ"الجزيرة"؛ فالبلاد لا تتمتع برفاهية الاستفادة من مصادر الطاقة البديلة في الدول المجاورة، كما تعتمد ألمانيا على فرنسا في الطاقة النووية، أو النرويج في الطاقة الكهرومائية عندما تتوقف توربينات الرياح عن توليد الكهرباء.
وأوضح أن البلاد بحاجة إلى كهرباء بديلة لضمان استقرار النظام، وتعويض النقص من الطاقة المتجددة، ويمكن للغاز توفير ذلك.
وبينما يأمل سكان جنوب أفريقيا في أن يسهم تسريع الانتقال من الكهرباء العاملة بالفحم إلى الطاقة المتجددة في سد العجز -باستخدام الغاز المسال على سبيل المثال كونه وقودًا انتقاليًا-، يزعم الخبراء الذين شاركوا في حلقة نقاشية حول مستقبل الغاز، خلال المؤتمر، أنه لا يوجد وقت كافٍ لتشغيل مشروعات الغاز في الوقت المناسب لسد الفجوة.
وقالوا إن تطوير البنية التحتية الجديدة للغاز سيستغرق 24 شهرًا على الأقل.
ونتيجة ذلك، سيتعين على صناعة الطاقة أن تبحث عن مصادر أخرى، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية، بالإضافة إلى حلول تخزين البطاريات.
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الهيدروجين منخفض الكربون في تكرير النفط قد يصل لـ50 مليون طن سنويًا
- انبعاثات الميثان من مناجم الفحم الأسترالية تفوق التقديرات الوطنية (تقرير)
- أمن الطاقة أم انتقالها؟.. الهند تحسم موقفها